الصهيونية تواجه خطر الانكسار في الانتخابات الأميركية

شعبية الإدارة الإسرائيلية اهتزت لدى الرأي العام الأميركي بسبب المجازر في قطاع غزة، سيما في أوساط الشباب.
الجمعة 2024/05/31
اليمين المتطرف الإسرائيلي يوسع دائرة المنتقدين

واشنطن - يرجح محللون أن تواجه الصهيونية خطر الانكسار في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة والمزمع عقدها في نوفمبر المقبل بسبب حرب غزة، وما الاحتجاجات التي تعصف بالجامعات الأميركية وقرارات محكمة العدل الدولية سوى مقدمة لذلك.

ويقول سامي حمادي، المحلل السياسي ومدير شركة إنترناشيونال إنترست، المعنية بالاستشارات والمخاطر العالمية، إن “شعبية الإدارة الإسرائيلية اهتزت لدى الرأي العام الأميركي بسبب المجازر في قطاع غزة، سيما في أوساط الشباب”.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 117 ألف قتيل وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

ويرى حمادي أن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين والقرار الأخير لمحكمة العدل الدولية الذي يأمر بعدم مهاجمة إسرائيل لرفح، أمر “غير مسبوق”.

صوت الفلسطينيين وصل إلى زوايا جديدة مثل جناح اليمين في الولايات المتحدة وهو ما لم يكن متاحا

وفي 24 مايو الجاري، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارا يأمر إسرائيل بوقف هجومها على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما أعلن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في 20 من الشهر ذاته، طلبه من المحكمة إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” في غزة.

وعن ذلك قال “أعتقد أن الإسرائيليين فوجئوا بهذا، وكذلك الأميركيين”. وأضاف “برأيي أن هذا يعكس تغير الرأي العام، لقد أصبح عدم تحرك محكمة العدل الدولية أمرا لا يمكن الدفاع عنه”.

وأشار إلى أن “تحركات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية تظهر أن إسرائيل لم تفقد الرأي العام فحسب، بل أيضا أن تحالفها مع العديد من حلفائها الغربيين في خطر”.

وأفاد حمادي أنه على الرغم من أن القرارات التي اتخذتها المحاكم الدولية لن تنفذ بشكل فوري، إلا أنه يعتقد أنها ستنفذ بالتأكيد يوما ما بسبب تغير الرأي العام.

ولافتا إلى أن الإدارتين الأميركية والإسرائيلية فقدتا شعبيتهما لدى الرأي العام الدولي، قال حمادي “أعتقد أن الرئيس الأميركي جو بايدن والإسرائيليين خسروا الجيل الجديد المؤيد لفلسطين”.

وأفاد أن الصهاينة في الولايات المتحدة كان لهم تأثير كبير على سياسة البلاد منذ فترة طويلة.

الرئيس الأميركي جو بايدن والإسرائيليين خسروا الجيل الجديد المؤيد لفلسطين

وأوضح أن هناك “اعتقادا سائدا بين الديمقراطيين والجمهوريين بضرورة دعم الصهاينة من أجل الوصول إلى السلطة”.

وأضاف أن “مشكلة إسرائيل والصهيونية اليوم هي أن الرئيس (بايدن) قد يخسر الانتخابات في نوفمبر المقبل فقط بسبب دعمه للصهيونية دون أن يكون هناك سبب آخر”.

وتابع “بعبارة أخرى، صورة الصهاينة الذين لا يهزمون في الولايات المتحدة قد تنكسر للمرة الأولى في انتخابات نوفمبر”.

و”لهذا السبب يشعر الإسرائيليون بالذعر الشديد، إنهم يريدون التأكد من أن بايدن لن يخسر بسبب غزة، ويريدون على الأقل التأكد من أن الصهيونية لا تزال محمية في الولايات المتحدة”.

وقال حمادي إنه يعتقد أن خسارة بايدن في الانتخابات يمكن أن تكسر النظام الحالي في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن خسارة بايدن ستجبر الناس على “الاعتقاد بأن الصهيونية لم تعد تعني النجاح”، وأكد أن ذلك قد يبدأ سلسلة من العواقب التي قد تؤدي إلى هزيمة الصهيونية في الولايات المتحدة.

وردا على سؤال عما إذا كان سيكون هناك تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل إذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، قال حمادي “لا أقول إن ترامب سيكون أفضل من بايدن”.

على الرغم من أن القرارات التي اتخذتها المحاكم الدولية لن تنفذ بشكل فوري، إلا أنه يعتقد أنها ستنفذ بالتأكيد يوما ما بسبب تغير الرأي العام

ورأى أن هزيمة بايدن ستغير بشكل دائم طريقة التحدث عن إسرائيل والصهيونية في الولايات المتحدة.

وأعرب عن اعتقاده بأنه إذا خسر بايدن في نوفمبر فإن ذلك سيدفع الديمقراطيين لإعادة النظر في مدى دعمهم لإسرائيل.

وأشار إلى أن الجدل حول إنهاء الدعم لإسرائيل بات يدور حتى في وسائل الإعلام الأميركية المحافظة.

وقال حمادي إن صوت الفلسطينيين وصل إلى زوايا جديدة مثل جناح اليمين في الولايات المتحدة.

وأردف “لقد حدثت أشياء كثيرة في الأشهر الثمانية الماضية لم نكن نعتقد أنها ممكنة طيلة حياتنا. ومن يدري ما قد يحدث في الـ4 سنوات القادمة؟”.

وتواصل إسرائيل الحرب على غزة بدعم أميركي، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

7