الصيام المتقطع يساعد في علاج اضطرابات الأيض

يساعد الصيام المتقطع في علاج اضطرابات التمثيل الغذائي؛ فبعد فترة زمنية تتراوح بين 8 و10 ساعات يوميا تتحسن عملية التمثيل الغذائي بشكل كبير عند تناول الطعام، ويساعد الصيام المتقطع في تحسين مستوى السكر في الدم على المدى الطويل، كما يساعد في خفض كتلة الدهون ووزن الجسم. ويؤدي تناول الطعام المقيد بالوقت إلى انخفاض خطر فقدان العضلات.
برلين - يعد الصيام المتقطع شكلا من أشكال الأنظمة الغذائية المعتمدة على الصيام نهارا والحد من الساعات المسموح للشخص فيها بالأكل على مدار اليوم، بدلا من تقليل السعرات الحرارية أو استبعاد أكلات ومواد غذائية معينة.
وأفاد موقع “أبونيت.دي” بأن الصيام المتقطع يساعد في علاج اضطراب التمثيل الغذائي، حيث تتحسن عملية التمثيل الغذائي بشكل كبير عند تناول الطعام فقط خلال فترة زمنية تتراوح من 8 إلى 10 ساعات يوميا، بالإضافة إلى الاستشارات الغذائية، وذلك وفقا لنتائج دراسة علمية حديثة.
وأوضح الموقع، الذي يعد البوابة الرسمية للصيادلة الألمان، أن في إحدى الدراسات، تلقى 108 بالغين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي استشارات غذائية. كما أن نصفهم تناولوا الطعام لفترة زمنية محدودة، فقط من 8 إلى 10 ساعات في اليوم.
وفي كلا المجموعتين، تحسن مستوى السكر في الدم على المدى الطويل خلال ثلاثة أشهر، كما انخفضت كتلة الدهون ووزن الجسم. ومع ذلك، في المجموعة التي تناولت طعاما مقيدا بالوقت، كان التأثير أقوى من النصائح الغذائية وحدها، حسبما أفاد الباحثون في مجلة “حوليات الطب الباطني”.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن فقدان الوزن عند تناول الطعام لفترة محدودة كان يعتمد بشكل أكبر على انخفاض نسبة الدهون في الجسم. ويشير هذا إلى أن تناول الطعام المقيد بالوقت ضمن نظام غذائي مقيد بالسعرات الحرارية قد يؤدي إلى انخفاض خطر فقدان العضلات.
تنظيم أوقات تناول الطعام هو نظام غذائي يعتمد على توقيت تناول الطعام، فمع الصوم المتقطع لا يأكل الشخص إلا في وقت محدد
ويستنتج الباحثون من ملاحظاتهم أن الأكل المقيد بالوقت هو تغيير بسيط وفعال في نمط الحياة مع فوائد لعملية التمثيل الغذائي وصحة القلب والأوعية الدموية.
وأوضح “أبونيت.دي” أن متلازمة التمثيل الغذائي هي مزيج من عدة عوامل خطورة تزيد معا بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى مرض السكري من النوع الثاني.
ولتشخيص هذه المتلازمة، يجب وجود ثلاثة من عوامل الخطورة على الأقل، ألا وهي: التراكم المفرط للدهون في البطن (السمنة البطنية) وارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات السكر في الدم (مقاومة الأنسولين) وزيادة مستويات الدهون في الدم.
ويشمل العلاج تغييرات في نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي وفقدان الوزن وممارسة النشاط البدني بانتظام، بالإضافة إلى تناول الأدوية إذا لزم الأمر.
والصوم المتقطع أو تنظيم أوقات تناول الطعام هو نظام غذائي يعتمد على توقيت تناول الطعام، فمع الصوم المتقطع لا يأكل الشخص إلا في وقت محدد، ويصوم عددا معينا من الساعات كل يوم.
ويقول مارك ماتسون، عالم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز، إن بعد ساعات من ترك تناول الطعام، يستنفد الجسم مخازن السكر ويشرع في حرق الدهون، ويشير إلى هذا على أنه التبديل الأيضي، أي التغيير في عملية حرق الطاقة واستهلاكها في الجسم.
الفكرة الأساسية وراء الصيام المتقطع هي أن من خلال تقليل تناول الطعام لفترات طويلة، يتحول الجسم من حرق الجلوكوز إلى حرق الدهون كمصدر للطاقة
وهناك طرائق مختلفة لأداء الصوم المتقطع لكنها تعتمد جميعها على اختيار أوقات منتظمة لتناول الطعام والصوم. فعلى سبيل المثال، قد يحاول الشخص تناول الطعام مدة 8 ساعات فقط كل يوم والصوم بقية الوقت، أو قد يختار تناول وجبة واحدة فقط في اليوم، مرتين في الأسبوع، وهناك الكثير من المواعيد المختلفة للصوم المتقطع.
