العلماء يقتربون من تكوين أعضاء محايدة يمكن زرعها لدى أي مريض بغض النظر عن فصيلة دمه

امتلاك أعضاء عالمية يعني القضاء على حاجز مطابقة الدم.
الجمعة 2022/02/18
تقليل مدة الانتظار ينقذ المزيد من الأرواح

يسعى العلماء لتقليل مدة انتظار المرضى الذين هم في حاجة إلى التبرع بالأعضاء ذلك أن الانتظار الأطول له تأثير مباشر على البقاء على قيد الحياة. ويقترب العلماء من تكوين أعضاء محايدة يمكن زرعها لدى أي مريض بغض النظر عن فصيلة دمه، ويشيرون إلى أن امتلاك أعضاء عالمية يعني القضاء على حاجز مطابقة الدم وإنقاذ المزيد من الأرواح وإهدار أعضاء أقل.

أوتاوا ـ اقترب العلماء خطوة واحدة من تكوين أعضاء محايدة يمكن زرعها لدى أيّ مريض، بغض النظر عن فصيلة الدم. ونجح فريق من الباحثين الكنديين في تحويل مجموعة دم الرئة البشرية من النوع “أ” إلى النوع العالمي “أو”. ثم جرى تعريض العضو لدم مريض من النوع “أو” في المختبر لمحاكاة عملية زرع حقيقية ولم يتم رفضه.

وقال الدكتور ستيفن ويذرز عالم الكيمياء الحيوية الذي شارك في قيادة التجربة إنها فتحت بوابة لإنشاء أعضاء عالمية من فصيلة الدم في المستقبل. ويأمل الفريق في إطلاق تجربة إكلينيكية بشرية في غضون عامين، والتي يمكن أن تشهد زراعة عضو لدى مريض.

وفي الوقت الحالي، يجب أن تكون مجموعة دم المتبرعين والمتلقين متطابقة أو يمكن أن يحدث رفض سريع وقد يكون مميتا. وهذا يعني أن أولئك الذين لديهم فصائل دم نادرة مثل “أو” أو “ب” ينتظرون ما يصل إلى 20 مرة أطول لإجراء عمليات الزرع مقارنة بالأنواع الأكثر شيوعا. والانتظار الأطول له تأثير مباشر على البقاء على قيد الحياة، مع احتمال وفاة مرضى زرع الرئة من النوع” أو” بنسبة 20 في المئة أثناء وجودهم في قائمة الانتظار. ويتم تحديد فصيلة الدم من خلال وجود جزيئات على سطح خلايا الدم الحمراء، والمعروفة باسم المستضدات.

في الوقت الحالي، يجب أن تكون مجموعة دم المتبرعين والمتلقين متطابقة أو يمكن أن يحدث رفض سريع

وهذا هو السبب في أن عمليات نقل الدم لا يمكن إجراؤها إلا مع مريضين من المجموعة نفسها، أو من متبرعين من فصيلة الدم “أو”، والتي لا تحتوي على أيّ مستضدات. وتوجد هذه الجزيئات أيضا في الأوعية الدموية للأعضاء ويمكن أن تؤدي إلى استجابة مناعية إذا كانت غريبة عن الجسم.

ونظرت الدراسة الأخيرة، التي نُشرت في مجلة “ساينس أنترناشيونال ميدسين” ، في مجموعتين من رئتي مرضى من النوع “أ”. وتم علاج أحدهما بإنزيمات تزيل المستضدات من سطح العضو بينما استخدم الآخر كعنصر تحكم.

ثم تم تعريض كلا المجموعتين من الرئتين لنوع الدم “أو” مع تركيزات عالية من الخلايا المناعية التي تستهدف مستضدات من النوع “أ”. وجرى تحمل الرئتين المعالجتين بشكل جيد بينما أظهر الآخرون علامات الرفض. ويأمل الفريق في الانتقال إلى الدراسات البشرية في غضون 12 إلى 18 شهرا.

وقال الدكتور مارسيلو سيبل الجراح في شبكة الصحة بالجامعة الكندية والمعد الرئيسي للدراسة “مع نظام المطابقة الحالي، يمكن أن تكون أوقات الانتظار أطول بكثير بالنسبة إلى المرضى الذين يحتاجون إلى عملية زرع اعتمادا على فصيلة دمهم. إن امتلاك أعضاء عالمية يعني أنه يمكننا القضاء على حاجز مطابقة الدم وإعطاء الأولوية للمرضى من خلال الإلحاح الطبي، وإنقاذ المزيد من الأرواح وإهدار أعضاء أقل”.

