العلماء يطورون طريقة للتعرف السريع على السكتة الدماغية

واشنطن ـ طور العلماء أسلوبا يجعل من الممكن التعرف السريع على ما يسمى بالسكتات الدماغية الانسدادية التي يؤدي تطورها إلى تشكل جلطات دموية في الشرايين الكبيرة بدماغ المريض.
اكتشف علماء الأحياء الجزيئية، الأميركيون، أن الأشكال الخطيرة من السكتات الدماغية يمكن اكتشافها بسرعة باحتمال 93 في المئة من خلال وجود اثنين من المؤشرات الحيوية البروتينية في دماء المرضى، هما الجزيئان “جي إف إيه بي” و”دي”، وقد أعلنت ذلك الخدمة الصحافية لمستشفى “بريغهام ” الأميركي.
وقال جوشوا بيرنستوك الباحث في مستشفى بريغهام: “في حال حدوث جلطة دموية في الشرايين الكبيرة بالدماغ، فتمكن إزالتها بسرعة واستعادة تدفق الدم الطبيعي عن طريق “استئصال الخثرة الميكانيكي”، وكلما تم تطبيق هذا العلاج بشكل أسرع، زادت فرص المريض في البقاء على قيد الحياة والتعافي. وسوف تسرع الطريقة التي حصلنا عليها تلقي مثل هذا العلاج لعدد كبير من المرضى في جميع أنحاء الأرض”.
وقد طور العلماء أسلوبا يجعل من الممكن التعرف السريع والرخيص على السكتات الدماغية الانسدادية التي تتشكل في أثناء تطور الجلطات الدموية في الشرايين الكبيرة في دماغ المريض. وهي خطيرة على حياة المرضى، لأنه أثناء نموها تبدأ خلايا الدماغ في الموت في الدقائق الأولى بعد توقف تدفق الدم.
في حال حدوث جلطة دموية في الشرايين الكبيرة بالدماغ، يمكن إزالتها بسرعة عن طريق “استئصال الخثرة الميكانيكي”
وعادة، يمكن إنقاذ حياة المرضى إذا تم التعرف على هذه الجلطة مباشرة بعد دخول المريض إلى المستشفى وإزالتها جراحيا في إطار تنفيذ عملية “استئصال الخثرة الميكانيكي”. وحتى الآن لا توجد طرق رخيصة تسمح للأطباء بتحديد مثل هذه الجلطة الدموية دون استخدام التصوير المقطعي، بالإضافة إلى إجراءات أخرى باهظة الثمن.
واكتشف علماء الأحياء الجزيئية، مؤخرا أن تطور السكتات الدماغية الانسدادية تصاحبه زيادة في تركيز بروتينين “جي إف إيه بي” ببتيد و”دي دايمر”، في عينات الدم المأخوذة من الأوعية الشعرية. وهذا يجعل من الممكن التعرف السريع على جلطات الدم داخل الشرايين الكبيرة باستخدام اختبارات دم بسيطة نسبيا مع اختبار “فاست ـ إي دي” ، والذي يهدف إلى تحديد الاضطرابات المميزة المرتبطة بالسكتة الدماغية في عمل جسم الإنسان.
وقد اختبر العلماء عمل هذا الأسلوب على 323 مريضا، تم نقلهم إلى مستشفيات فلوريدا مصابين بسكتات دماغية متفاوتة الخطورة. وأظهرت هذه الدراسات أن الأساليب التي طورها علماء الأحياء تجعل من الممكن اكتشاف السكتات الدماغية الانسدادية باحتمال 93 في المئة واتخاذ التدابير المثلى في الساعات الست الأولى بعد ظهور الأعراض. وخلص العلماء إلى أن هذا النهج سيزيد من الأمل في فرص بقاء المريض على قيد الحياة.
وتحدث السكتة الدماغية الإقفارية عندما تنقطع أو تقل إمدادات الدم عن جزء من الدماغ. ويمنع ذلك أنسجة الدماغ من الحصول على الأكسجين والعناصر المغذية. وتبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق. هناك نوع آخر من السكتات الدماغية هو السكتة الدماغية النزفية. وتحدث عند وجود تسريب أو تمزق في أحد الأوعية الدموية في الدماغ، ما يسبب نزفًا في الدماغ. ويؤدي الدم إلى زيادة الضغط على خلايا الدماغ وإتلافها.
السكتة الدماغية حالة طبية طارئة. ومن الضروري الحصول على العلاج الطبي على الفور. إذ يمكن أن يؤدي الحصول على المساعدة الطبية الطارئة بسرعة إلى تقليل تلف الدماغ ومضاعفات السكتة الدماغية الأخرى.
وعدد الأميركيين الذين يموتون بالسكتة الدماغية الآن أقل مما كان في الماضي. ويمكن للعلاجات الفعالة أن تساعد أيضًا على الوقاية من الإعاقة الناتجة عن السكتة الدماغية.