العظام القوية في الصغر تمثل أساسا متينا لصحة العظام في الكبر

يؤكد خبراء اللياقة البدنية على أهمية ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية في تقوية عظام الأطفال. كذلك تمثل الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل اللبن ومنتجاته أساسا متينا لصحة العظام. ويشير الخبراء إلى أهمية فيتامين "د" لصحة العظام، داعين إلى ضرورة أن يتعرض الطفل لضوء الشمس لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميا. وتؤدي العظام العديد من الوظائف في الجسم؛ حيث توفر الشكل الهيكلي للجسم وتحمي الأعضاء وتحمل العضلات وتخزن الكالسيوم.
مونستر (ألمانيا) - تمثل العظام القوية في الصغر أساسا متينا لصحة العظام في الكبر، كما تقي المرء من هشاشة العظام مع التقدم في العمر، وفق ما قالته عيادة طب عظام الأطفال بمستشفى جامعة مونستر بألمانيا.
وأوضحت العيادة أنه يمكن تقوية عظام الأطفال من خلال تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل اللبن ومنتجاته والخضروات كالبروكلي والكرنب والشمر والأعشاب كالبقدونس، بالإضافة إلى المكسرات والمياه المعدنية الغنية بالكالسيوم.
وإلى جانب التغذية الصحية، ينبغي أيضا المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية؛ حيث يعمل بناء العضلات على تحفيز عملية التمثيل الغذائي للعظام، مما يساعد في نقل وتخزين المزيد من الكالسيوم في الهيكل العظمي.
كما تعمل تقوية العضلات على تخفيف الضغط الواقع على العظام المعرضة للخطر. ولبناء كتلة عضلية قوية ينبغي ممارسة تمارين تقوية العضلات والسباحة.
ولمساعدة الجسم على بناء فيتامين “د” المهم لصحة العظام، ينبغي أن يتعرض الطفل لضوء الشمس لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميا.
ولتقوية العظام عند الأطفال الرضع، ينبغي تغذية الطفل الرضيع بالحليب، حيث يجب على الأم الاهتمام بإعطاء الطفل الرضيع الحليب، وخاصةً حليب الثدي الغني بكافة العناصر التي يحتاجها جسم الطفل.
يمكن تقوية عظام الأطفال من خلال تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل اللبن ومنتجاته والخضروات كالبروكلي والكرنب والشمر والأعشاب كالبقدونس
كما يوصف فيتامين “د” للطفل الرضيع منذ الولادة، وهو ضروري للوقاية من مشاكل العظام مثل الكساح وغيرها، حيث أنه يساعد في تحسين امتصاص الكالسيوم بالجسم، ويجب استشارة الطبيب حول كمية فيتامين “د” المناسبة للطفل منذ الولادة ومع تقدم عمره، سواء كان يتناول حليب الثدي أو الحليب الصناعي.
وبعد البدء في إدخال الأطعمة للطفل، يجب التحدث مع الطبيب حول الأغذية المناسبة له في هذه المرحلة، والتي تحتوي على الكالسيوم الهام لتقوية العظام.
وتؤدي العظام العديد من الوظائف في الجسم؛ حيث توفر الشكل الهيكلي للجسم وتحمي الأعضاء وتحمل العضلات وتخزن الكالسيوم. وعلى الرغم من أنه من الضروري بناء عظام قوية وصحية في مرحلتي الطفولة والمراهقة، يمكن أيضًا اتخاذ خطوات في مرحلة البلوغ لحماية صحة العظام.
وتتغير العظام بصورةٍ مستمرة، حيث تتكوّن عظام جديدة وتتآكل القديمة. ففي سنٍ صغيرة، يكوِّن الجسم عظامًا جديدة أسرع من تآكل العظام القديمة، وبهذا الشكل تزداد كتلة العظام. ويصل معظم الناس إلى الحد الأقصى لكتلة العظام في سن 30 عامًا تقريبًا. بعد ذلك، تستمر إعادة تشكيل العظام، إلا أن الشخص يفقد كتلة عظام أكبر قليلاً من الكتلة التي اكتسبها.
إن مدى احتمالية الإصابة بهشاشة العظام، وهي حالة تجعل العظام ضعيفة وهشة، تعتمد على حجم كتلة العظام التي يكتسبها الفرد في الوقت الذي يصل فيه إلى سن الثلاثين، ومدى سرعة خسارتها بعد ذلك. فكلما اكتسب كتلة عظمية أكثر، زادت كثافة العظام لديه، وانخفضت احتمالية إصابته بهشاشة العظام مع تقدمه في العمر.
ويؤدي النظام الغذائي منخفض الكالسيوم إلى خفض كثافة العظام، والفقدان المبكر للعظام، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بالكسور.
