الصدر يطالب بغلق السفارة الأميركية وطرد السفيرة دون إراقة دماء

دعوة زعيم التيار الصدري المتجددة لا تخلو من خطاب شعبوي يستبق فيها عودته الرسمية للمشهد السياسي.
الثلاثاء 2024/05/28
مقتدى يملك القدرة على الحشد الشعبي

بغداد - طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الثلاثاء بغلق السفارة الأميركية في بغداد إثر قصف إسرائيلي أودى بحياة العشرات في مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة، وهي ثاني دعوة يوجهها رجل الدين الشيعي لا تخلو من خطاب شعبوي استباقا لإعلان عودته الرسمية إلى المشهد السياسي العراقي.

واستهدفت إسرائيل مساء الأحد مخيمًا للنازحين في مدينة رفح في جنوب القطاع، ما أسفر عن مقتل 45 شخصاً، وفق ما أعلنت وزارة التابعة لحركة حماس. وقد أثارت الغارة تنديدات دولية واسعة.

وقال الصدر في بيان على منصة إكس الثلاثاء "أكرر مطالبتي بطرد السفيهة الأميركية من العراق وغلق السفارة بالطرق الدبلوماسية المعمول بها دون أي إراقة دم".

واعتبر أن "ذلك أشد أذى لهم وأكثر ردعاً من استعمال القوة كي لا يكون لهم حجة لزعزعة أمن العراق وشعبه"، مديناً "الإبادة الجماعية" في غزة و"قصف المخيمات في رفح". واعتبر أن ذلك كله يحصل بدعم أميركي و"بكل وقاحة وظلم".

ودعا الصدر "منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية لأخذ دور فعال في إنهاء هذه المجازر والتعدي على أهلنا في غزّة من قبل العدو الصهيوني" وأردف قائلا "كفانا سكوتاً".

ويتمتع الصدر بنفوذ سياسي واسع في العراق ويحظى بقاعدة شعبية ضخمة. واشتهر الصدر بمناهضته للغزو الاميركي للعراق في العام 2003 وشكل أول فصيل مسلح لقتال القوات الأميركية خلال فترة عدم استقرار امتدت لسنوات.

وسبق أن طالب الصدر في أكتوبر الماضي الحكومة الاتحادية والبرلمان بالتصويت على قرار يقضي بغلق السفارة الأميركية في العراق "نصرة" للفلسطينيين، وقد أثار طلبه آنذاك جدلا واسعا بين من اعتبره مدمرا للبلاد وبين سخر منه ومن طلبه الشعبوي بينما رحب أتباعه بإعلانه ككل مرة.

ويعتقد مراقبون أن أغلب دعوات الصدر نابعة من رؤية عاطفية وآنية دون النظر على الموقف الاستراتيجي أو المصلحة العامة للعمل السياسي على الأقل من منظوره وليس من منظر القوى السياسية.

وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي قد أكد ردا على طلب الصدر أن إغلاق السفارة الأميركية سيدمر العراق ولن يبقي أي سفارة غربية مفتوحة، مضيفا لدينا مصالح والتزامات ولن نتخذ هكذا قرار بسهولة مصالح مشتركة مع الجانب الأميركي.

ودعوة الصدر التي يسعى من خلالها إلى اجتذاب العراقيين المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني في الحرب المدمرة التي يشهدها قطاع غزة منذ ثمانية أشهر، تأتي مع قرب استعداده لإعلان عودته رسميا إلى المشهد السياسي من خلال الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها العام المقبل.   

من جهتها، دانت وزارة الخارجية العراقية في بيان "استمرار اعتداءات سلطة الاحتلال الإسرائيلي واستهدافها الأخير لمخيم النازحين الفلسطينيين الأبرياء في رفح". ودعت إلى "تدخل دولي رادع" و"فرض عقوبات على الكيان الإسرائيلي".

وأثارت الغارة على رفح مساء الأحد تنديدات من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وفرنسا، فضلاً عن الولايات المتحدة ومصر وقطر، الدول الوسيطة في جهود التوصل لوقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ نحو ثمانية أشهر.

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق نفذته حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر تسبب بمقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وتوعدت إسرائيل بتدمير حماس وأطلقت حملة عسكرية جوية وبرية، أودت بحياة ما لا يقل عن 36096 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

ومع بدء الحرب في غزة، انخرطت الفصائل المسلحة العراقية في حراك سياسي وإعلامي واسع للتعبير عن موقفها من هذه الحرب، وهي مواقف جاءت جزءاً من حرب إعلامية شنَّتها أطراف محور المقاومة، عبر بيانات عدة صدرت من قيادات الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، والتي توعدت إسرائيل بمزيد من التصعيد. ومع أن الفصائل المسلحة العراقية أعربت منذ البداية عن دعمها العام لحركة حماس، إلاّ أن بياناتها أصبحت أكثر تشدداً في أعقاب تصاعد مظاهر الدعم العسكري والسياسي الأميركي لإسرائيل.

ويوجه الصدر أتباعه لطرق متنوعة في "نصرة غزة" كما يقول، لكنها غير مؤثرة في دعم الفلسطينيين ولا في وقف إطلاق النار، وكان توجه مئات العراقيين إلى الحدود مع الأردن، بعد دعوته، الشعوب الإسلامية والعربية للاعتصام عند الحدود الفلسطينية لحين فك الحصار عن قطاع غزة.