العمل في وضعية الوقوف يهدد الجسم بحالات صحية خطيرة

وضعية الوقوف في المكاتب تزيد من خطر الإصابة بتورم الأوردة.
الأحد 2024/10/20
الوقوف لا يقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل السكتة الدماغية

يشير خبراء الصحة إلى أن وضعية الوقوف في المكاتب ليست الحل الأمثل لمواجهة وضعية الجلوس، كما أنها لا تعوض عن الخمول، وقد تزيد حتى من خطر الإصابة بأمراض مثل تورم الأوردة وجلطات الدم في الساقين. ويدعو الخبراء الأشخاص الذين يجلسون أو يقفون لفترات طويلة إلى أن يقوموا بجدولة حركة منتظمة طوال اليوم، حتى يتجنبوا مشاكل الدورة الدموية.

لندن ـ يروج الكثيرون للعمل في وضعية الوقوف، كحل مذهل لدرء المخاطر الصحية للجلوس طويلا أمام الشاشات في المكاتب. لكن دراسة جديدة تشير إلى أن وضعية الوقوف في المكاتب، التي ارتفعت شعبيتها في السنوات الأخيرة، لا تعوض عن الخمول وقد تزيد حتى من خطر الإصابة بأمراض، مثل تورم الأوردة وجلطات الدم في الساقين.

كما اكتشفت الدراسة التي شملت أكثر من 80 ألف بالغ في المملكة المتحدة أن الوقوف لا يقلل من خطر الإصابة بأمراض، مثل السكتة الدماغية وقصور القلب، على الرغم من الاعتقاد السائد بأنه يفعل ذلك.

ووجدت الدراسة التي قادتها جامعة سيدني، أن الوقوف على القدمين لأكثر من ساعتين في اليوم قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل مثل تجلط الأوردة العميقة والدوالي.

وقال الدكتور ماثيو أحمدي، من كلية الطب والصحة بجامعة سيدني، إن الأشخاص الذين يجلسون أو يقفون لفترات طويلة يجب أن يقوموا بجدولة حركة منتظمة طوال اليوم.

موضحا: “الخلاصة الرئيسية هي أن الوقوف لفترة طويلة لن يعوض عن نمط الحياة المستقرة وقد يكون محفوفا بالمخاطر لبعض الأشخاص من حيث صحة الدورة الدموية. لقد وجدنا أن الوقوف لفترة أطول لا يحسن صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل ويزيد من خطر الإصابة بمشكلات الدورة الدموية”.

ولتحديد ما إذا كان الوقوف يوفر أي فوائد صحية، درس الباحثون بيانات من 83013 بالغا كانوا جزءا من قاعدة بيانات سجلات الصحة في البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

مقابل كل 30 دقيقة إضافية يقضيها الأشخاص في الوقوف لأكثر من ساعتين، زاد خطر الإصابة بأمراض الدورة الدموية بنسبة 11 في المئة

ولم يكن هؤلاء الأشخاص مصابين بأمراض القلب في بداية الدراسة وارتدوا أجهزة على معاصمهم لتتبع الحركة.

ووجد الفريق أنه مقابل كل 30 دقيقة إضافية يقضونها في الوقوف لأكثر من ساعتين، زاد خطر الإصابة بأمراض الدورة الدموية بنسبة 11 في المئة.

وقال الباحثون إن الوقوف لم يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل السكتة الدماغية وفشل القلب وأمراض القلب التاجية.

وأوضح البروفيسور إيمانويل ستاماتاكيس، مدير مركز أبحاث الأجهزة القابلة للارتداء في جامعة سيدني: “بالنسبة للأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة بشكل منتظم، بما في ذلك الكثير من الحركة العرضية طوال اليوم والتمارين المنظمة قد تكون طريقة أفضل للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. خذ فترات راحة منتظمة، وتجول، واستخدم السلالم، وخذ فترات راحة منتظمة عند القيادة لمسافات طويلة، أو استخدم ساعة الغداء للابتعاد عن المكتب والقيام ببعض الحركة”.

وتشير دراسات عدة إلى أن الخمول البدني قد يكون قاتلا لأنه يفقد الأشخاص القوة العضلية، ما يجعلهم أكثر عرضة لمواجهة مجموعة من المشكلات الصحية.

وقد تشمل هذه المشكلات التدهور المعرفي، وسوء الصحة العقلية، والظروف العضلية الهيكلية، والتعرض لإصابات خطيرة، والدخول إلى المستشفى، والإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والخرف، الضعف والعجز الوظيفي وحتى بعض أشكال السرطان.

وارتبط انخفاض النشاط في السابق بالتقدم في السن، ولكن الآن، أصبح الشباب، وخاصة أولئك المنخرطين في الأعمال المستقرة مثل الوظائف المكتبية، خاملين، وضعفاء جسديا، ويأخذون إجازات مرضية طويلة الأجل، ويتقاعدون مبكرا.

ويمكن أن تؤدي ظروف العمل المستقرة إلى التعب العقلي والأوجاع والآلام، بل وربما تكون عاملا مساهما في أعلى مستويات الضعف الاقتصادي.

وتعد تمارين القوة أحد أكثر أنواع التمارين فعالية للصحة البدنية والعقلية، وهي إحدى أبرز التوصيات المدرجة في إرشادات النشاط البدني لمنظمة الصحة العالمية.

ومع ذلك، فإن هذا النوع من التمارين، الذي ينطوي على استعمال مقاومة أو ثقل لأجل تحفيز تقلص العضلات الهيكلية ما يزيد من قوتها، وحجمها، يعد واحدا من الأنشطة البدنية التي يصعب الالتزام بها.

ويميل الناس إلى الاعتقاد بأنهم ليسوا صغارا أو لائقين بدنيا أو نشطين بما يكفي لبدء تمرينات القوة، لكن الأبحاث وجدت أن العكس هو الصحيح، حيث أن البدء بمثل هذه التمرينات، في أي عمر وعلى أي مستوى من مستويات اللياقة البدنية، يؤدي إلى زيادة مستويات الطاقة وزيادة تلقائية في النشاط البدني.

وتشمل العوائق الأخرى التي تحول دون البدء بتمرينات القوة ضيق الوقت، ونقص المعرفة المتخصصة، ومساحات الصالات الرياضية التجارية غير المريحة.

ولتجنب جميع هذه العوائق، يمكن للعاملين في المكاتب، البدء في القيام بتمارين القرفصاء لمدة دقيقة واحدة فقط بشكل دوري، خلال فترات الجلوس الطويلة، والتي تبين أنها قد تساعد في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية للدماغ، بما في ذلك الإثارة الذهنية والتركيز، والتقليل من مشاعر التعب.

ويساعد تمرين القرفصاء، على بناء العضلات في الجزء السفلي من الجسم، وذلك لأنه يتطلب استخدام أسفل الظهر، وأوتار الركبة، وعضلات ربلة الساق.

وخلق التطور الكبير في بيئة الأعمال العديد من الوظائف التي تتطلب الجلوس لساعات طويلة، كالوظائف في البنوك والوظائف في الشركات، إضافة للعمل على الإنترنت، وغيرها من الأعمال التي تتطلب الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر سواء في المكتب أم المنزل؛ حيث تؤثِّر ساعات الجلوس الطويلة هذه سلباً في جسم الإنسان وتسبب له العديد من المشاكل الصحية، مثل إجهاد العين وآلام الظهر ومتلازمة تشنج الرقبة والسمنة المفرطة، إضافة لأمراض الشيخوخة مثل القلب والسكر.

14