العلماء يحددون ثلاثة سيناريوهات محتملة لتغير فايروس كورونا

رغم حملات التطعيم المستمرة لا يزال فايروس كورونا يحيّر العلماء خصوصا بعد موجة رابعة باتت تهدد دول أوروبا الغربية والشرقية على السواء. ورسم العلماء ثلاثة سيناريوهات محتملة للفايروس مستقبلا: إما البقاء وتحقيق التوافق المناعي وإما الاختفاء كليّا، فيما يبقى الاحتمال الثالث أن يظل الفايروس يتردّد على البشر من حين لآخر.
موسكو - وضع العلماء والباحثون سيناريوهات محتملة لمعرفة كيفية التعامل مع فايروس كورونا.
وكشف عالم المناعة الروسي فلاديسلاف جمتشوغوف المتخصص في حالات العدوى الخطيرة عن ثلاثة سيناريوهات لتغير فايروس كورونا (سارس كوف – 2).
وقال جمتشوغوف لإذاعة سبوتنيك الروسية إن فايروس كورونا يتغير باستمرار.
وحسب أخصائي الأمراض المعدية، يمكن حساب مسارات التطور الإضافي لسارس كوف – 2 بناء على المعرفة السابقة حول تطور فايروسات أخرى.
وأشار جمتشوغوف إلى أن الخيار الأول هو أن الفايروس التاجي يمكنه أن يجد صاحبا جديدا له وسيتم التوصل معه إلى ما يسمى بـ”التوافق المناعي”. أما الخيار الثاني فهو أن الفايروس يمكن أن يختفي كما اختفى مثلا سارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. والخيار الثالث، وهو الأسوأ للبشرية، عندما سيتطفل على البشر دائما مثل فايروس الإنفلونزا الثاني.
وقال الدكتور ويليام شافنر الأستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت والمدير الطبي للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية “لقد قيل لنا إن هذا الفايروس سوف يختفي، لكنه لن يختفي”.
كما أضاف أنهم بحاجة إلى السيطرة عليه وتقليل تأثيره، لكنه سيكون متعبا لهم في المستقبل المنظور، وهنا يعني لسنوات.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أن كوفيد – 19 أصبح وباءً في الحادي عشر من مارس 2020، وبعد عام أصاب الفايروس أكثر من 118 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وقتل أكثر من 2.7 مليون شخص.
وفي الوقت نفسه تم تطوير العديد من اللقاحات الفعالة بوتيرة غير مسبوقة وتم إعطاؤها بالفعل لما يقرب من 330 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
حساب مسارات التطور الإضافي لسارس كوف – 2 يتم بناء على المعرفة السابقة حول تطور فايروسات أخرى
لكن الباحثين يقولون إنه ببساطة لا يوجد سجل حافل بالأمراض المعدية التي يتم القضاء عليها تماما، وكل شيء عن الفايروس التاجي المستجد يؤكد أنه لن يكون مختلفا.
وقال الدكتور توم فريدن الرئيس التنفيذي لشركة “ريزولف تو سايف لايفز” إنه كلما ازدادت عدوى الميكروب زادت صعوبة السيطرة عليه، مبيناً أنه من الصعب للغاية السيطرة على كورونا “فالمتغيرات الجديدة تشير إلى أننا قد نلعب في نهاية المطاف نوعا من لعبة القط والفأر”.
وقبل كوفيد – 19 كان الناس معتادين على التعايش مع الأمراض المتوطنة مثل الإنفلونزا والحصبة وكلتاهما تستمران في الانتشار وقتل الناس كل عام على الرغم من عقود من التطعيم والاحتواء.
هذا وكان رئيس مركز “غاماليا” الروسي للوبائيات والبيولوجيا المجهرية ألكسندر غينسبورغ قد قدم في وقت سابق معلومات جديدة عن كمية الأجسام المضادة التي تظهر عند الخضوع أكثر من مرة لعمليات إعادة التطعيم ضد فايروس كورونا. وقال “كانت هناك حالات للتطعيم المتكرر، وقمنا بمراقبة مدى تغير كمية الأجسام المضادة، وكل شيء صار على ما يرام”. وأضاف أنه “لم يتم تسجيل أي عواقب سلبية على الإنسان”.
وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن إجمالي الإصابات وصل إلى 252 مليونا و959 ألفا. وارتفع إجمالي الوفيات إلى خمسة ملايين و95 ألف حالة.
