العلم يقدم للبشر أملا في زراعة الأعضاء دون واهبين

عملية زرع أعضاء بشرية لدى حيوانات تطرح مشكلة أخلاقية لأن الخلايا البشرية قد تتطور وتصبح دماغا أو أعضاء تناسلية في الجسم المضيف.
الخميس 2019/02/07
الجسم بإمكانه أن يعالج نفسه بنفسه

توصلت دراسة جديدة إلى حل لنقص عدد الواهبين لمصلحة الأشخاص الذين يعانون من أمراض كلى، وذلك بزراعة كلى لدى أجنّة فئران شُكلت من خلايا مأخوذة من هذه الحيوانات، وعلى الرغم من العقبات الأخلاقية المترتبة على ذلك سيتخلى الطب عن الواهبين لإنقاذ حياة الكثير من المرضى.

طوكيو - نجح أطباء في زرع كلى لدى أجنّة فئران شكّلوها من خلايا مأخوذة من هذه الحيوانات، في تقدّم واعد يحيي الآمال عند البشر، لكن لا بد من تخطي حواجز وإشكاليات أخلاقية عدّة قبل الاستفادة من هذا الاكتشاف.

واستخدمت هذه التقنية في السابق عند زرع أعضاء بنكرياس مأخوذة من فئران لدى جرذان، لكن الدراسة الجديدة هي الدليل الأول على وجود حلول لنقص عدد الواهبين لمصلحة الأشخاص الذين يعانون من أمراض كلوية.

والدراسة التي نشرت في مجلة “نايتشرال كوميونيكيشنز” العلمية الأربعاء، تحدثت عن تطوير “مضيف” مناسب حيث تستطيع الكلى أن تنمو.

وجمع الباحثون أجنّة جرذان معدّلة جينيا لمنع الكلى من النمو تلقائيا. وفي مرحلة لاحقة، لقحت الأجنّة بخلايا جذعية متعددة القدرات مأخوذة من فئران وزرعت في أرحام الفئران.

ويذكر أن الخلايا الجذعية متعددة القدرات هي خلايا “سيادية” يمكنها الالتحام بأي خلايا أخرى وأنسجة في الجسم.

ولم تقسم خلايا الجرذان بشكل صحيح إلى نوعي الخلايا اللازمين لنمو الكلى، كما أوضح الأستاذ المساعد في كلية العلوم الفيزيولوجية في اليابان ماسومي هيراباياشي.

وقال هيراباياشي “في المقابل، انقسمت خلايا الفئران بشكل فعّال، منتجة القواعد الأساسية لنمو الكلى”.

وما زالت الأسباب وراء ذلك التناقض غير واضحة، لكن الباحثين يعتقدون أن “منبّهات بيئية” داخل الفئران هي السبب وليس العيب في الخلايا أو التقنية.

ثورة تقنية
ثورة علمية

ولكن، حتى لدى أجنّة الجرذان كانت هناك مشكلة. ففيما كانت الكلى تنمو بشكل سليم لديها كما بدا، فشلت الأنابيب التي تربط الكلى بالمثانة في العمل لأن الحيوانات الواهبة لم ترضع بشكل صحيح. فبإزالة الجينات التي تسمح للكلى بالنمو في الأرحام، أزيلت معها حاسة الشم، وبالتالي فشلت الحيوانات المولودة حديثا في العثور على الحليب وماتت.

وكانت هناك مشكلة أخرى مقلقة تمثلت في أن أخذ كلى من نوع حيوان وزرعها لدى نوع حيوان آخر، قد يؤدي إلى تلوث العضو بالخلايا الموجودة في الجسم المضيف.

وتطرح عملية زرع أعضاء بشرية لدى حيوانات مشكلة أخلاقية لأن الخلايا البشرية قد تتطور وتصبح دماغا أو أعضاء تناسلية في الجسم المضيف. وهناك حواجز تقنية جدية ومسائل أخلاقية معقدة يجب مناقشتها وحلها قبل إنتاج أعضاء بشرية لدى الحيوانات، وفق هيراباياشي.

وفي المدى القريب، ستجرى بحوث للتركيز على طرق لتعديل أرحام جرذان مضيفة بلا عوارض جانبية مميتة. وإذا نجحت هذه البحوث، ينتقل الباحثون إلى إجراء المزيد من التجارب على حيوانات أخرى.

وتعتبر الخنازير عادة، أفضل الحيوانات المضيفة لإعادة إنتاج أعضاء بشرية، إلا أن أرحامها تستطيع حمل الأجنة لـ16 أسبوعا فقط، أما أرحام البشر فتحمل الأجنة 40 أسبوعا، ما يعني أن هذه الحيوانات قد لا تكون مناسبة لتلك التجارب. وقد تكون الأبقار التي تستمر فترة الحمل لديها 40 أسبوعا، خيارا آخر.

24