وحُددت مجموعة الإنزيمات المستخدمة في الدراسة في عام 2018 وتوجد في الأمعاء البشرية. ولديها القدرة على قطع السكريات من مستضدات “أ” و”ب” على خلايا الدم الحمراء، وتحويلها إلى خلايا عالمية من النوع” أو”.

وتضمنت التجربة الأخيرة جهازا يُعرف باسم نظام “إي في آل بي” والذي يضخ السوائل المغذية عبر الأعضاء ويسخنها إلى درجة حرارة الجسم، محاكيا جسم الإنسان.

Thumbnail

وفي الشهر الماضي، زرع قلب خنزير معدل وراثيا في مريض يعاني من قصور في القلب باستخدام التقنية نفسها مع الإنزيمات. وتعد زراعة الأعضاء علاجا حديثا هدفه استبدال الأعضاء أو الأنسجة المصابة بأعضاء أو أجزاء من أعضاء أو أنسجة سليمة.

ومن الممكن أن يتم نقل الزرع من قسم إلى قسم آخر في الجسم، أو من متبرع إلى إنسان آخر، أو من الحيوانات إلى البشر. وتعتبر عملية زراعة الأعضاء عملية معقدة وصعبة جدًا، ولكنها تُعد أفضل طريقة لعلاج الفشل الوظيفي لعضو معين، فالعلاج بواسطة الزراعة يزيد من فترة بقاء المريض على قيد الحياة ويحسن من جودة حياته.

وفي جراحة زرع الكلى مع عدم توافق فصائل الدم (أ، ب، أو)، تكون فصيلة دم المتبرع غير متوافقة مع فصيلة دم المتلقي. وبالنسبة إلى من يحتاجون هذا النوع من الجراحة، يمتلك الأطباء والجراحون خبرة كبيرة في علاج المرضى باستخدام جراحة زرع الكلى مع عدم توافق فصائل الدم المذكورة. ولكن، ظهرت تطورات حديثة في التبرع التبادلي جعلت هذا النوع من العمليات غير ضروري لأغلب المرضى.

يسعى العلماء لتقليل مدة انتظار المرضى الذين هم في حاجة إلى التبرع بالأعضاء ذلك أن الانتظار الأطول له تأثير مباشر على البقاء على قيد الحياة

ففي الماضي، إذا كان دم المتلقي يحتوي على أجسام مضادة تفاعلت مع فصيلة دم المتبرع، فإن رد فعل الأجسام المضادة سيجعل جسم المتلقي يرفض العضو الجديد على الفور. وهذا ما يؤدي إلى فشل عملية الزرع. وفي ذلك الوقت، كان الخيار الوحيد هو تحديد أزواج من المتبرعين والمتلقين المتوافقين في أنواع فصائل الدم (أ، ب، أو).

وفي الوقت الحالي، شهد مجال الطب تقدمًا هائلاً أدى إلى إتاحة إمكانية زرع الكلى مع عدم توافق فصائل الدم بين بعض المتلقين والمتبرعين الأحياء. وبذلك يقل وقت انتظار بعض المرضى المدرجين في القوائم مع توفر خيار وجود متبرع حيّ بفصيلة دم مختلفة.

إلا أنه ينبغي للمريض عند إجراء زرع الكلى غير المتوافق مع فصائل الدم أن يتلقى العلاج الطبي قبل زرع الكلى وبعده لخفض مستويات الأجسام المضادة في الدم وتقليل خطر رفض الأجسام المضادة للكلى المتبرع بها.

ويتضمن هذا العلاج استئصال الأجسام المضادة من الدم (فصادة البلازما) وحقن الأجسام المضادة في الجسم لحماية المريض من الالتهابات (حقن الغلوبولين المناعي بالوريد) وتوفير الأدوية الأخرى التي تحمي الكلى الجديدة من الأجسام المضادة.

وقد طور الباحثون علاجات للحد من رفض كلية المتبرع عندما ترفض الأجسام المضادة لدى المتلقي أنسجة المتبرع وخلاياه ويواصل الباحثون دراسة تأثير الأجسام المضادة بعد عملية الزرع والعلاجات المحتملة لتقليل مستويات الأجسام المضادة. وتهدف الأبحاث إلى منع رفض الكلى المتبرع بها.

17