الصقارة قصة تروى في أيام الشارقة التراثية

عنصر تراثي محلي، أصيل وجميل، يحكي جانبا من علاقة الإنسان مع المخلوقات المحيطة به، وحاز إعجاب المعنيين بتراث وثقافات الشعوب، وانتقل إلى العالمية، وتم تسجيله ضمن قوائم اليونسكو للتراث البشري الثقافي غير المادي، وصار حكاية تتناقلها الأجيال على المستوى العالمي، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة كانت للصقور والصقارة حكاية تستحق أن تروى لرواد أيام الشارقة التراثية.
الشارقة - تروي أيام الشارقة التراثية لزوارها وعشاق التراث قصة الصقارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، العنصر التراثي المحلي الأصيل الذي يحكي جانباً من علاقة الإنسان مع المخلوقات المحيطة به، وحاز إعجاب المعنيين بتراث وثقافات الشعوب، وانتقل إلى العالمية، وتم تسجيله ضمن قوائم اليونسكو للتراث البشري الثقافي غير المادي، وصار حكاية تتناقلها الأجيال على المستوى العالمي.
ومن حكايات الصقارة أن هذه المهنة مارسها البدو في صحراء دولة الإمارات والمناطق المحيطة بها، للصيد من أجل تأمين الطعام في بيئة شحيحة الموارد، إلا أن دور الصقارة في المجتمع قد تغير مع تغير طبيعة الحياة، فأصبحت تربية الصقور رياضة قائمة على التنافس والمتعة لا على أساس الصيد والطعام، وقد حظيت الصقور بالكثير والمثير من القصص والحكايات بين الأجيال، وهي عند الجميع صغاراً وكباراً من الطيور المحببة.
بل وتحول الصقر إلى مثار فخر بين الشعوب التي اختارته الكثير منها رمزاً للبلاد، ومن ذلك شعار دولة الإمارات العربية المتحدة، فهو عندها رمز للاعتزاز بالماضي، والقوة والوحدة في الحاضر، والعزة في المستقبل. ويبدو الصقر في شعار الدولة متيقّظاً ومتأهباً وراسخاً، تحيط به النجوم السبع التي تمثّل الإمارات السبع، ملتفة حول علم دولة الإمارات العربية المتحدة، ومرتبطة ببعضها البعض في حلقة متماسكة.
مستلزمات أساسية لا بد أن توجد عند الصقّار، هي من مستلزمات رعاية الصقر، وقد وضعت للعرض أمام الجمهور للتعريف بها بصورة واضحة، ومنها: الوكر، وهو ما يحط عليه الصقر للراحة أو الاستقرار، وعلى أعلى قاعدته الدائرية التي ترتفع قليلاً عن الأرض ما يشبه أعشاب الأرض لتعطي الصقر شيئاً من الطمأنينة والاستقرار. وهناك الدس، وهو كف جلدي يلبسه الصقارون لتحط عليه الصقور فيحمي أيديهم من مخالبها الحادة.
وهناك البرقع، وهو قطعة جلدية توضع على رأس الصقر لتغطية عينيه، وله مقاصد عديدة، منها التدريب والترويض، ومنها إشعاره بالطمأنينة، وهو ليس غطاء عادياً، وإنما يستوجب مراعاة حجمه، فلا يكون ضيقاً ليؤذيه ولا واسعاً ينكشف عن عينيه فيؤذي نفسه ومن حوله. وهناك أيضا التلواح، وهو مجسم مصنوع على هيئة طير لتدريب الصقور على الصيد، ويكون على شكل أجنحة طيور الحبارى، ويربط بحبل كي يتم التلويح به في الهواء ما يجذب انتباه الصقر للإنقضاض على الفريسة.
ولأن علاقة الإنسان العربي والإماراتي بالصقور موغلة في القدم وتمتد إلى الآلاف من السنين، وبينهما روابط وثيقة، لاسيما في بيئة قاسية لم تعرف بعد الرخاء الاقتصادي والإزدهار السياحي، فقد كان الصقر هو حليف الإنسان، يأنس بقربه ويستعين به على صيده ويمرح معه في جده ولهوه، وينقل ذلك عبر أجياله في وفاء لم ينقطع إلى اليوم، وقد تم تخليد هذا الوفاء بأن وضع على قائمة اليونسكو.
ونجحت دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت منذ عام 2010 إلى غاية 2023 في تسجيل 15 عنصراً على قوائم اليونسكو، وقد شملت الملفات المسجلة العناصر الآتية: الصقارة، سباق الهجن، العيّالة، الرزفة، المجالس العربيّة، التغرودة، السدو، العازي، التلي، حداء الإبل، القهوة العربية، النخلة، الأفلاج، الخط العربي، الهريس.