الصوم ونظام الكيتو يساعدان الخلايا الجذعية للعضلات على التعامل مع الإجهاد بشكل أفضل

يؤكد خبراء اللياقة البدنية على فوائد الصيام والحمية الكيتونية في تقوية العضلات حيث يجعلان الخلايا الجذعية للعضلات أكثر قدرة على التعامل مع الإجهاد. ويركز النظام الغذائي الكيتوني على الاستهلاك عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات، ما يجعل الجسم يحرق الدهون للحصول على الطاقة.
واشنطن - وجد باحثون في جامعة ستانفورد أن نظام الكيتو والنظام الغذائي الذي يعتمد على الصيام، يجعلان الخلايا الجذعية للعضلات أكثر قدرة على التعامل مع الإجهاد.
وقال الدكتور توماس راندو أستاذ علم الأعصاب في جامعة ستانفورد: “مع تقدمنا في العمر، نشهد شفاء أبطأ وأقل اكتمالا لأنسجتنا، أردنا أن نفهم ما الذي يتحكم في تلك القدرة التجديدية وكيف يؤثر الصيام على هذه العملية، لقد وجدنا أن الصيام يحفز المرونة في الخلايا الجذعية للعضلات وبالتالي تبقى على قيد الحياة أثناء الحرمان وتكون متاحة لإصلاح العضلات عندما تتوافر العناصر الغذائية مرة أخرى”.
ويركز النظام الغذائي الكيتوني على الاستهلاك عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات ويفترض أنه يضع الجسم في حالة فريدة من نوعها، وتُعرف باسم الكيتونية، حيث يحرق الدهون الزائدة بدلا من الكربوهيدرات.
وتم التحقيق من خلال الدراسة في التأثيرات الوقائية المماثلة لتلك الخاصية بالصيام من خلال إطعام الفئران بنظام كيتو الغذائي، أو من خلال إعطائها أجساما كيتونية يتم إنتاجها. وقال راندو: “تنشأ أجسام الكيتون عندما يستخدم الجسم الدهون للحصول على الطاقة، لكنها تدفع الخلايا الجذعية أيضا إلى حالة هادئة تحميها أثناء الحرمان، في هذه الحالة تكون محمية من الإجهاد البيئي، لكنها أيضا أقل قدرة على تجديد الأنسجة التالفة”.

توماس راندو: الصيام يحفز المرونة في الخلايا الجذعية للعضلات وبالتالي تبقى على قيد الحياة أثناء الحرمان وتكون متاحة لإصلاح العضلات
وتساءل البعض عن مدى صحة وتوازن التغذية وقابلية خطة الوجبات على المدى الطويل، بالنظر إلى أن قائمة طعام حمية كيتو المحتوية على العناصر باهظة الثمن وعالية الدهون، مثل اللحوم الحمراء والسلمون والأفوكادو، ومن المعروف أن النظام الغذائي له بعض الآثار الجانبية الغريبة.
وأصبح النظام الغذائي الكيتوني، أو نظام كيتو، من أكثر أنواع الحمية الغذائية تداولاً في السنوات الأخيرة. وقد يكون السبب وراء كل هذا الاهتمام الذي حظي به خروجه عن المألوف في القواعد الغذائية من خلال اعتماده على الدهون كواحد من المكونات الأساسية للوجبات اليومية.
والنظام الكيتوني، باختصار، هو حمية غذائية عالية الدهون منخفضة الكربوهيدرات، حيث تتكون الوجبات فيه عموماً من الدهون بنسبة 70-80 في المئة والبروتين بنسبة بين 15 و25 في المئة، فيما تشكل الكربوهيدرات نسبة تتراوح بين 5 و10 في المئة منها. وفي أشد أنواع هذه الحمية تشكل الدهون نسبة 90 في المئة والبروتين 8 في المئة والكربوهيدرات 2 في المئة فقط.
وتتمثل الفكرة الأساسية وراء النظام الكيتوني في تحويل الجسم من حالة أيض الكربوهيدرات إلى أيض الدهون، وبذلك يتحول الجسم من الاعتماد على طاقة الغلوكوز الناتج عن الكربوهيدرات إلى استخدام طاقة الكيتونات الناجمة عن تكسير الدهون. وتحتاج عملية التغيير الأيضي هذه إلى إتباع هذا النظام لعدة أيام.
