العلماء الروس يطورون طريقة جديدة تسرّع تشخيص الصرع

طور العلماء في روسيا طريقة جديدة لتشخيص مرض الصرع تعتمد على تحليل المخططات الكهربائية للدماغ وتحديد الأماكن التي تشير إلى وجود نوبات صرع لدى المريض في تلك المخططات. وتصل نسبة دقة التشخيص اعتمادا عل الطريقة الجديدة إلى 95 في المئة. والصرع هو مرض عصبي مزمن يتسبب بظهور نوبات تشنجية فجائية لدى المريض.
موسكو ـ أعلنت جامعة البلطيق الفيدرالية الروسية عن تطوير طريقة جديدة تسرّع آليات تشخيص الصرع. وتبعا للمعلومات التي أوردتها الجامعة فإن الطريقة الجديدة تعتمد على نظام تسلسلي يجمع بين الذكاء الاصطناعي ومعرفة خبراء فيزيولوجيا الصرع، وهذه الطريقة يمكن أن تسرع وتحسن بشكل كبير دقة الكشف عن نوبات الصرع من خلال تحليل بيانات المخططات الكهربائية للدماغ.
وحول الموضوع قال فاديم غروبوف، كبير الباحثين في مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي والتقنيات الطبية في الجامعة، “الطريقة الجديدة التي طورناها تقوم بتحليل أولي للمخططات الكهربائية للدماغ، وتحدد الأماكن التي تشير إلى وجود نوبات صرع لدى المريض في تلك المخططات، ومن ثم يقوم الطبيب بمعاينة تلك البيانات ليعطي استنتاجاته حول الحالة التي يتم معاينتها”.
وأشار غروبوف إلى أن الطريقة الجديدة يمكن أن تسرّع آلية تشخيص الصرع وتزيد دقة التشخيص بنسبة تصل إلى (90-95 في المئة).
الصرع هو مرض عصبي مزمن يتسبب بظهور نوبات تشنجية فجائية لدى المريض، وبحسب منظمة الصحة العالمية يعد الصرع أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعا في العالم، ويعاني منه نحو 50 مليون شخص، ويمكن أن يعيش ما يصل إلى 70في المئة من الأشخاص المصابين بالصرع دون نوبات إذا تم تشخيصهم وعلاجهم بشكل صحيح.
الطريقة الجديدة تقوم بتحليل أولي للمخططات الكهربائية للدماغ، وتحدد الأماكن التي تشير إلى وجود نوبات صرع لدى المريض في تلك المخططات
وإحدى المهام الأساسية في تشخيص الصرع هي تحديد نوع النوبة وأسبابها، وعادة يتطلب هذا الأمر إخضاع المريض لمراقبة طويلة في المستشفى قد تصل إلى عدة أيام، إذ يتم إجراء مخططات كهربائية لدماغ المريض، وبعدها يبدأ الطبيب في تحليل البيانات التي تم الحصول عليها، وتحديد علامات الصرع يدويا، الأمر الذي يتطلب وقتا كبيرا ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على موضوعية النتائج أحيانا.
الصرع – ويُسمى كذلك باضطراب النوبات – هو حالة مرضية دماغية تُسبب الإصابة بنوبات صرع متكررة. وتوجد أنواع عديدة للصرع. ويمكن تحديد سببه عند بعض الأشخاص. وفي حالات أخرى يكون سببه مجهولاً.
والصرع مرض شائع. يقُدَّر المصابون بالصرع النشط في الولايات المتحدة بنسبة 1.2 في المئة، وفق مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. ويُصيب الأشخاص بمختلف أجناسهم وأعراقهم وخلفياتهم العرقية وأعمارهم.
