الشيخ مشعل يؤدي القسم أمام مجلس الأمة وليا للعهد في الكويت

الكويت - بايع مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي بالإجماع، الخميس، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وليا للعهد في البلاد.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية "كونا" جاءت نتيجة التصويت على المبايعة بموافقة إجمالي الحضور البالغ عددھم 59 عضوا.
وأدى ولي العهد الجديد القسم الدستورية أمام المجلس أكد فيه عزمه بأن تواصل الكويت "مسيرتها الريادية كدولة دستور ونهج ديمقراطي".
كما تعهد برفع شعار المشاركة الشعبية وإشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة.
وأعرب الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لدى استقباله ولي العهد الشيخ مشعل، في قصر السيف، الخميس، عن خالص تمنياته ولي العهد بالتوفيق والسداد .
مؤكدا على ثقته الكبيرة بسموه لمواصلة مسيرة العطاء في خدمة الوطن العزيز وتحقيق مصالحه.
وأصدر أمير الكويت، الأربعاء، مرسوما أميريا بتزكية شقيقه مشعل الأحمد، وليا للعهد.
وتنص المادة الرابعة في الدستور على أن "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح، ويعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير".
وتوضح المادة ذاتها أن "تعيين ولي العهد يكون بأمر أميري بناء على تزكية الأمير ومبايعة من مجلس الأمة تتم في جلسة خاصة، بموافقة أغلبية الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس".
والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح (80 عاما) هو الأخ غير الشقيق للأمير الجديد، ويشغل منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير منذ 17 عاما، ويعد الرئيس الفعلي بسبب مرض رئيس الحرس عميد أسرة الصباح الشيخ سالم العلي.
وكان الشيخ مشعل مرافقا دائما للأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح، خلال جميع رحلاته العلاجية، ومن ضمنها رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة حيث توفي هناك.
والشيخ مشعل هو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم الكويت في الفترة بين 1921 وحتى 1951، والأخ غير الشقيق للشيخ جابر الذي حكم البلاد 28 عاما.
ويشير اختيار الشيخ مشعل إلى أن الانتقال إلى الجيل الشاب مؤجل في الكويت، خلافا لما حصل في المملكة العربية السعودية حيث كان موقع الملك ينتقل بين الإخوة من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود.
وينظر الكويتيون بتفاؤل إلى سرعة اختيار ولي العهد ووجود تآلف بينه وبين أمير الكويت في الأفكار التي تساعد البلاد على الخروج من أزمتها الاقتصادية من ناحية، والتأسيس لتعاون أكثر إيجابية مع مؤسسة البرلمان من جهة ثانية، ما يمكّن مختلف السلطات من العمل في ظروف مريحة لفتح الملفات ذات الأولوية.
والتحق الشيخ مشعل بوزارة الداخلية منذ أكثر من 6 عقود، وتدرج في مناصبها حتى أصبح رئيسا للمباحث العامة آنذاك بين عامي 1967 و1980، والتي تحولت في عهده إلى إدارة أمن الدولة، ولا يزال الجهاز يحمل نفس الاسم حتى الآن.
وفي العام 2004، صدر مرسوم أميري بتعيين الشيخ مشعل نائباً لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، وهو المنصب الذي ما زال يشغله حتى تولي ولاية عهد الكويت.
والشيخ مشعل، رجل الأمن القوي ذو النفوذ الواسع داخل جهاز عسكري رفيع (الحرس الوطني) في الكويت، طالما كان يفضل العمل بعيدا عن دوائر السياسة والظهور الإعلامي.
والحرس الوطني جهاز عسكري مستقل عن الجيش والشرطة، وتتمثل مهامه في مساندة الجيش في الدفاع عن الوطن ومعاونة قوات الشرطة في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الجبهة الداخلية ضد التهديدات.
ولم يتول الشيخ مشعل أي حقيبة وزارية، وظل بعيدا عن المعارك السياسية التي خاضها العديد من أفراد الأسرة الحاكمة، ليكون وليا للعهد في بلاده.