الصفدي في دمشق لبحث قضايا اللاجئين السورين وتهريب المخدرات

دمشق/عمان - أكد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد أن تأمين متطلبات العودة الآمنة للاجئين السوريين هو أولوية للدولة السورية، مشددا على أن بلاده قطعت شوطا مهما في الإجراءات المساعدة على العودة، ولا سيما لناحية البيئة القانونية والتشريعية المطلوبة.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن ذلك جاء خلال لقاء جمع الأسد مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وملف عودة اللاجئين السوريين.
ووفق الوكالة ناقش الرئيس السوري مع الوزير الصفدي التطورات الراهنة والخطيرة في المنطقة.
ونقل الوزير الصفدي رسالة شفوية من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حول مجموعة من الملفات الثنائية والإقليمية، إضافة لملف الأزمة في سوريا. وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
وأكد الوزير الصفدي أن الأردن يبذل كل الجهود في ملف عودة اللاجئين السوريين، مشددا على دعم بلاده للاستقرار والتعافي في سوريا لما فيه مصلحة للمنطقة عامة.
ووصل الوزير الصفدي، الأحد، إلى دمشق في زيارة رسمية حيث أجرى مباحثات موسعة مع وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام الصباغ.
ووفق قناة (المملكة) الأردنية، ركزت المحادثات على جهود حل الأزمة السورية وقضية اللاجئين، ومكافحة تهريب المخدرات، إضافة إلى التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة وجهود إنهائه.
وتأتي الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا في وقت تشهد فيه المنطقة ظروفاً استثنائية، تتمثل باستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي خلفت أكثر من 142 ألف قتيل وجريح، وتوسيع إسرائيل هجماتها تجاه لبنان (أسفرت إجمالا عن ألفين و448 قتيلا).
وفي الثالث من الشهر الجاري، بحث الصفدي في اتصال هاتفي مع نائب رئيس النظام السوري فيصل المقداد، تهيئة ظروف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي.
وتعد زيارة الصفدي إلى سوريا الثالثة له منذ فبراير 2023، حيث أجرى الثانية في يوليو من العام نفسه.
وأفاد موقع "تلفزيون سوريا" نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية لم يسمها بأنّ "الأردن بدوره مستاء من تعاطي النظام السوري، وعدم إبداء الأخير أي تجاوب مع مطالب عمان المتعلقة بمخاوفها الأمنية".
وقالت المصادر إنّ الزيارة الأخيرة لـ"الصفدي" إلى دمشق، لم تكن إيجابية، إذ رفض النظام الموافقة على مطلب الأردن الرئيسي، وهو السماح للقوات الأردنية بالتوغل داخل الأراضي السورية وتنفيذ عمليات أمنية ضد تجار المخدرات، نظراً لعدم نجاح قوات النظام السوري بوقف محاولات التهريب عبر الحدود.
وأبلغ الصفدي الرئيس السوري حينها، عدم رضا الدول العربية التي شاركت بلقاء عمان التشاوري بسبب عدم إحراز تقدم في ضبط الأمن جنوبي سوريا، واتخاذ خطوات تصالحية من طرف النظام السوري لتسهيل عودة قسم من اللاجئين إلى سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل توفير الدعم اللازم لعودتهم.
ويعد الأردن من أكثر الدول تأثرا بما تشهده جارته الشمالية، حيث يستضيف على أراضيه نحو 1.3 مليون سوري، قرابة نصفهم يحملون صفة "لاجئ"، فيما دخل الباقون قبل بدء الأزمة في بلادهم عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والمتاجرة.
شهدت العلاقات الأردنية السورية تحوّلات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد مدة طويلة من التوتر والتباعد منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
ومنذ بداية الثورة، حاول الأردن تبني موقف محايد، ورغم ذلك، تعرض الأردن لاتهامات من قبل النظام السوري بدعم "الإرهاب"، على الرغم من عدم تدخل عمان بشكل مباشر في الصراع.
وفي عام 2021، ظهرت مؤشرات على تطبيع تدريجي للعلاقات بين الجانبين، مع عقد لقاءات رسمية رفيعة المستوى، وبلغ هذا التقارب ذروته عندما أجرى الرئيس السوري اتصالاً هاتفياً مع العاهل الأردني في أوكتوبر 2021، وهو الأول من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية.
ويعلن الجيش الأردني، باستمرار، عن إحباط محاولات تهريب المخدرات إلى أراضيه، فقد ضبط ملايين حبوب مخدر "الكبتاغون" قادمة مِن مناطق سيطرة النظام السوري وميليشيات إيران في سوريا، التي باتت تعدّ مصدراً رئيسياً لتصنيع المخدّرات وتهريبها إلى دول الشرق الأوسط وأوروبا.
وسبق أن أعلن العاهل الأردني أنه منذ بدء الصراع في أوكرانيا قل حجم الوجود الروسي في سوريا ما تسبب بمزيد من المشكلات مع "الميليشيات الشيعية" على حدود الأردن، مثل تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة، وعودة ظهور تنظيم داعش مرة أخرى.