ويمكن أن تتفاوت أعراض نوبات الصرع تفاوُتًا كبيرًا. وقد يفقد بعض الأشخاص وعيهم أثناء نوبته بينما لا يفقد آخرون الوعي. ويحدق بعض الأشخاص في الفراغ عدة ثوانٍ أثناء إصابتهم بنوبة صرع. وقد يتعرض آخرون لارتجافات متكررة في الذراعين أو الساقين، وهي حركات تُسمى التشنجات.
لا تعني الإصابة بنوبة صرع واحدة الإصابة بالصرع. حيث تُشخص الإصابة إذا كان الشخص قد أُصيب بنوبتَين غير مبررتين كحد أدنى وتفصل بينهما 24 ساعة على الأقل. لا يوجد سبب واضح لنوبات الصرع غير المبررة.
يمكن أن يسيطر العلاج بالأدوية أو أحيانًا الجراحة على نوبات الصرع عند أغلب المصابين به. ويحتاج بعض الأشخاص إلى علاج مدى الحياة. ويُشفى آخرون من نوبات الصرع. وقد يُشفَى بعض الأطفال المصابين مع تقدم العمر. ويشعر بعض المصابين بنوبات الصرع البؤرية بمؤشرات تحذيرية في اللحظات التي تسبق الإصابة بالنوبة. وتُعرف هذه المؤشرات التحذيرية بالأورة.
قد تشمل المؤشرات التحذيرية الإحساس بشعور ما بالمعدة. أو قد تشوبها مشاعر كالخوف. قد يشعر بعض الأشخاص بوهم سبق الرؤية. قد تكون الأورة على هيئة مذاق أو رائحة. وقد تكون شيئًا بصريًا كذلك، مثل ضوء ثابت أو وامض أو لون أو شكل. وقد يشعر بعض الأشخاص بالدوخة وفقدان التوازن. وقد يرى بعضهم أشياء غير موجودة، وهو ما يُعرف بالهلوسة.
تُصنف نوبات الصرع على أنها إما نوبات بؤرية أو نوبات متعمِّمة وذلك بناءً على طبيعة نشاط الدماغ المسبب للنوبة ومكانه. حينما تكون نوبات الصرع ناتجة عن نشاط في منطقة واحدة فقط من الدماغ، تُسمى نوبات الصرع البؤرية. وتنقسم هذه النوبات إلى فئتين:
• نوبات الصرع البؤرية دون فقدان الوعي: يُطلق على هذه النوبات مصطلح نوبات الصرع الجزئية البسيطة وهي لا تُسبب فقدان الإدراك المعروف كذلك بالوعي. وقد ينتج عنها تغير في المشاعر أو تغير في شكل الأشياء أو رائحتها أو ملمسها أو طعمها أو صوتها. ويشعر البعض بحالة وهم سبق الرؤية. قد يسبب هذا النوع من النوبات كذلك انتفاضات لا إرادية بجزء من الجسم، مثل الذراع أو الساق. وقد تسبب النوبات البؤرية أعراضًا حسية مثل الوخز والدوخة والأضواء الوامضة.
• نوبات الصرع البؤرية المصحوبة بضعف الوعي: يُطلق على هذه النوبات مصطلح نوبات الصرع الجزئية المعقدة ويصاحبها حدوث تغير في الوعي أو فقدانه. وقد يبدو هذا النوع من النوبات كأنه حلم. فقد يبدو الشخص أثناء النوبة البؤرية المصحوبة بضعف الوعي محدقًا في الفضاء ولا يتجاوب بشكل طبيعي مع ما يدور حوله. وقد تصدر عنه كذلك حركات متكررة، مثل فرك اليدين أو المضغ أو البلع أو المشي في دوائر.
قد يحدث خلط بين أعراض نوبات الصرع البؤرية وبعض الحالات العصبية الأخرى، مثل الشقيقة (الصداع النصفي) أو التغفيق أو الأمراض العقلية. يجب إجراء فحوصات واختبارات شاملة لمعرفة ما إذا كانت الأعراض نتيجة للصرع أو حالة أخرى.