وتؤدي الحميات الغذائية الغنية بالكربوهيدرات والبروتين إلى قيام الجسم بإنتاج مستويات أعلى من الأنسولين وتخزين كميات أكبر من الدهون. لكن عند التحول إلى الحمية التي تعتمد على الدهون، تتغير عملية الأيض إذ لا يرتفع مستوى الأنسولين عند تناول الطعام، كما يتوقف تخزين الدهون. ومع بدء استنزاف مخزون الكربوهيدرات، يبدأ الكبد بإنتاج الكيتونات لتلبية احتياجات الجسم من الطاقة.
وما تزال الأبحاث المتعلقة بالنظام الكيتوني في بداياتها، لكن الدراسات الأولية بينت أنه يمكن أن يفيد مرضى النوع الثاني من السكري وأولئك الذين يعانون من البدانة المفرطة، إذ أنه يؤدي إلى استقرار مستويات السكر والأنسولين ويحد من الحاجة للأنسولين والأدوية الأخرى لدى الفئة الأولى، كما يسهم في تسريع عملية الأيض وخسارة الوزن لدى الثانية.
كما أظهرت بعض الدراسات الأخرى فائدة هذا النظام الغذائي بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض العصبية، مثل الصرع والزهايمر.
ومن الصعب التكهن بطريقة استجابة الجسم لأي تغيير يطرأ على النظام الغذائي، خاصة إذا كان جذرياً. لكن الدراسات الأخيرة أظهرت أن بعض الأشخاص قد يعانون من آثار جانبية، مثل تشنج العضلات وتغير في نمط حركة الأمعاء ورائحة نفس كريهة وفقدان الطاقة. أما الآثار بعيدة المدى للنظام الكيتوني، فما تزال غير معروفة، لكنه قد لا يكون ملائماً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلية أو الكبد أو من انخفاض الوزن أو أولئك الذين يخسرون الوزن بسهولة، لذا عليهم استشارة الطبيب قبل تطبيقه.
ويعتمد النظام الكيتوني على الدهون، ولذلك من المهم أن نعرف أن وجباته ترتكز على الدهون المفيدة، وهي الدهون الأحادية وغير المشبعة، التي تتوفر في أطعمة مثل الأفوكادو والبيض والأسماك الدهنية وبعض الزيوت غير المشبعة مثل زيت الزيتون والمكسرات والبذور. يجب التركيز على استهلاك الأطعمة والمشروبات الصحية الطازجة غير المعالجة والابتعاد عن الأطعمة المعالجة والمصنعة التي تكون غنية بالدهون الضارة المشبعة والمتحولة.
ويعمل النظام الغذائي على استنزاف احتياطيات الجسم من السكر، نتيجة لذلك ستبدأ في تكسير الدهون للحصول على الطاقة، وينتج عن هذا إنتاج جزيئات تسمى الكيتونات التي يستخدمها الجسم للوقود، عندما يحرق الجسم الدهون، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى فقدان الوزن.
والتخطيط والاستعداد لاتباع نظام كيتو دايت، ليسا بالأمر الصعب، فهو يحتاج من الشخص إلى تركيز وصبر لبعض الوقت، وذلك عن طريق استبدال كمية الكربوهيدرات التي يتناولها يومياً بدهون وبروتين في وجباته الغذائية، ويحقق البعض رجيم كيتو ناجحاً بتناول أقل من 20 غرام كربوهيدرات في اليوم، والبعض الآخر يتناول كميات أعلى بقليل وكذلك ينجح معهم الرجيم.
ولا يحتاج نظام الكيتو إلى تخطيط طويل، فكل ما في الأمر هو تقليل الوارد من الكربوهيدرات كوسيلة سهلة وسريعة في البدء والوصول إلى ريجيم كيتو ناجح.
ويقدم نظام الكيتو، تنوعاً غذائياً متعدداً، قد لا يسمح به في أغلب الأنظمة الغذائية الأخرى، والتي منها المأكولات البحرية.
وتعتبر الأسماك والمحار من الأطعمة الصديقة جداً لحمية الكيتو، مثل سمك السلمون والأسماك الأخرى الغنية بفيتامينات ب، والبوتاسيوم، والسيلينيوم، لكنها خالية من الكربوهيدرات تقريباً. ومن الممكن تضمين المحار في النظام الغذائي الكيتوني، لكن من المهم مراعاة هذه الكربوهيدرات عندما تحاول البقاء ضمن نطاق ضيق.