العلاج السلوكي المعرفي يساعد في القضاء على الأفكار المتطفلة

برلين - الأفكار المتطفلة هي أفكار مزعجة وخواطر سيئة وصور بشعة تسيطر على فكر المرء بشكل لا يمكن التحكم فيه، بحيث تصير وسواسا ملازما له مما يؤدي إلى الانزعاج والضيق والقلق والتوتر، وفق ما قاله المعالج النفسي رينيه نواك.
ومن أمثلة هذه الأفكار المتطفلة: إهانة المدير في العمل وممارسة العنف تجاه شريك الحياة أو الأبناء والاصطدام بشجرة أثناء قيادة السيارة.
وأضاف نواك أن الأفكار المتطفلة عادة ما تترافق مع بعض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية أو الاضطراب الاكتئابي أو اضطراب الوسواس القهري أو اضطراب التشوه الجسدي أو اضطراب القلق أو اضطراب الأكل أو الذهان.
وأشار المعالج النفسي الألماني إلى أنه يمكن مواجهة هذه الأفكار المتطفلة من خلال العلاج النفسي؛ حيث يوضح المعالج للمريض خلال العلاج السلوكي المعرفي أن هذه الأفكار المزعجة لا تعدو كونها مجرد هواجس ويساعده على التخلص منها من خلال تعليمه كيفية تقييم الأفكار ومغزاها بشكل أكثر موضوعية ورؤية الفرق بين الأفكار والأفعال، على سبيل المثال فكرة قتل شخص ما لا تمثل جريمة قتل.
ومن خلال مواجهة الأفكار المتطفلة ورؤيتها على حقيقتها المتمثلة في أنها لا تعدو كونها مجرد لعبة ذهنية خالصة، تفقد سطوتها على ذهن المريض.
الأفكار المتطفلة عادة ما تترافق مع بعض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية
ويعرّف خبراء مايو كلينيك العلاج السلوكي المعرفي بأنه نوع شائع من المعالجة بالمحادثة (العلاج النفسي). ويساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض على أن يُدرك التفكير غير الصحيح أو السلبي حتى يتمكَّن من النظر في المواقف الصعبة بطريقة أكثر وضوحًا والاستجابة لها استجابة فعّالة.
ويمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي من الوسائل المفيدة جدًا، سواء وحده أو إلى جانب علاجات أخرى، في علاج اضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو اضطراب الكرب التالي للصدمة أو اضطراب الأكل. لكن هذا لا يعني أن كل من يستفيد من العلاج بالسلوك المعرفي يكون مصابًا بمشكلة صحة عقلية. فالعلاج السلوكي المعرفي من الوسائل الفعَّالة التي تساعد أي شخص على تعلُّم كيفية التعامل مع مواقف الحياة المثيرة للتوتر بطريقة أفضل.
والأفكار المتطفلة المستمرة تثير القلق وتحجب الوضوح وتزيد من مستويات القلق. ويمكن أن تكون في شكل أوهام وأصوات وصور. ويمكن أن تكون أيضًا منهكة إلى درجة أن بعض المرضى يحتاجون إلى عناية طبية، وفي الكثير من الأحيان يصعب التعامل أو العيش معهم باستمرار. وللاعتراف بالأفكار المتطفلة يجب على المرء أن يتعرف عليها ويتعامل معها بوعي بينما يكون يقظًا وواعيًا بذاته.
وترتبط الأفكار المتطفلة أساسا باضطراب القلق. ويرتبط بعضها أيضًا باضطرابات الهلع. وفي هذه الحالة يخشى الناس أن يصابوا بنوبة هلع شديدة. وسوف يعانون أيضًا من نوبات من ضيق التنفس والدوخة.
وأحد المخاوف الرئيسية بين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام هو افتقارهم إلى الثقة بالنفس للتخلص من الأفكار المتطفلة.