الصيد ينهي فترة حكمه بمزحة "سيدي الشيخ"

لم يعرف عن رئيس الحكومة التونسي السابق الحبيب الصيد طيلة فترة توليه للسلطة في مقر القصبة وسط العاصمة سواء في خطاباته الرسمية أو تصريحاته للصحافيين أو حتى زياراته الفجئية اعتماده أسلوب الدعابة والمزاح مع الآخرين.
لكن يبدو أن عقدة لسان هذا السياسي البالغ من العمر 67 عاما، قد انفكت أخيرا مع خطاب الوداع الذي ألقاه الاثنين الماضي، أثناء مراسم تسليم السلطة إلى خلفه يوسف الشاهد، إذ رصد الحاضرون والجالسون من خلف شاشات التلفاز مزاحه للمرة الأولى، وبطريقة مختلفة.
وشدد سادس رئيس حكومة بعد انتفاضة 2011 على أن بلاده غير قادرة على تحمل تغييرات أخرى. وقال وهو يحاول أن يمزج بين الهزل والجد في خطابه الأخير “أتمنى أن تواصل الحكومة الجديدة عملها إلى الانتخابات المقبلة، وفي حال العكس فبئس المصير”.
وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي قبل أن يضيف “هذه المرة قمنا بمبادرة والمرة المقبلة سنعمل بفتوى سيدنا الشيخ”، متوجها ببصره إلى راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، الذي كان جالسا أمامه مباشرة.
وعلى الفور، صوب المصورون من مختلف وسائل الإعلام عدسات كاميرات التصوير على الغنوشي الذي لم تظهر على وجهه ملامح تدل على قبوله بهذه المزحة أم لا رغم أنها على الأرجح أحرجته، وظل صامتا، بينما تفاعل الحاضرون معها، وضحك البعض الآخر.
واختلفت المواقف حول ما قاله الصيد، حيث اعتبره البعض تصفية حساب أو عدم رضا عن مساندة النهضة لخروجه من الحكومة في جلسة منح الثقة، رغم أنها كانت أول الداعمين له، طوال الحكومتين الأولى والثانية.
وتعليقا على مزحة “فتوى سيدي الشيخ”، قال الغنوشي في تصريحات صحافية عقب تسلم الحكومة الجديدة مهامها إنها “مزحة وطرافة من الحبيب الصيد”.
وأضاف “نحن نمرّ بمرحلة انتقالية ولم نصل بعد إلى الديمقراطية المستقرّة، ولكن المهم هو أن الحكومات المتعاقبة منذ الثورة، تغيرت برفع الأصابع وليس برفع الأسلحة”. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس وخاصة فيسبوك، بالتعاليق من قبل الناشطين بعد أن انتشر مقطع فيديو يظهر تلك الحادثة.