الصيام المتقطع عبء ثقيل على الجسم

الصيام المتقطع يتسبب في الإخلال بتوازن أملاح الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
الأحد 2024/05/12
من الضروري تناول ثلاث وجبات طعام رئيسية

موسكو ـ أصبح نظام الصيام المتقطع شائعاً في السنوات القليلة الأخيرة، بسبب نتائجه المحتملة في تخفيف الوزن وتحسين الصحة، من خلال تقييد تناول السعرات الحرارية لفترة من الوقت، والعودة لتناول الطعام بشكل طبيعي في أوقات أخرى.

يدعي المؤيدون لنظام الصيام المتقطع أن له العديد من الفوائد مثل تعزيز إصلاح الخلايا، وزيادة مستويات هرمون النمو البشري، وزيادة حساسية الخلايا للأنسولين، وتغيير التعبير الجيني في الخلايا مما يطيل من العمر ويمنح حماية من الأمراض، ولكن ما هي أضرار الصيام المتقطع؟

تشير الدكتورة ناتاليا بافليوك خبيرة التغذية الروسية إلى أن الحميات الغذائية غالبا ما يكون لها تأثير ضار على الصحة. لذلك وفقا لخبراء التغذية لا ينبغي أن يفرض النظام الغذائي قيودا صارمة. أي يجب أن يركز الشخص على اختيار الطعام الكامل والمغذي واللذيذ.

ووفقا لها، هناك توصيات غذائية عامة، وعلاج غذائي جماعي، وأنظمة غذائية شعبية وأخرى شخصية.

وتقول: “ليس النظام الغذائي في حد ذاته بالنسبة لمعظم الناس عاملا نفسيا مريحا. لأنه لا يعود بأي فائدة على الجسم، لأن الغالبية تختار أنظمة غذائية غير متوازنة تفتقر إلى العناصر الغذائية والسعرات الحرارية اللازمة. ويؤدي هذا في الواقع، إلى تفاقم الوضع. لأن الشيء الرئيسي هنا هو عادات الأكل. فإذا لم يحدث تغيير في عادات الأكل، وإذا لم يتعرف الشخص على الطعام، فإن وزنه يزداد مرة أخرى”.

الحميات الغذائية غالبا ما يكون لها تأثير ضار على الصحة، لذلك لا ينبغي أن يفرض النظام الغذائي قيودا صارمة

ووفقا لها يكتسب الناس الوزن الزائد بسبب السعرات الحرارية الزائدة. وأن الصيام المتقطع الذي يتبعه الكثيرون له عواقب سلبية.

وتقول: “يتمثل الصيام المتقطع بتناول الطعام خلال 6 – 8 ساعات فقط وعدم تناول أي شيء في الساعات المتبقية من اليوم. ولكن في الواقع ليس لهذه الطريقة أي مبرر، وهي عبء على الجسم. وقد اتضح أن الذين يتبعون الصيام المتقطع يعانون من حصى في المرارة ومشكلات في الجهاز الهضمي. أي أن عواقبه خطيرة”.

وتؤكد على ضرورة تناول ثلاث وجبات طعام رئيسية في اليوم تتخللها وجبات خفيفة.

ومن أضرار الصيام المتقطع شعور الشخص بالتعب والمرض نتيجة لطول ساعات الصيام مثل الشعور بالصداع والخمول، والإصابة بالإمساك نتيجة لنقص تناول الألياف وشرب كميات كافية من السوائل.

كما يدفع الصيام المتقطع إلى الإفراط في تناول الطعام بعد فترات الصيام خاصة التي تستمر لساعات طويلة، ويعود السبب في ذلك إلى زيادة إفراز هرمونات الجوع، وزيادة تنشيط مركز الجوع في الدماغ، وقد يدفع الصيام المتقطع بعض الأشخاص للإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية خلال الفترة التي يسمح فيها بتناول الطعام.

وثبت أن من أضرار الصيام المتقطع إبطاء عملية الأيض وزيادة الشهية الناجم عن نقص تناول السعرات الحرارية خلال اليوم، مما قد يدفع الجسم إلى الإبطاء من حرق الدهون أي بطء فقدان الوزن، أو فقدان الوزن السريع بالإضافة إلى كتلة العضلات، وهو أمر خطير قد يؤدي إلى الإضرار بالكلى والجهاز البولي، والكبد والمرارة نتيجة ركود العصارة الصفراوية في المرارة لفترات طويلة، مما يزيد خطر تشكل حصى المرارة، وحدوث تغيرات في الساعة البيولوجية للجسم مما يقود أيضا إلى حدوث مشاكل في عملية الأيض في الجسم.

ويتسبب الإفراط في تناول الطعام للأشخاص الذين يتبعون الصوم المتقطع أيضاً في ارتداد الأحماض المعدي المريئي، وحموضة المعدة، والشعور بالخمول وانتفاخ البطن، وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي.

كما يمكن أن يشكل الصيام المتقطع خطورة على الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة ويستخدمون أدوية لعلاج هذه الحالات مثل استخدام الأنسولين من قبل مرضى السكري، إذ يمكن لتخطي الوجبات وزيادة حساسية الأنسولين الناجم عن الصيام المتقطع أن يسببا انخفاض مستويات السكر في الدم، كما أن استخدام أدوية تنظيم سكر الدم في مثل هذه الحالة يعد خطرا كبيرا إذ قد يخفض سكر الدم إلى مستويات خطيرة في جسم المريض، لذا تجب مناقشة الطبيب قبل البدء بالصيام المتقطع لتلافي أضراره الخطيرة لدى المرضى الذين يستخدمون أدوية علاج الحالات المزمنة، بالإضافة إلى أنه غير مناسب لكبار السن.

ويتسبب الصيام المتقطع أيضاً في الإخلال بتوازن أملاح الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم ويعد هذا الأمر خطيرا خاصة للأشخاص الذين يستخدمون أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وعلاج أمراض القلب، كما قد يحتاج بعض الأشخاص إلى تناول بعض أنواع الأدوية خلال تناول وجبات الطعام لتجنب الغثيان وتهيج المعدة، لذا قد يقف الصيام المتقطع عائقا أمام هذه الفئة من الأشخاص.

14