الصيام المتقطع وسيلة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني

تغيير النظام الغذائي يفقد المرضى الوزن الزائد ويعدل مستويات السكر في الدم.
الأحد 2022/12/18
الصوم المتقطع يبطئ عملية الأيض

أكدت البحوث والدراسات العلمية أهمية الصوم المتقطع في علاج مرض السكري من النوع الثاني، في إشارة إلى أن الصيام المتقطع يساعد في خفض الوزن. والمبدأ الذي تقوم عليه الطريقة نظريا هو أن هذه الحمية الغذائية تقلل الشهية بإبطائها لعملية الأيض. ويمكن تخفيف داء السكري إذا فقد المرضى الوزن عن طريق تغيير نظامهم الغذائي وعاداتهم في ممارسة الرياضة.

لندن ـ وجد البحث، الذي نُشر في مجلة “كلينيكل اندركرنولوجي ميتابوليسم”، أن الصيام المتقطع يمكن أن يكون وسيلة مشروعة لعلاج الحالة في المستقبل.

ويعني الصيام المتقطع أن الفرد لا يأكل لفترات معينة من الوقت، وفقا لجدول زمني منتظم.

وكجزء من البحث، شارك 36 مريضا بالسكري في تجربة الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أشهر.

ووجد الباحثون، من جامعات في الصين والولايات المتحدة، أن ما يقرب من 90 في المئة من المشاركين، بما في ذلك أولئك الذين تناولوا عوامل خفض نسبة السكر في الدم والأنسولين، قللوا من تناولهم لأدوية السكري نتيجة لذلك.

وعانى 55 في المئة من المشاركين من هجوع مرض السكري، ما يعني أن مستويات السكر في الدم كانت أقل من نطاق مرض السكري. كما توقفوا عن تناول دواء السكري واحتفظوا به لمدة عام على الأقل.

ويعرف مرض السكري بأنه حالة خطيرة يمكن أن تغير حياة الفرد وتتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم لديه بشكل كبير.

وفي حين أنه من غير المعروف بالضبط ما الذي يسبب داء السكري من النوع الأول، فإن داء السكري من النوع الثاني غالبا ما يرتبط بزيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة بشكل كاف.

وقال معد الدراسة دونجبو ليو “السكري من النوع الثاني ليس بالضرورة مرضا دائما يستمر مدى الحياة. يمكن تخفيف داء السكري إذا فقد المرضى الوزن عن طريق تغيير نظامهم الغذائي وعاداتهم في ممارسة الرياضة. ويُظهر بحثنا أن الصيام المتقطع، العلاج الغذائي الطبي الصيني، يمكن أن يؤدي إلى شفاء مرضى السكري من النوع الثاني، ويمكن أن يكون لهذه النتائج تأثير كبير على أكثر من 537 مليون بالغ في جميع أنحاء العالم يعانون من هذا المرض”.

وأضاف ليو أن أدوية السكري مكلفة وتشكل حاجزا أمام العديد من المرضى الذين يحاولون إدارة مرض السكري بشكل فعال، مشيرا إلى أن دراستهم أظهرت انخفاض تكاليف الأدوية بنسبة 77 في المئة لدى مرضى السكري بعد الصيام المتقطع.

ويمكن أن تشمل أعراض مرض السكري، التبول أكثر من المعتاد خاصة في الليل والشعور بالعطش طوال الوقت والشعور بالتعب الشديد وفقدان الوزن دون محاولة ورؤية مشوشة واستغراق الجروح وقتا أطول للشفاء.

هناك أنظمة غذائية محددة للصيام المتقطع، مثل تلك التي تقتصر على تناول الطعام بعد وقت محدد من اليوم

كما توصلت دراسة طبية حديثة صغيرة إلى أن الصيام المتقطع (الامتناع عن الطعام) يمكنه علاج مرض السكري من النوع الثاني.

وأجرى الدراسة باحثون من تورنتو في كندا، وشملت ثلاثة مرضى مصابين بالسكري من النوع الثاني وكانوا يستعملون الأنسولين يوميا، ونشرت بمجلة “بي أم جي كيس ريبورتس”.

ووجد الباحثون أنه عبر الصيام المتقطع، توقف المرضى عن استخدام الأنسولين بأمان للتحكم في مستويات السكر في الدم لديهم.