وأوضحت البيانات المجمعة أن إجمالي عدد اللقاحات المضادة لكورونا التي جرى إعطاؤها في أنحاء العالم تجاوز سبعة مليارات و441 مليون جرعة.
ويعتبر فايروس كورونا المستجد مجرد نوع جديد من الفايروسات التاجية، ومر بطفرات جعلته معديا بشدة وربما أكثر فتكا، ولكنه يتسبب أيضا في العديد من حالات العدوى بدون أعراض، ولا يمكن النظر إلى شخص ما ومعرفة ما إذا كان مصابا بالفايروس أم لا، كما ثبت أن كوفيد – 19 ينتشر بين البشر والحيوانات أيضاً مثل النمور والغوريلا والقردة والمنك والقطط والكلاب.
ويقول العلماء إن كل هذا يجعل من المستحيل السيطرة على الفايروس.
وقالت الدكتورة أنيتا ماكيلروي من كلية الطب بجامعة بيتسبرغ إنه “من غير الواقعي التفكير في أنه يمكننا القضاء على الفايروس من كل البشر ومن خزاناته الطبيعية”.
وأضافت أنه نظرًا إلى أن العديد من الأشخاص سيختارون عدم التطعيم، إما لأسباب طبية أو بسبب معارضة شخصية للقاح، فإنه ستكون هناك دائما جيوب من البشر حيث يستمر الفايروس في الانتشار بينهم وسيكونون عرضة للإصابة به.
لكن الأطباء يقولون إن مجرد وجود كوفيد – 19 لا يعني أنه سيعطل الحياة بقدر ما كان عليه في العام الماضي، فستؤدي إجراءات التطعيم في النهاية إلى السيطرة على الوباء، مما قد يحوله إلى مرض آخر نتعلم ببساطة كيف نتعايش معه.
وتواجه الصين أكبر تفشّ لكوفيد – 19 على أراضيها بفعل انتشار سلالة دلتا شديدة العدوى، ما دفع بعض المناطق إلى تقييد دخول القادمين من مدينة بشمال شرق البلاد تزايد بها معدل الإصابات على نحو أسرع من أي مكان آخر في البلاد الأسبوع الماضي.
وأظهرت إحصاءات لرويترز تستند إلى بيانات رسمية أن الصين سجلت في المجمل 1308 إصابات مؤكدة انتقلت محليا في البر الرئيسي بين السابع عشر من أكتوبر والرابع عشر من نوفمبر، وهو رقم يتجاوز عدد الإصابات الناجمة عن تفشي سلالة دلتا في الصيف والذي بلغ 1280 حالة.
وهذا هو التفشي الأوسع انتشارا للسلالة دلتا في الصين حيث أثر على 21 إقليما ومنطقة وبلدية. وعلى الرغم من أنه لا يزال أصغر نطاقا من العديد من حالات التفشي التي شهدتها بلدان أخرى، تسعى السلطات الصينية جاهدة لمنع انتقال العدوى بموجب سياسة الحكومة التي تقوم على عدم التهاون في مكافحة المرض.
واحتوت 12 منطقة على مستوى الأقاليم حالات التفشي لديها في غضون أسابيع، وذلك بفضل التنفيذ السريع لمجموعة شاملة من القيود بما في ذلك التتبع الوثيق للمخالطين وإغلاق الأماكن الترفيهية والثقافية وفرض قيود على السياحة والنقل العام.
ومع ذلك قال وو ليانغيو المسؤول في لجنة الصحة الوطنية في إفادة صحافية إن مدينة داليان بشمال شرق البلاد تخوض صراعا مع الفايروس.
ومنذ الإعلان عن رصد أول إصابة ظهرت عليها الأعراض في داليان في الرابع من نوفمبر، سجلت المدينة التي يقطنها 7.5 مليون نسمة نحو 24 إصابة انتقلت محليا يوميا في المتوسط، أي أكثر من أي مدينة صينية أخرى.
وحتى الرابع عشر من نوفمبر سجل بر الصين الرئيسي 98315 حالة إصابة مؤكدة بكوفيد – 19 ظهرت على أصحابها أعراض، وتشمل الحالات المحلية وتلك القادمة من الخارج. وظل عدد الوفيات ثابتا عند 4636.