العالم يحتاج إلى جرعات من الإصلاح والسلام

لندن ـ يقول الإمام الشافعي “سافر ففي الأسفار خمس فوائد: تفرّج همّ، واكتساب معيشة، وعلم، وآداب، وصحبة ماجد”، وتضاف إلى هذه الفوائد الخمس فوائد أخرى تختلف من رحلة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر إلا أن الشيء المشترك بينها هو ذلك الانطباع الذي يعبر عنه الكاتب الأميركي مارك توين بقوله إن السفر يقهر التحيز والتعصب وضيق الأفق، في السفر تتعرف على الناس، تشارك أحيانا أشخاصا لا تعرفهم لحظتهم فرحا كانت أو حزنا، تسمع أخبارا قد لا تعنيك لكنها في تلك اللحظة تسترعي انتباهك، عائلات مغتربة، قصص غريبة وشتات يذكرك بنعم وطنك، هو إحساس يكون بنكهة خاصة شبيهة بنكهة الذكريات، التي ننبش فيها من وقت إلى آخر بحثا عن قصة طريفة أو وجه عزيز غاب في زحام الحياة أو في لحظة استنكار من حديث راهن لم نعهده في زمن ماض، سفر في الأعماق بحثا عن حكمة نتدثر بها من قشعريرة لحظة مستفزة، وذكريات سعيدة تترك انطباعا يرسم بسمة على شفاه متعجبة من واقع غريب. في السفر ذكريات، وفي الذكريات سفر.
ذفي السفر، تواجه عشرات الوجوه بتعابير مختلفة، هذا يوسع أفقك، وآخر يثري فكرتك. ستصادف وجوها غاصة بالحزن أو ملامح مسكونة بالقلق وهواجس ما ينتظرها، وأخرى ضاجّة بالفرح والسلام. وفي الذّكريات عِبر تدفع للكتابة وأفاق تبدو أحيانا أرحب من الواقع.
اقرأ أيضا: