العاهل الأردني يفسر للأميركيين خبايا قضية الفتنة لتبرير موقفه

عمان – استثمر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تواجده في الولايات المتحدة أين التقى بالرئيس جو بايدن وكبار مسؤولي الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتفسير خبايا قضية الفتنة التي شغلت الرأي العام المحلي والدولي وأسالت الكثير من التساؤلات، فيما وصف مراقبون خوض الملك عبدالله في القضية مجددا بعد التسوية القضائية يأتي لتبرير موقفه للأميركيين.
وقال العاهل الأردني إن “أشخاصا معينين” كانوا يحاولون استغلال “طموحات” أخيه غير الشقيق، الأمير حمزة (41 عاما)، ولي العهد السابق، لـ”لتنفيذ أجنداتهم الخاصة”، في إشارة إلى ما تُعرف بقضية “الفتنة”.
وفي 12 يوليو الجاري، قضت محكمة أردنية بسجن رئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، والشريف عبدالرحمن حسن بن زيد، بالسجن 15 عاما؛ لإدانتهما بـ”التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم بالمملكة” و”القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة”.
وخلال مقابلة مع شبكة سي.أن.أن الإخبارية الأميركية الأحد، سأل المذيع الملك عبدالله عما إن كان ما حدث هو محاولة انقلاب، فأجاب “مر علينا عدد من الشخصيات التي عادة ما تستغل إحباط الناس ومخاوفهم المشروعة وهم يسعون لتحسين سبل معيشتهم، للدفع بأجنداتهم الخاصة وطموحاتهم”.
واستدرك “أعتقد أن ما جعل هذا أمرا محزنا جدا هو أن أحد هؤلاء الأشخاص هو أخي، الذي قام بذلك بشكل مخيب للآمال”.
وفي 4 أبريل الماضي، أعلنت عمان أن “تحقيقات أولية” أظهرت تورط الأمير حمزة مع “جهات خارجية” في “محاولات لزعزعة أمن البلاد” و”تجييش المواطنين ضد الدولة”، وهو ما نفى الأمير صحته.
وتابع الملك “قامت الأجهزة الأمنية، كما تفعل دوما، بجمع المعلومات ووصلت إلى مرحلة تولدت لديها مخاوف حقيقية بأن أشخاصا معينين كانوا يحاولون الدفع بطموحات أخي لتنفيذ أجنداتهم الخاصة”.
وأردف “قررت الأجهزة الأمنية وأد هذا المخطط في مهده وبهدوء، ولولا التصرفات غير المسؤولة بتسجيل المحادثات مع مسؤولين بشكل سري وتسريب مقاطع الفيديو، لما وصلت فينا الأمور للحديث عن هذه القضية في العلن”.

تبرئة ولي العهد السابق الأمير حمزة ابن الحسين لا تئد قضية الفتنة
وبالتزامن مع اعتقال المتهمين الرئيسيين، باسم عوض الله والشريف عبدالرحمن حسن بن زيد، جرى تسريب تسجيلات صوتية ومصورة للأمير حمزة تطرق خلالها إلى ما جرى وقال إنه تحت الإقامة الجبرية.
ومضى عاهل الأردن قائلا “أفخر بأفراد أسرتي عندما يحققون إنجازات وعندما يتواصلون مع المجتمع، ولكن في ما يخص هذه القضية، إذا كان لدى أحدهم أي طموحات، هناك حد لما أستطيع القيام به من أجلهم”.
وفي 2004، تنحى الأمير حمزة من منصب ولي العهد بعد 5 سنوات من توليه، وفي 2009 عَيَّنَ الملك عبدالله نجله الأمير الحسين وليا للعهد.
وتدخل الأمير الحسن، عم الملك عبدالله، لاحتواء الخلاف داخل الأسرة الهاشمية، لتجنب محاكمة الأمير حمزة، وهو ما حدث بالفعل، حيث وقع الأخير رسالة أعلن فيها الولاء للملك عبدالله.
وإلى جانب القضايا الداخلية، تطرق الملك عبدالله للقضايا الاقليمية حيث كشف عن تعرض بلاده لهجوم بمسيّرات إيرانية، العام الماضي.
وبسؤاله عن أثر خروج إيران من الاتفاقية النووية، وتحذيره السابق مما أسماه بـ”الهلال الشيعي”، قال “أود أن أوضح هنا أنني عندما تحدثت عن الهلال الشيعي، قصدت الهلال الإيراني من وجهة نظر سياسية”.
وعام 2004، حذر العاهل الأردني خلال حديثه مع أحدى الصحف الأميركية من خطر تشكل “الهلال الشيعي”.
وقال “مع الأسف، تعرض الأردن للهجوم من طائرات مسيّرة إيرانية الصنع كان علينا التعامل معها”.
وعن توقيتها، لفت إلى أن “ذلك كان خلال العام الماضي تقريبا وهي في تصاعد”، دون تقديم تفاصيل أخرى بالخصوص.
وأضاف “نحن في الأردن ندعو للحوار والتقدم إلى الأمام دائما، بدلا من النظر للأمور بعين الريبة وخلق المزيد من التحديات”. واعتبر أن “برنامج إيران النووي يؤثر على إسرائيل كما يؤثر على الخليج”.
وشهدت العلاقات الأردنية الإيرانية قطيعة كبرى استمرت قرابة عقدين من الزمان، بعد دعم الأردن للعراق في حربه ضد إيران في ثمانينات القرن الماضي.