يمكن للتمارين التي تنطوي على حمل أوزان مثل المشي والركض وصعود السلالم أن تساعد في بناء عظام قوية وإبطاء فقدان العظام
كما يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الأشخاص الذين لا يمارسون أنشطة بدنية مقارنةً بمن يمارسون أنشطة بدنية أكثر.
وتشير الأبحاث إلى أن تعاطي التبغ يسهم في إضعاف العظام. وبالمِثل، فإن تناول أكثر من كأس من المشروبات الكحولية يوميًّا للسيدات أو كأسين للرجال، قد يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
ويزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى السيدات، نظرًا لأن لديهن أنسجة عظمية أقل من الرجال.
وللحفاظ على صحة العظام ينبغي على الأشخاص إضافة كمية كبيرة من الكالسيوم إلى نظامهم الغذائي.
وبالنسبة إلى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و50 سنة، والرجال من سن 51 إلى 70 عاما، تكون الكمية الغذائية الموصى بها 1000 مليغرام من الكالسيوم يوميًا. وتزيد النسبة إلى 1200 ملغم يوميًا للسيدات اللاتي تبلغ أعمارهن 51 عامًا فأكثر، والرجال الذين تبلغ أعمارهم 71 عامًا فأكثر.
وتتضمن المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم مشتقات الحليب، واللوز، والبروكلي، والكرنب الأجعد، والسلمون المعلب بالعظام، والسردين، ومنتجات الصويا مثل التوفو (جبن الصويا). وإذا وجد الشخص صعوبة في الحصول على كمية كافية من الكالسيوم في نظامه الغذائي فليستشر الطبيب بخصوص تناول المكملات.
كما ينبغي الاهتمام بفيتامين “د” لأن الجسم يحتاج إليه لامتصاص الكالسيوم. وبالنسبة إلى البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و70 عامًا، فإن الكمية الغذائية الموصى بها من فيتامين “د” هي 600 وحدة دولية يوميًا. وتزداد الكمية الموصى بها إلى 800 وحدة دولية يوميًا للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 71 عامًا فأكبر.
وتتضمن المصادر الغنية بفيتامين “د” الأسماك الزيتية مثل السلمون، والسلمون المرقط، والسمك الأبيض، والتونة. إضافة إلى ذلك يُعد البيض والأطعمة المعززة مثل الحليب وحبوب الإفطار مصادر جيدة لفيتامين “د”، وتسهم أشعة الشمس أيضًا في جعل الجسم ينتج فيتامين “د”.
كما يمكن للتمارين التي تنطوي على حمل أوزان مثل المشي والركض وصعود السلالم أن تساعد في بناء عظام قوية وإبطاء فقدان العظام.

وتسبِّب هشاشة العظام ضعفها إلى درجة أن أي سقوط أو مجهود بسيط مثل الانحناء أو السعال يمكن أن يسبّب كسورًا. وتَحدُث حالات الكسر المرتبطة بهشاشة العظام بصورة شائعة في الوِرك والرسغ والعمود الفقري.
والعظام هي النسيج الحيٌّ الذي ينكسر ويُستَبدَل باستمرار. ويَحدُث مرض هشاشة العظام عندما لا يواكب خلق عظام جديدة فقد العظام القديمة.
وتصيب هشاشة العظام الرجال والنساء من جميع الأعراق. لكنَّ النساء بيض البشرة والآسيويات، خاصة اللاتي تجاوزن سن اليأس، هنَّ الأكثر عرضة للخطر. ويمكن أن تُساعد الأدوية، والنظام الغذائي الصحي، وتمارين رفع الأثقال في منع خسارة العظام أو تقوية العظام الضعيفة بالفعل.
وتشيع هشاشة العظام بنسبة أكبر بين الأشخاص الذين تزيد أو تقل مستويات الهرمونات في دمهم عما ينبغي. ومن أمثلتها:
ـ الهرمونات الجنسية: يغلب على انخفاض الهرمونات الجنسية أن يؤدي إلى ضعف العظام. ويُعد انخفاض مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء عند انقطاع الطمث أحد أقوى عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام. ويرجح كذلك أن تكون علاجات سرطان البروستاتا التي تقلل من مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال وعلاجات سرطان الثدي التي تقلل من مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء سببًا في مسارعة الإصابة بفقدان العظام.
ـ مشكلات الغدة الدرقية: يمكن أن يسبب فرط هرمون الغدة الدرقية فقدان العظم. وقد يحدث هذا في حال كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط أو إذا كان الشخص يتلقى الكثير من أدوية هرمون الغدة الدرقية لعلاج قصورها.
– الغدد الأخرى: ترتبط الإصابة بهشاشة العظام كذلك بفرط نشاط الغدد الكظرية.