العمل عن بعد يتطلب الحفاظ على النشاط البدني

تسوكوبا (اليابان) – حدد علماء جامعة تسوكوبا اليابانية عواقب العمل عن بعد على الصحة. وأشارت مجلة “ترنسبرتايشن ريسارتش انترديسيبلناري برسبكتيف” إلى أن الباحثين في هذه الدراسة درسوا بيانات استطلاعات الرأي عبر الإنترنت لـ4500 مستجيب خلال شهري أبريل ومايو عام 2020 ، حيث كان جميع المشاركين يعملون في المنزل يوميا مدة أربع ساعات على الأقل. وقد ركز الباحثون اهتمامهم على تأثير هذا النمط من العمل في النشاط البدني.
واتضح للباحثين أن المشاركين الذين واصلوا الاعتماد على وسائل النقل العامة أو الخاصة في الذهاب إلى العمل، حصلوا على أعلى مؤشر للنشاط البدني. أما العاملون في المنزل فكان هذا المؤشر منخفضا جدا بعد التعديل الذي استثنى استخدام وسائل النقل. ورغم أن التنقل بوسائل النقل العامة والخاصة يتطلب جهدا أقل مقارنة باستخدام الدراجات الهوائية أو المشي، فإنه يشكل جزءا مهما من النشاط البدني اليومي.
وقد لوحظ هذا الانخفاض بصورة خاصة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما، والذين اضطروا إلى العمل في المنزل أثناء تفشي جائحة كورونا، وبعد ذلك لم يعودوا إلى العمل في المكاتب. ونفس الشيء لوحظ لدى النساء. واتضح للباحثين أن نشاط هؤلاء انخفض إلى الصفر تقريبا. أما زملاؤهم الذين كانوا يعملون في المنزل قبل الجائحة، فحسنوا بعض الشيء مؤشر نشاطهم البدني اليومي. وقد وافق 80 في المئة من المشاركين في الدراسة على أن انخفاض نشاطهم اليومي سببه الانتقال إلى العمل عن بعد.
ويضيف الباحثون “يمكن أن يقلل مستوى النشاط البدني من أعراض الاكتئاب والقلق والإجهاد”. ويؤكدون على فكرة أن الاستمرار في العمل عن بعد، وخاصة بين الشباب، يتطلب الحفاظ على النشاط البدني واستخدام وسائل النقل التي تحتاج إلى بذل جهد معين في التنقل خارج ساعات العمل.
المشاركون الذين واصلوا الاعتماد على وسائل النقل العامة أو الخاصة في الذهاب إلى العمل، حصلوا على أعلى مؤشر للنشاط البدني
وينصح خبراء اللياقة البدنية الأشخاص الجالسين على كرسي معظم اليوم بتخصيص بعض الوقت للقيام بنوع من النشاط البدني.
وليس من الضروري أن يكون النشاط مجهدًا، فأي شيء يبدأ به الشخص يومه سيساعده على التركيز لاحقًا، ويمكنه أن يجرب تمارين التمدد أو القيام بجولة قصيرة سيرًا على الأقدام.
ولا بد أن يوفر الشخص الكثير من الوقت عندما لا يذهب إلى مكتبه، ولذلك سيستفيد من هذا الوقت بشكل جيّد.
كما ينصح الخبراء بالمحافظة على الروتين حيث يجب ألا يكون العمل في المنزل مضطربا.
ومن الجيد أن يبدأ الشخص يومه بالنهوض وترتيب الفراش (كي يمنع نفسه من العودة إليه ويشعر بأن الأمور مرتبة ومنظمة)، ويرتدي ملابسه، حتى وإن كانت ملابس رياضية أو أي شيء مريح. وَلْيحاول ألا يبقى في السرير أو يبدأ العمل في بيجامته ما لم يكن مريضًا؛ فهذه الطريقة غير ناجحة، إذ سينتهي به الأمر إلى المعاناة من الشعور بالألم في الرقبة والظهر.
وإذا كان مكان العمل على مسافة قصيرة من المطبخ، فقد يكون من المغري جدًا تناول الإفطار أثناء قراءة رسائل البريد الإلكتروني. وينصح الخبراء الشخص بمقاومة تلك الرغبة الملحة وتناول وجباته دون أي مشتتات متعلقة بالعمل. ويكون الأمر مجديًا أكثر إذا قام بأمر واحد في وقت واحد. فلن يتيح له هذا الاستمتاع بوجبته فحسب، بل سيجد التركيز على عمله أسهل أيضا.