الصقور تجارة مربحة في باكستان خارجة عن القانون

باكستان تشكّل منذ سنوات محورا رئيسيا للاتجار بالصقور.
الثلاثاء 2021/01/05
صيادوها فقراء وتجارها مهربون

ينتشر صيد الصقور في باكستان خلال قدومها من سيبيريا إلى مناطق أكثر دفئا في الشتاء، ورغم القوانين التي تمنع صيد هذه الطيور النادرة، إلا أن تجارتها في السوق السوداء تنتشر، للاعتقاد السائد بأنها أكثر قدرة على الصيد من الصقور التي تقع تربيتها في الأسر.

كراتشي - يدرّ الاتجار بالصقور أموالا طائلة يكسبها بعض الباكستانيين الذين يأسرونها حيّة.. ورغم حظر هذا النشاط رسميا، يغذّي الطلب الكبير على هذه الطيور من دول الخليج العربية حيث تُستخدَم في الصيد، سوقا سوداء يصل فيها سعر الصقر الواحد إلى عشرات الآلاف من الدولارات.

كان محمد رفيق مراهقا عندما تعلّم صيد الطيور الحية في باكستان. وهذه الموهبة صنعت ثروته، لأن الطلب على الصقور في دول الخليج لم يتراجع قط.

ويصل سعر الواحد فقط من هذه الطيور الجارحة إلى عشرات الآلاف من الدولارات في السوق السوداء. وبفضل هذه التجارة، استطاع محمد رفيق ترميم منزله هذا العام.

ومن الممنوع رسميا أسر الصقور، لكنّ الفرع الباكستاني للصندوق العالمي للطبيعة، يؤكد أن الطلب على الطيور الجارحة آخذ في الازدياد.

ويأتي الزبائن بشكل رئيسي من دول الخليج العربية، التي لها تاريخ طويل في الصيد بالصقور.

ويوضح الصياد البالغ 32 عاما “في كل موسم، يترك باعة من كراتشي أرقامهم ونعيد الاتصال بهم إذا ما أمسكنا بأي من هذه الطيور”.

وقد ظفر محمد رفيق المقيم في قرية ساحلية قريبة من العاصمة الاقتصادية الباكستانية، أخيرا بصقر جوّال (شاهين) بعد مطاردة استمرت أسبوعا.

وتشكّل باكستان منذ سنوات محورا رئيسيا للاتجار بالصقور، بفعل الأعداد الكبيرة من الطيور فيها من جهة، وأيضا كمركز لممارسة الصيد بالاستعانة بالطيور الجارحة من جهة ثانية.

تقول مارغريت مولر، وهي مديرة عيادة للصقور في أبوظبي تعالج 11 ألف طير سنويا، وهو رقم تضاعف في عشر سنوات، إن البعض يعالجون طيورهم “كأطفالهم تماما”.

Thumbnail

ويبحث بعض مربي الصقور عن الطيور التي تقع في الأسر في الطبيعة بدل تلك التي تُربّى أسيرة، بفعل الاعتقاد السائد بأنها تتمتع بقدرات أفضل في الصيد، رغم عدم وجود أي أدلة علمية تعزز هذا الاقتناع.

وتعاد طيور كثيرة في كل شتاء إلى الصحارى الباكستانية مع أثرياء من الخليج، في إطار عمليات واسعة لاصطياد طيور الحبارى الأفريقية المصنفة ضمن الأجناس المهددة بالانقراض.

وتمنح دول الخليج منذ عقود باكستان قروضا سخية للغاية، وتطلب من إسلام آباد خصوصا الاستمرار في السماح لها بالصيد في الصحارى الباكستانية. كما دأبت إسلام آباد على إهداء صقور للقادة الأجانب خلال زيارتهم باكستان.

وقد ألغت المحكمة العليا الباكستانية في 2016 نزولا عند ضغط الحكومة، حظر الصيد على طيور الحباريات بعد أشهر على فرضه.

وقدمت منظمات ناشطة لحماية الحيوانات البرية التماسا إلى المحكمة العليا في إسلام آباد، لمطالبتها بوضع ضوابط على تصدير الصقور.

وفي كل سنة، تهاجر الصقور من سيبيريا إلى مناطق أكثر دفئا في الشتاء، بما فيها جنوب باكستان. ويستغل مهربون هذه المحطة السنوية للتوجه إلى القرى المطلة على بحر العرب، لتشجيع الصيادين على ترك سفنهم للإمساك بهذه الطيور.

وقال أحد المهربين طالبا عدم الكشف عن اسمه، “نعطيهم سلفات ونرسل إليهم طعاما لعائلاتهم، وإذا ما أمسكوا بأي من الطيور الثمينة، نبادله بدراجات نارية”.

وتتعدد أساليب الإمساك بالصقور، إذ يستخدم البعض الشباك أو الغراء أو يستعينون عموما بطيور صغيرة كطعوم.

ويبحث الصيادون غير القانونيين، خصوصا عن صقور الشاهين، التي لا تزال أعدادها مستقرة، وصقور الغزال المهددة بالانقراض.

وساهم بوب دالتون الناشط منذ زمن بعيد في مجال حماية الصقور، في الاهتمام بالعشرات من الطيور الجارحة، التي أسرتها السلطات الباكستانية في أكتوبر والتي تتخطى قيمتها السوقية عند إعادة البيع مليون دولار.

ويوضح أن “التجارة غير القانونية تتطور ويجري إنفاق المزيد من الأموال”، مشيرا إلى أن “أعداد أكثرية أنواع الصقور آخذة في الانحسار أو تشارف على ذلك، باستثناء نوع أو اثنين”.

24