الضغوط الأميركية تجبر نتنياهو على البحث عن صيغة هدنة مقبولة

وساطة قطرية - مصرية تسعى إلى التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين إسرائيل وحماس.
الاثنين 2024/04/08
عناد غير مبرر

غزة - تدفع الضغوط الغربية ولاسيما الأميركية رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو إلى التخلي عن عناده والبحث عن صفقة هدنة مقبولة من قبله، تتضمن الإفراج عن جميع الرهائن، لكن من دون أي اتفاق بشأن إنسحاب إسرائيلي من القطاع.

 وقرر مجلس الحرب الإسرائيلي، الأحد، إرسال وفد إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، وتوسيع صلاحياته، فيما قال نتنياهو إن “إسرائيل مستعدة للتوصل إلى صفقة، لكنها غير مستعدة للرضوخ لمطالب حماس المبالغ فيها”.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن “بلاده ليست هي التي تمنع التوصل إلى صفقة (لتبادل الأسرى)، (لكن) حماس تمنع التوصل إلى صفقة من خلال مطالبها المتطرفة بوقف الحرب”.

مجلس الحرب الإسرائيلي يقرر إرسال وفد إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى

وتابع “تأمل حماس أن يؤدي الضغط من الخارج والداخل، إلى استسلام إسرائيل لهذه المطالب المتطرفة، وهذا لن يحدث”.

وتقول حماس إن الاتفاق يجب أن يضمن وقفا كاملا وشاملا لإطلاق النار وانسحابا كاملا للقوات من المناطق المحتلة بعد السابع من أكتوبر وحرية حركة السكان في أنحاء قطاع غزة.

ونقل موقع “ولا” عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يسمه قوله إن “توجيهات مجلس الحرب لفريق التفاوض هي تحسين اقتراح الوسطاء حتى النهاية ومحاولة العودة بصيغة من شأنها، من وجهة نظر الفريق، أن تؤدي على الأرجح إلى اتفاق”.

وتسعى وساطة لقطر ومصر والولايات المتحدة إلى التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين إسرائيل وحماس، بعد الأولى التي استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر الماضي، وأسفرت عن تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع.

وأوردت قناة “القاهرة الإخبارية” القريبة من الاستخبارات المصرية أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني سيشاركون في جولة المحادثات الجديدة. ويمثّل الجانب المصري رئيس المخابرات العامة عباس كامل. كما أكدت حماس مشاركة وفد منها برئاسة القيادي خليل الحية.

ويرى مراقبون أن التحول في الموقف الأميركي يشكل مصدر ضغط كبير على نتنياهو، لافتين إلى أن إدارة جو بايدن، التي باتت تخشى على صورتها لهول عدد الوفيات والكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة، مصرة على تغيير النهج العسكري لإسرائيل. وقد شكل مقتل عناصر من الإغاثة على يد الجيش الإسرائيلي في غزة إحراجا مضاعفا لإدارة بايدن.

 والخميس، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي، وصفته وسائل إعلام عبرية بأنه “مشحون وصعب”.

وبحسب موقع “والا”، “خلال الاتصال الهاتفي، أبلغ بايدن نتنياهو بأن السياسة الأميركية تجاه الحرب في غزة ستتحدد وفقا للطريقة التي تنفذ بها إسرائيل الإجراءات التي طالب بها”، وهي هدنة في غزة، مع فتح المجال أكثر للمساعدات الإنسانية، وتقليل حجم الخسائر البشرية.

ويعتقد المراقبون أن الموقف الأميركي يدفع نتنياهو إلى تخفيف تشدده، لاسيما وأنه يواجه معارضة متصاعدة في الداخل، فضلا عن ضغوط من باقي الحلفاء الغربيين، إلى جانب الخسائر المادية والاقتصادية التي تتكبدها إسرائيل.

إدارة جو بايدن باتت تخشى على صورتها لهول عدد الوفيات والكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة

 وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد سحب قواته من جنوب قطاع غزة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن القوات الإسرائيلية التي انسحبت من القطاع فعلت ذلك استعدادا لعمليات في المستقبل، منها في مدينة رفح بجنوب غزة.

وأضاف غالانت خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين، نقلا عن بيان صادر عن مكتبه، "القوات تغادر وتستعد لمهامها المقبلة، وقد رأينا أمثلة على مثل هذه المهام في عملية (مستشفى) الشفاء، وكذلك مهمتها المقبلة في منطقة رفح".

فيما اعتبر المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن خفض القوات “إراحة وتجديد” ولا يشير بالضرورة إلى أي عمليات جديدة.

وذكر سكان فلسطينيون في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي تعرضت لقصف إسرائيلي على مدار شهور منذ بداية الحرب، أنهم رأوا القوات الإسرائيلية تغادر وسط المدينة وتتراجع إلى المناطق الشرقية.

وصرح عماد جودت (55 عاما)، الذي يعيش مع أسرته المؤلفة من ثمانية أفراد في خيمة برفح، “يبدو أخيرا أنه سيكون عيدا سعيدا”.

وأضاف في رسالة لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل “الاحتلال سحب قوات من مناطق في خان يونس، والأميركان ضاغطين بعد ما تم قتل أجانب، ومصر تستضيف جولة كبيرة بتضم الأميركان وحماس وإسرائيل وقطر، هالمرة إحنا متأملين”.

 

اقرأ أيضا:

       • هل تجد إسرائيل النوع المناسب من "النصر" في غزة؟

       • قوات الأمن الفلسطينية بين فكي الرحى

2