الضحك ينشط التنفس ويحسن الدورة الدموية

موسكو ـ يؤثر الضحك إيجابيا في صحة القلب والأوعية الدموية وأعضاء وأجهزة الجسم ويساعد على تذكر المعلومات ويطيل العمر.
وقالت البروفيسورة أولغا تكاتشوفا أخصائية أمراض الشيخوخة مديرة المركز الروسي لبحوث الشيخوخة “لدى الأشخاص الذين يضحكون دائما قلوب وأوعية دموية أكثر صحة، وحياة أطول. والأشخاص الذين يضحكون أكثر من مرة واحدة في الأسبوع لديهم خطر أقل للوفاة ومضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية من أولئك الذين يضحكون أقل من مرة واحدة في الشهر”.
وتشير البروفيسورة، إلى أن الضحك، ليس فقط رد فعل عاطفي، بل يؤثر بصورة مباشرة في مجموعة مختلفة من عمليات الدماغ بما فيها الألم ومنظومة المناعة.
وتابعت: “لذلك تزيد مشاهدة الأفلام الكوميدية عتبة الألم، أي أنها تقلل من شدته. ويرجع ذلك إلى إنتاج نواقل عصبية معينة (السيروتونين، الإندورفين، الدوبامين، الأوكسيتوسين) أثناء الضحك، ما يقلل من شدة الألم، ويخلق شعورا بالرفاهية والبهجة. كما أن الضحك يحفز نمو خلايا منظومة المناعة التي تنتج الأجسام المضادة، ما يقلل من التعرض للأمراض المعدية”.
ووفقا لها، يساعد الضحك على تذكر المعلومات بشكل أفضل. ويفسر ذلك بأن الجهاز الحوفي، المسؤول عن رد الفعل العاطفي على شكل الضحك، على اتصال وثيق بالحصين (جزء الدماغ الذي تتشكل فيه الذاكرة). لذلك يتم تذكر المعلومات المشحونة عاطفيا بشكل أفضل.
العقل لا يميز بين الضحكتين المزيفة والحقيقية، فيقرأهما الدماغ بشكل إيجابي في الحالتين مما يحسن الصحة النفسية
وأكدت البروفيسورة أن الضحك ينشط التنفس ويحسن الدورة الدموية في جميع أعضاء الجسم. وبالتالي، يمكن استخدام الضحك كجزء من تمارين التقوية العامة، مثلا مع المرضى الذين يجدون صعوبة في القيام بنشاط بدني منتظم.
والضحك أمر صحي للقلب والمزاج وجهاز المناعة وحرق السعرات الحرارية، ويخفف الغضب والألم ويريح العضلات، فكيف إذا اقترن بتقنيات اليوغا؟ والضحك معد مثل التثاؤب، وأكدت دراسة في لندن نشرت عام 2006 في مجلة “نيتشر” أن أغلب ردات الفعل الطبيعية للناس بالمبادرة بالابتسام أو بالضحك تأتي تلقائيا أثناء مشاهدتهم من يضحكون من دون معرفة السبب، بما يشبه العدوى، وهذا ما أكدته بعض التجارب الاجتماعية.
ويمكن ليوغا الضحك أن تكون بمثابة علاج من القلق والكآبة كما تقول مدربة اليوغا ويوغا الضحك مايا كركي وتوضح أن لهذه التقنية فوائدها وطرق تنفيذها، وأنها “مزيج بين تمارين الضحك وتقنيات تنفس اليوغا”.
وتعتبرها كركي مفهوما فريدا يكرس الضحك من دون سبب، ومن دون كوميديا أو طرفة أو موقف مضحك، وهي تمرين جماعي يعتمد على التواصل بالعيون والحركات الجسدية.
وتشير مايا إلى أن الألفاظ التي ينشدها الأشخاص عاليا مثل: “هي هي، ها ها، هو هو” تحرك كل أنواع التنفس، كما أن تقنيات التنفس تتم بين كل تمرينين.
وتقول إن العقل لا يميز بين الضحكتين المزيفة والحقيقية، فيقرأهما الدماغ بشكل إيجابي في الحالتين مما يحسن الصحة النفسية.
وبدأت يوغا الضحك (أو هاسيا يوغا) في مومباي في الهند عام 1995 مع الطبيب مادان كاتاريا وزوجته مدربة اليوغا مادوري. ويقول كاتاريا “في يوغا الضحك، نحن لا نضحك لأننا سعداء، نحن سعداء لأننا نضحك”.
وأصبحت ليوغا الضحك تقنياتها الخاصة وروادها ومعجبوها ومتابعوها وأساتذتها. وتقول مايا إنه يوجد أكثر من 8 آلاف ناد ليوغا الضحك حول العالم.