العراق يستعد لاستقبال أكبر رحلة حج مسيحي إلى أور في تاريخه

13 ألف حاج مسيحي يزورون مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار قريبا.
الخميس 2021/07/01
طقوس يحلم بأدائها الآلاف من المسيحيين

بغداد - يستعد العراق لاستقبال أكبر رحلة للحج تضم 13 ألف حاج مسيحي لزيارة مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، التي يعتقد بأنها مسقط رأس النبي إبراهيم.

وقال مدير مكتب آثار وتراث ذي قار عامر عبدالرزاق، في تصريح لصحيفة "الصباح" الحكومية، إن "رئيس مؤسسة السياحة والحج المسيحي في الفاتيكان ريمو كبافاريني، اتفق مع وزير الخارجية فؤاد حسين، على تنظيم هذه الرحلة قريبا"، دون الإشارة إلى موعد محدد.

وأوضح أنَ "هذه الرحلة تعدّ أكبر رحلة حج مسيحي في التاريخ لمنطقة أور الأثرية مسقط رأس النبي إبراهيم، إذ تضم 13 ألف حاج، وستمهد لرحلات حج مسيحية منتظمة شهريا".

وأشار عبدالرزاق إلى أن "الحكومة المحلية اتخذت بالتنسيق مع مكتب الآثار والحكومة خطوات مهمة لتأهيل مدينة أور، استعدادا لهذه الرحلة والرحلات التالية لها، تضمنت البدء بمشاريع تطوير الطرق، وإنشاء مرافق خدمية بينها دور فندقية ومولات ومتنزهات".

ونوه بأن "هذه الرحلات لها أهمية كبيرة في إنعاش واقع السياحة في المحافظة التي تضم أكبر المواقع الأثرية في العالم".

وفي مارس الماضي، جرى تسليط الضوء على مدينة أور خلال زيارة تاريخية لبابا الفاتيكان فرانسيس إلى العراق وإقامته صلاة موحدة بين الأديان في المدينة.

وقال البابا خلال الصلاة "من هذا المكان. من هنا بدأ الإيمان والتوحيد. أرض أبينا إبراهيم".

وقد تعزّز رحلة الحج إلى أور من السياحة الدينية التي تسيطر على قطاع السياحة في العراق، والذي تراجع منذ العام الماضي جرّاء تداعيات جائحة كورونا، حيث أحيا الشيعة في العراق مناسباتهم الدينية عن بعد ولم يتمكنوا من زيارة المراقد المقدسة.

وخلال السنوات الماضية، دُمرت مواقع أثرية عديدة وفي مقدمتها الآثار المسيحية، فيما تراخت قبضة الدولة بعد سقوط النظام السابق، وسط أعمال عنف شبه يومية، وهو ما خلق بيئة مواتية للعصابات المنظمة ونابشي الآثار ومهربيها.

وكانت أور عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد، وتحتضن "زقورة أور" التي تعتبر من أقدم المعابد في العراق، وبنيت سنة 2050 قبل الميلاد.

وتم اكتشاف بقايا الزقورة لأول مرة بواسطة الجيولوجي البريطاني  ويليام لوفتوس في عام 1850م، وتم الحفر الشامل والكشف عن بقايا المعبد في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين، بواسطة عالم الآثار السير ليونارد وولي.

وارتفاع الزقورة الحالي 16 مترا ونصف المتر، لكن ارتفاعها القديم عند بنائها الأول كان 26 مترا ونصف المتر، ولم يتبقَ من الزقورة الآن سوى الطبقة الأولى، وأجزاء من الثانية، أما الثالثة فغير موجودة، إلى جانب المعبد العلوي أيضا الذي انهار بسبب عوامل التعرية.

وشهد أعداد مسيحيي العراق تراجعا كبيرا خلال السنوات الماضية، لاسيّما مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي الذي دفع عائلات كثيرة إلى الهجرة القسرية خارج العراق.

ولم يبق في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليونا، بعدما كان عددهم 1.5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأميركي للعراق.