العلاج بالهرمونات البديلة يخفض إلى النصف احتمال الوفاة بكورونا لدى النساء

النساء الأكبر سنا اللائي يتلقين العلاج بالهرمونات البديلة أقل عرضة للوفاة بكوفيد - 19 بحسب فريق العلماء السويديين.
الأربعاء 2022/02/16
المستويات المرتفعة من هرمون الإستروجين تحمي من العدوى

ستوكهولم ـ توصلت دراسة جديدة إلى أن هرمون الإستروجين لدى النساء الأكبر سنا يمكن أن يرتبط باحتمال الوفاة من كوفيد – 19.

ووجدت النتائج أن المستويات المرتفعة من الهرمون تحمي من العدوى الشديدة، وفقا للورقة البحثية التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية”بي. أم جي”. وبمعنى آخر، فإن النساء الأكبر سنا اللائي يتلقين العلاج بالهرمونات البديلة أقل عرضة للوفاة من كوفيد – 19، بحسب فريق العلماء السويديين.

وأظهرت الدراسات أن معدل الوفيات بين النساء كان أقل باستمرار من الرجال طوال فترة الوباء، حيث يُفهم أن هرمون الإستروجين يلعب دورا في هذا الاختلاف، حتى بعد مراعاة العوامل المؤثرة المحتملة. وينطبق هذا أيضا على حالات العدوى الفايروسية الخطيرة الأخرى مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

وخلال الدراسة، راقب العلماء 2500 امرأة في الستينات من العمر ممن تناولن العلاج التعويضي بالهرمونات، وكان معظمهن في فترة انقطاع الطمث، وقد ثبتت إصابتهن بكوفيد – 19 خلال الموجة الأولى.

عندما تصل النساء إلى سن اليأس، تبدأ مستويات هرمون الإستروجين لديهن في الانخفاض، ويمكن أن يؤدي إلى الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي وأعراض أخرى

ثم قارنوا بعد ذلك البيانات مع بيانات 12 ألف امرأة من نفس العمر لم يتناولن العلاج التعويضي بالهرمونات، و200 ناجية من السرطان بسبب حاصرات هرمون الإستروجين.

وبالمقارنة مع عدم وجود علاج هرمون الإستروجين، كانت احتمالات الوفاة من كوفيد – 19 أعلى بمرتين بين النساء اللائي يتناولن حاصرات هرمون الإستروجين، ولكن أقل بنسبة 54 في المئة بين النساء اللائي يتناولن العلاج التعويضي بالهرمونات. وتابعت الدراسة المرضى اللائي وقع إدخالهن إلى المستشفى بين فبراير وسبتمبر 2020، خلال الموجة الأولى من الوباء.

وادعى الخبراء الآن أن هرمون الإستروجين قد يكون قادرا على الحماية من فايروس كورونا لأنه يعزز المناعة، ويساعد الجسم على محاربة العدوى والفايروسات.

ولكن يعتقد البعض الآخر أن الدراسة لا تأخذ في الاعتبار المتغيرات الأخرى، مثل نمط الحياة والوزن والنظام الغذائي. وينتج كلا الجنسين هرمون الإستروجين، ولكن النساء ينتجن مستويات أعلى بكثير من الهرمون لأنه جزء من الدورة الشهرية.

وعندما تصل النساء إلى سن اليأس، تبدأ مستويات هرمون الإستروجين لديهن في الانخفاض، ويمكن أن يؤدي إلى الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي وأعراض أخرى.

ويمكن للمرأة أن تأخذ العلاج التعويضي بالهرمونات للتخفيف من الأعراض، حيث يحل الدواء محل مستويات هرمون الإستروجين المنخفضة بسبب انقطاع الطمث. وأخذت البيانات المستخدمة في الدراسة من قواعد البيانات السويدية، مع وفاة 2.1 في المئة بالفايروس ممن تناولن العلاج التعويضي بالهرمونات.

النساء اللائي يستخدمن العلاج التعويضي بالهرمونات كان لديهن معدل وفيات أقل من غيرهن عندما وقع تعديل النتائج حسب الدخل والتعليم

لكن من بين أولئك اللواتي لم يتلقين أي علاج، توفيت 4.6 في المئة من العدوى، في حين توفيت 10 في المئة من النساء اللائي تناولن حاصرات هرمون الإستروجين بعد أن ثبتت إصابتهن.

وقالت البروفيسورة مالين سوند من جامعة أوميو في السويد، إن النساء اللائي يستخدمن العلاج التعويضي بالهرمونات كان لديهن معدل وفيات أقل من غيرهن عندما وقع تعديل النتائج حسب الدخل والتعليم.

وأضافت سوند “تُظهر هذه الدراسة ارتباطا بين مستويات هرمون الإستروجين ووفيات كوفيد. وبالتالي قد يكون للأدوية التي تزيد من مستويات هرمون الإستروجين دور في الجهود العلاجية للتخفيف من شدة كوفيد لدى النساء بعد سن اليأس ويمكن دراستها في تجارب ذات شواهد”. وزعم العلماء أن الإستروجين قد يساعد أيضا في حماية النساء عن طريق الحد من الأماكن التي يمكن للفايروس أن يدخل فيها إلى الخلايا.

17