الظواهري يلقى حتفه في أكثر أحياء كابول هدوءا وأمانا

زعيم تنظيم القاعدة انتقل إلى مكان آمن جدا في كابول بعد بضعة أشهر من سيطرة طالبان على أفغانستان.
الأربعاء 2022/08/03
الجبال أكثر أمانا

كابول - على مدى عدة سنوات عاش زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في جبال أفغانستان الوعرة، لكنه قضى أشهره الأخيرة في أحد الأحياء الراقية في كابول حيث يقيم أيضا كبار مسؤولي طالبان.

وقال مسؤولون أميركيون إن صواريخ هيلفاير انطلقت من طائرة أميركية مسيرة هي التي قتلت الرجل البالغ من العمر 71 عاما عندما أطل من شرفة منزل آمن في كابول صباح الأحد. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن العملية لم يسقط فيها أي قتلى مدنيين.

وأكدت حركة طالبان شن غارة جوية على منزل سكني في حي شيربور في كابول، لكنها قالت إنها لم توقع قتلى.

والثلاثاء قال قيادي بارز في الحركة المتشددة لرويترز، مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن الظواهري، الذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، انتقل إلى “مكان آمن جدا” في كابول بعد بضعة أشهر من سيطرة طالبان على أفغانستان في أغسطس العام الماضي.

الظواهري أمضى معظم وقته في جبال منطقة قلعة موسى بإقليم هلمند بعد الإطاحة بحكومة طالبان في عام 2001

واستنكر المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الضربة ووصفها بأنها “انتهاك للمبادئ الدولية”. ولم يرد متحدثان باسم طالبان على طلب رويترز الحصول على تفاصيل عن مقتل الظواهري.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت صور (لم يتم التحقق منها)، لما وصف بأنه هدف الهجوم، نوافذ محطمة في مبنى وردي اللون تعلو أسواره أسلاك شائكة. وبدا المنزل بارتفاع طابقين أو ثلاثة وتحيط به الأشجار.

وشيربور منطقة هادئة في كابول تكثر فيها الخضرة والأشجار وتحوي بيوتا ضخمة وعاش فيها القائد العسكري الأفغاني السابق عبدالرشيد دوستم من بين شخصيات محلية نافذة أخرى. وتضم بعض المنازل أحواض سباحة في حدائقها الخاصة.

وعلى بعد بضعة كيلومترات من المنطقة تقع سفارتا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

وقالت سيدة تقيم في المنطقة لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتها إنها أسرعت مع أفراد أسرتها المكونة من تسعة أفراد إلى غرفة حصينة في المنزل حين سمعوا دوي انفجار في مطلع الأسبوع. وعندما صعدت لاحقا إلى السطح لم ترصد أي اضطراب أو فوضى واعتقدت أنه هجوم بصاروخ أو قنبلة، وهو أمر ليس بالنادر في كابول.

وقال القيادي البارز في طالبان إن “الظواهري أمضى معظم وقته في جبال منطقة قلعة موسى بإقليم هلمند بعد الإطاحة بحكومة طالبان في عام 2001 عندما أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى البلاد”.

وأضاف أن “الظواهري ظل بعيدا عن الأضواء هناك لكنه دخل وخرج من المناطق الحدودية الباكستانية عدة مرات”.

ولم ترد وزارة الخارجية الباكستانية على أسئلة حول تحركات الظواهري داخل باكستان وخارجها.

وفي يناير 2006 أطلقت طائرات بريداتور المسيرة التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) صواريخ على منزل في قرية دامادولا بمنطقة باجور الباكستانية القبلية اعتقادا منها أن الظواهري كان يزورها، لكنه لم يكن هناك وتسببت الضربة في مقتل ما لا يقل عن 18 قرويا.

وقالت مصادر أخرى في طالبان إن الحركة وفرت “أعلى مستويات التأمين” للظواهري في كابول لكنه لم يكن نشطا إلى حد كبير على صعيد العمليات وكان بحاجة إلى تصريح من طالبان للتحرك.

ووصف مسؤول في شرطة كابول حي شيربور بأنه “أكثر أحياء كابول أمنا وأمانا”، وقال إن ضربة الطائرة المسيرة هناك كانت بمثابة “صدمة كبيرة”.

وقال إن شخصيات ذات نفوذ من حكومتي حامد كرزاي وأشرف غني السابقتين شيدت منازل باذخة في شيربور، وإن كبار قادة طالبان يعيشون هناك أيضا مع أُسرهم.

وساعد الظواهري، وهو جراح مصري، في التنسيق لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي أودت بحياة ما يقرب من 3000 شخص في الولايات المتحدة.

وقال مسؤول في الولايات المتحدة إن مسؤولين أميركيين رصدوا انتقال أسرة الظواهري -زوجته وابنته وأطفالها- إلى منزل في كابول، ورصدوا بعد ذلك الظواهري في نفس الموقع.

ولم يرد إلى علم المسؤولين أن الظواهري قد غادر المنزل، ورصدوه عدة مرات في شرفة البيت الذي استهدفوه فيه.

6