وفي أيام الصوم، كان المشاركون يتناولون العشاء فقط ويسمح لهم باستهلاك العديد من المشروبات منخفضة السعرات الحرارية مثل الماء والقهوة والشاي ومرق العظام.

وكان هناك نظام للصوم لمدة ثلاثة أيام أسبوعيا مثلا، حسب المريض.

وبحلول نهاية الدراسة، التي استمرت سبعة و11 شهرا لمريض واثنين آخرين فقد ثلاثتهم وزنًا، ولم يعد مريضان بحاجة إلى العلاج للتحكم في السكر، بينما احتاج الثالث إلى الأدوية الفموية فقط وتوقف عن استعمال الأنسولين.

وفي المقابل، حذر الدكتور فاي ريلي، مسؤول الاتصالات البحثية بجمعية السكري بالمملكة المتحدة الذي لم يشارك في البحث، من أن الدراسة لا تقدم دليلا قويا بما يكفي للإشارة إلى أن الصوم المتقطع وسيلة فعالة لعلاج السكري من النوع الثاني.

وحذر ريلي من أن “الصيام المتقطع يمكن أن يتسبب في انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل خطير لدى مريض السكري.. نوصي أي شخص يعاني من مرض السكري من النوع الثاني والذي يفكر في إجراء تغييرات جذرية في نظامه الغذائي بالتحدث إلى أخصائي الرعاية الصحية أولاً “.

وكشفت دراسة نشرت في موقع إكسبريس أن اتباع نظام الصيام المتقطع يساعد في خفض نسبة السكر في الدم عن طريق التحكم في مستويات الأنسولين، وبالتالي قد يكون خيارا صحيا لمرضى السكري من النوع الثاني.

وأظهرت الدراسة أن مرض السكري من النوع الثاني هو حالة تتعلق بسكر الدم في الجسم، من خلال التحكم في هذه المستويات، حيث يعمل النظام الغذائي الذي يقوم على الصيام المتقطع على ضبط الخلل الذي يحدث في طريقة إفراز الأنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم ارتفاع نسبة السكر في الدم.

حمية

وأوضح الباحثون أن الصيام المتقطع هو نوع من الأنظمة الغذائية التي تتضمن الانقطاع عن تناول الطعام لفترة زمنية محدودة بهدف التحكم في مقدار السعرات الحرارية بالجسم، فهناك أنظمة غذائية محددة للصيام المتقطع، مثل تلك التي تقصر تناول الطعام بعد وقت محدد من اليوم، على تلك التي تتناوب بين الأكل بشكل طبيعي وتقييد عدد معين من السعرات الحرارية خلال اليوم في أيام الصيام.

وتوصلت الدراسة إلى الصيام المتقطع وكيف يمكن أن يساعد مرضى السكري من النوع الثاني، لأن الهدف الأساسي من الصيام المتقطع لفقدان الوزن هو خفض مستويات الأنسولين إلى المستوى الذي سيبدأ فيه الجسم في حرق الدهون المخزنة للحصول على الطاقة مما يسهم في ضبط مستوياته لدى مرض السكري.

وأكد الباحثون أن الطعام يتحول إلى جزيئات في مجرى الدم، وأحد هذه الجزيئات هو الغلوكوز، وعندما يكون هناك غلوكوز في الدم أكثر مما يمكن أن يستخدمه الجسم للحصول على الطاقة يتم تخزين الفائض على شكل دهون لاستخدامها في المستقبل، لذا نجد أنه بين الوجبات لا يحتاج الجسم إلى الأنسولين، لذلك تنخفض مستويات الأنسولين.

وأوضحت الدراسة أنه عندما تكون مستويات الأنسولين منخفضة تفرز الخلايا الدهنية بعض الغلوكوز المخزن، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وبالتالي خفض نسبة السكر في الدم.

وتجدر الإشارة إلى أن دراسات متعددة أشارت إلى أن الصيام المتقطع يساعد في خفض الوزن. والمبدأ الذي تقوم عليه الطريقة نظريا، هو أن هذه الحمية الغذائية تقلل الشهية بإبطائها لعملية الأيض (التمثيل الغذائي).

16