الصراع على القمر

باريس – بعد خمسين عاما على هبوط أول إنسان على سطح القمر، يعود هذا الجرم الأقرب إلى الأرض إلى اهتمام وكالات الفضاء بعدما هُجر سطحه لعقود طويلة.
ونجحت ثلاث دول في الهبوط على سطح القمر، هي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين، ونجحت واشنطن في إرسال 12 رائدا هبطوا على سطحه بين العامين 1969 و1972.
وتأمل الهند اللحاق بهذه الدول، وتحضّر مهمة “شاندرايان 2” وقوامها مركبة غير مأهولة ومسبار هندي ومسبار أوروبي صغير لاستكشاف سطحه. ويتوقّع برنار فوينغ عالم الفيزياء الفلكية في وكالة الفضاء الأوروبية أن تنطلق المهمة الهندية في فبراير.
وتنوي إسرائيل أيضا الدخول على خطّ المنافسة، وهي صممت المسبار “بيرشيت” البالغ وزنه 150 كيلوغراما لهذه الغاية. ويتوقع أن يطلق في فبراير المقبل محمولا بصاروخ أميركي من طراز “سبايس إكس”.
ويقول فوينغ إن “هدف إسرائيل من هذه المهمة هو القول إنها قادرة على إنزال مسبار على سطح القمر وإنزال حمولات مفيدة علميا وثقافيا”. ويضيف “سيكون العام 2019 عاما محوريا في استكشاف القمر”، فبعد المهمات إلى مدار القمر دخلنا مرحلة جديدة. ويتابع قائلا “نحن أمام بداية نشوء قرية قمرية للروبوتات، مع إرسال دول عدة مسباراتها إلى هناك”.
وتعمل اليابان أيضا على إرسال مسبار قمري بين العامين 2020 و2021، هدفه دراسة المناطق البركانية هناك. وتواصل روسيا العمل في برنامج “لونا 27” المخصص لدراسة الجليد في القطب الجنوبي من القمر، بمساعدة أوروبية.
أما الولايات المتحدة التي سبقت العالم كلّه بإرسال نيل أرمسترونغ وباز ألدرين إلى سطح القمر في 20 يوليو من العام 1969، تستعد أيضا في هذا المجال. فقد وقّع الرئيس دونالد ترامب في العام 2017 قرارا طلب فيه من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن تعود إلى القمر، في خطوة تمهيدية لرحلات إلى كوكب المريخ، بالاستعانة بالقطاع الأميركي الخاص.
وأعلنت الوكالة أنها اختارت تسع شركات خاصة لصنع مركبات ونقل معدات إلى القمر، على أن تعود الرحلات المأهولة في العقد المقبل. ويقول فوينغ “القمر هو القارة الثامنة للأرض، يمكننا أن نطوّر علومنا وتقنياتنا هناك، وأن نحقق تعاونا دوليا وأن نستخدم مواردنا ونلهم الجمهور والشباب لخدمة البشرية”.