ويعمل الصوم المتقطع عن طريق إطالة المدة بعد حرق الجسم للسعرات الحرارية المستهلكة خلال وجبته الأخيرة واستنفادها، ليشرع بعد ذلك في حرق الدهون، وبهذه الطريقة قد يساعد على تخفيض الوزن والتخلص من دهون البطن، وذلك شريطة أن لا يتناول كمية كبيرة من الطعام في وقت الأكل.
ويمكنه اختيار نهج يومي يقصر تناول الطعام اليومي على مدة واحدة من 6 إلى 8 ساعات كل يوم. فعلى سبيل المثال، قد يختار تجربة صيام 16 ـ 8 (الأكل مدة 8 ساعات والصيام مدة 16 ساعة).
وهناك طريقة أخرى تعرف باسم نهج 2:5، تتضمن تناول الطعام بانتظام 5 أيام في الأسبوع، وفي اليومين الآخرين يحدد لنفسه وجبة واحدة 500 – 600 سعرة حرارية. فعلى سبيل المثال، قد يختار تناول الطعام بصورة طبيعية في كل يوم من أيام الأسبوع باستثناء يومي الاثنين والخميس، حيث تكون أيام الوجبة الواحدة.
وليست الأوقات الطويلة دون طعام، مثل فترات الصيام 24 و36 و48 و72 ساعة بالضرورة أفضل للشخص وربما تكون خطرة، فقد يؤدي الاستمرار في ترك الطعام مدة طويلة إلى تشجيع الجسم على البدء بتخزين المزيد من الدهون استجابة للمجاعة.
الأكل المقيد بالوقت هو تغيير بسيط وفعال في نمط الحياة مع فوائد لعملية التمثيل الغذائي وصحة القلب والأوعية الدموية
وتظهر الأبحاث أن الأمر قد يستغرق من أسبوعين إلى 4 أسابيع قبل أن يعتاد الجسم الصيام المتقطع، وقد يشعر بالجوع أو الغرابة في أثناء تعود الروتين الجديد لكنه يلاحظ أن الأشخاص الذين يجرون البحث خلال مرحلة التعديل يميلون إلى التزام الخطة لأنهم يلاحظون أنهم يشعرون بتحسن.
ويعد الصيام المتقطع من الحميات الغذائية التي أصبحت رائجة ومنتشرة بشكل واسع في مجال الصحة واللياقة البدنية، والسعي للوصول إلى الوزن المثالي.
ويتبع الكثير من الأفراد رجيم الصيام المتقطع لخسارة الوزن، وتحسين الصحة، واتباع نمط حياة صحي، بالإضافة إلى ذلك فقد وجد أن لهذا النظام أثر إيجابي كبير على القلب والدماغ، ومحاربة الشيخوخة، والمساهمة في إطالة متوسط العمر.
يتبع البعض نظام الصيام المتقطع كنمط حياة لفترات طويلة وليس فقط كحمية غذائية مؤقتة، ومما يساعد على ذلك أن هناك أنواعا وأساليب مختلفة في كيفية تطبيق هذا النظام.
تتضمن جميع هذه الطرق تقسيم اليوم أو الأسبوع ما بين فترات إفطار، وفترات صيام، وخلال فترة الصيام إما أن يتناول الشخص كميات قليلة من أحد خيارات الطعام الصحي أو لا يتناول أي شيء على الإطلاق سوى سوائل خالية من السكر.
تحقق جميع أساليب رجيم الصيام المتقطع خسارة الوزن الزائد من خلال تناول كميات أقل من السعرات الحرارية، مع ضرورة الالتزام بعدم تناول كميات مفرطة من الطعام في أيام أو ساعات تناول الطعام المسموحة.
ولطالما وجد الخبراء أن الأيض البشري معقد وقابل للتكيف بشكل مذهل، مشيرين إلى أن الفكرة الأساسية وراء الصيام المتقطع هي أن من خلال تقليل تناول الطعام لفترات طويلة، يتحول الجسم من حرق الجلوكوز (من الكربوهيدرات) إلى حرق الدهون كمصدر للطاقة. وهذه العملية تعرف بالكيتوزية، وقد استفاد منها العديد من الأشخاص.
فعند الصيام، يستخدم الجسم مخازن الجلوكوز ويبدأ في تحطيم الدهون للحصول على الطاقة.