العاهل الأردني: الفتنة وئدت والأمير حمزة برعايتي

عمان - أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأربعاء أن أخاه غير الشقيق الأمير حمزة بن الحسين بات تحت "رعايته"، مشيرا في الإطار نفسه إلى أن "الفتنة وئدت"، وذلك في أول رسالة إلى الأردنيين، منذ الأزمة التي تشهدها المملكة منذ السبت الماضي.
وكانت السلطات اتهمت الأمير حمزة، الذي كان وليا للعهد قبل عزله عام 2004، وآخرين، بينهم الرئيس السابق للديوان الملكي باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد، بالضلوع في مخطط لزعزعة "أمن واستقرار" الأردن.
وقال الملك عبدالله الثاني في الرسالة المكتوبة إن "تحدي الأيام الماضية" لم يكن "الأصعب أو الأخطر على استقرار وطننا، لكنه كان لي الأكثر إيلاما، ذلك أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه".
وأضاف أن "لا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة، وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز".
وأشار في الرسالة إلى أنه قرر "التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية، وأوكلت هذا المسار إلى عمي الأمير الحسن بن طلال".
وأوضح أن الأمير حمزة التزم "أمام الأسرة بأن يسير على نهج الآباء والأجداد، وأن يكون مخلصا لرسالتهم، وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى".
وأكد في الرسالة أن الأمير "حمزة اليوم مع عائلته في قصره برعايتي".
وكان أردنيون تداولوا وسما على وسائل التواصل الاجتماعي يسأل عن مكان الأمير حمزة ووضعه، حيث اشتكى هؤلاء من "غموض" يلف المشهد، بعد حظر النائب العام الأردني حسن العبداللات نشر أي معلومات على جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تخص الخلافات بين الملك عبدالله والأمير حمزة.
وبشأن الملفات الأخرى المرتبطة بالقضية، قال الملك عبدالله الثاني إنها "قيد التحقيق، وفقا للقانون، إلى حين استكماله، ليتم التعامل مع نتائجه".
ويرى مراقبون أن محاولة تطويق الأزمة داخل الأسرة الحاكمة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، لاسيما بعد الحديث عن اعتقالات واتهامات لشخصيات بارزة سياسيا وعشائريا، مما دفع عشيرة المجالي الاثنين إلى تنفيذ وقفة احتجاجية تنديدا باعتقالات طالت أبناء من العشيرة في قضية الأمير حمزة.
ولعل أبرز ما ينتظره الأردنيون هو نتائج التحقيق وكيفية إحالة الموضوع على المحكمة العسكرية وإلى أي مدى يمكن أن تصل هذه المحاكمة، والكشف عن الجهات الداخلية والخارجية التي اتهمتها السلطات الأردنية بالتآمر على زعزعة النظام وإثبات ذلك.
وكانت السلطات في المملكة اعتقلت عددا من الشخصيات رفيعة المستوى في إطار تحقيقها في "مخطط يستهدف أمن المملكة"، وقالت السلطات إن قوات الأمن ألقت القبض على نحو 14 إلى 16 شخصا على صلة بـ"المؤامرة"، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن طلبت إحالتهم إلى محكمة أمن الدولة.
وأضافت السلطات أن من بين هذه المخططات، "اتصال وكالة مخابرات أجنبية بزوجة الأمير حمزة لترتيب طائرة للزوجين لمغادرة الأردن".
وفي حين اعتقلت السلطات عوض الله والشريف حسن بن زيد وآخرين، بقي الأمير حمزة في منزله، حيث طلب منه قائد الجيش السبت "التوقف عن تحركات ونشاطات يتم توظيفها لاستهداف أمن الأردن واستقراره"، قبل أن ينشر ولي العهد السابق في اليوم نفسه فيديو يعرب فيه عن رفضه لهذه الإجراءات.
والاثنين نشر الديوان الملكي، وبعد أن أوكل الملك عبدالله لعمه الأمير الحسن بن طلال التعامل مع قضية الأمير حمزة، رسالة موقعة من الأخير تقول إنه "يضع نفسه بين يدي جلالة الملك"، قبل أن يتم تسريب تسجيل صوتي للمحادثة التي دارت بين الأمير حمزة وقائد الجيش خلال زيارة السبت.