الطبوبي يهاجم السلطة في مظاهرة عمالية أمام مقر الحكومة

نورالدين الطبوبي يؤكد عقد اجتماع للهيئة الادارية للاتحاد خلال أسبوع لإصدار قرارات في تصعيد جديد ضد الحكومة.
السبت 2024/03/02
الطبوبي اتهم الحكومة بالتضييق على الحقوق النقابية

تونس - انتقد أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي في تجمع عمالي كبير بساحة القصبة على مقربة من مقر الحكومة اليوم السبت ما اعتبره "تكميما للأفواه" من قبل السلطة فيما وصف بأنه تصعيد جديد من المنظمة العمالية لكبح جهود الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد التي تقوم بها السلطات.
وقال الطبوبي في كلمة أمام التجمع العمالي، إن الاتحاد "لا يقبل تكميم الأفواه وزرع الرعب والتخويف والتخوين" فيما يبدو أنه تحد للحكومة وكذلك للرئيس قيس سعيد المتواجد في الجزائر.

ووجهت قيادات نقابية من الاتحاد الذي يملك نفوذا تقليديا في تونس، انتقادات للسلطة التي يقودها الرئيس قيس سعيد بصلاحيات واسعة منذ إطاحته بالنظام السياسي في 2021، بسبب إيقافات لنقابيين للتحقيق في قضايا فساد وتعطيل العمل.
وندد الاتحاد الخميس بتوقيف عضو مكتبه التنفيذي الطاهر البرباري، على خلفية ما وصفها "قضية مفتعلة" قبل إطلاق سراحه فيما تشير مصار الى أن الملف متعلق بالتفرغ النقابي المثير للجدل فيما يؤكد قادة الاتحاد أنها تأتي للضغط من أجل احباط مظاهرات السبت.
وقال الأمين العام للاتحاد ان البلاد تشهد "انتهاكات خطيرة للحقوق النقابية..ما يعد خرقا للمعاهدات الدولية التي وقعت عليها تونس".
وتوافد الآلاف من العمال وممثلي المنظمة النقابية الأكبر في تونس، منذ ساعات الصباح اليوم على ساحة القصبة، في تجمع احتجاجي ضد سياسات السلطة. ويحتج الاتحاد ضد تعثر الحوار الاجتماعي مع السلطة وضد ما يعتبره "تهديدا للحق النقابي" وتعطل تطبيق الاتفاقيات مع الحكومة.
كما يعترض الاتحاد على السياسات الاقتصادية للحكومة وارتفاع الأسعار وتضرر القدرة الشرائية بشكل كبير للعمال والمواطنين.
وأعلن الطبوبي في كلمته، عن اجتماع للهيئة الادارية للاتحاد خلال أسبوع لإصدار قرارات.
وأيد الاتحاد في البداية خطوة الرئيس قيس سعيد بحل البرلمان في 2021 لمكافحة "الفوضى" ولكنه اعترض لاحقا على سياساته وذلك في خضم جهود السلطات لمواجهة الفساد وتعزيز الاصلاحات الاقتصادية.
وفي تصريحات سابقة قال الأمين العام المساعد للاتحاد سامي الطاهري، إن الاتحاد اتخذ "استراتيجية تجنب التصادم، ليس خوفا أو كما يُقال أن هناك ملفات (بيد السلطة تدينه)، نحن نتجنب التصادم؛ لأن البلاد غير قادرة على تحمل أي تصادم".
وأضاف أن هذا الموقف "ليس نهائيا" من جانب الاتحاد، "وإن اضطررنا إلى ذلك لن نتردد، دفاعا على النفس وعن تونس".
ويبدو وفق التصعيد الأخير أن جهود تقريب وجهات النظر بين السلطات والاتحاد باءت بالفشل فيما يشدد الرئيس قيس سعيد على مكافحة الفساد الذي نخر اغلب المنظمات في البلاد بما فيها الاتحاد.
ووجه الطبوبي في الفترة الماضية رسائل مباشرة إلى السلطة السياسية القائمة، معتبرا أن المنظمة الشغيلة التزمت بالحكمة والرصانة طيلة الفترة الماضية داعيا إلى توفير الأرضية الملائمة لما أسماه "إنقاذ البلاد".
واستنفد الاتحاد العام للشغل كافة أوراقه خلال معركة لي الأذرع التي خاضها من أجل ابتزاز السلطة السياسة القائمة، كما فشل في تأليب الشارع على الرئيس التونسي الذي تحظى قراراته بتأييد واسع، فيما يذهب بعض التونسيين إلى حد المطالبة بوضع حد لما يصفونه بـ"تغوّل" النقابات والذي مثل أحد أسباب الأزمة في تونس.
ويعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل هو أقوى منظمة مدنية تونسية، ويضم ما لا يقل عن 80 في المائة من موظفي الدولة، وتأسس في 20 يناير 1946 على يد الزعيم النقابي فرحات حشاد، الذي اغتالته فرنسا بمدينة رادس جنوب تونس العاصمة في 5 ديسمبر 1952.