الشيخ محمد بن راشد يقيس مؤشر السعادة في دبي

“هل أنت سعيد في دبي؟” سؤال بسيط طرحته شرطة الإمارة في استبيان جديد لقياس مؤشر السعادة لدى المواطنين والمقيمين والزائرين. المميز في الأمر أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي هو الذي يسأل الناس عن شعورهم في بادرة لاقت استحسان كثيرين.
الخميس 2015/10/29
مسح للسعادة

دبي (الإمارات)- يبذل المسؤولون في الإمارات كل الجهود لضمان أن تكون المدينة ضمن أسعد عشر مدن في العالم سنة 2021، وهو الحلم المقرون بالآمال الكبرى التي تراود الإمارة، صاحبة أطول ناطحة سحاب في العالم.

لذلك ابتكر المسؤولون طريقة مميزة لمعرفة انطباع المواطنين والمقيمين والزائرين حول المدينة حينما قامت شرطة دبي باستبيان طرحت فيه سؤالا بالعربية والإنكليزية مفاده “هل أنت سعيد في دبي؟”.

المسح البسيط يتيح للمستخدمين الاختيار بين العبوس والابتسامة وخط مستقيم لعدم الارتياح، ولكن إذا قال المستجوب إنه غير سعيد في دبي فربما يتلقى اتصالا من الشرطة لتسأله عن سبب ذلك.

وكشفت الشرطة عن مسح السعادة الذي أجرته قبل أيام وبعثت برسائل نصية إلى عدد من سكان المدينة تظهر صورة لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومن ورائه برج خليفة.

وقالت إن المسح لقي أكثر من 200 ألف استجابة في اليوم الأول، 84 في المئة قالوا إنهم سعداء، فيما كان 8 في المئة محايدين وقال 10 في المئة إنهم غير سعداء.

المسح يتيح للمستخدمين الاختيار بين العبوس والابتسامة وعدم الارتياح، ولكن إذا قال المستجوب إنه غير سعيد فربما يتلقى اتصالا من الشرطة لتسأله عن سبب ذلك

وأكدت الشرطة أنها ستتصل بمن يعبرون عن عدم سعادتهم، الأمر الذي يثير حيرة بعض المراقبين بما في ذلك ويليام دافيس، المحاضر البارز في جامعة لندن الذي نشر مؤخرا كتابا بعنوان “صناعة السعادة: كيف باعت لنا الحكومات والشركات الكبيرة الرفاهية”.

وقال دافيس “هذا يثير نوعا من التردد بالنسبة إلى بعض الناس للرد على أسئلة الاستبيان، والرد بالقول إنهم سعداء، لأن الناس لا يحبون فعليا أن تتصل بهم الشرطة لتسأل “حسنا ما هي المشكلة لديكم؟ لكني لا أعلم. ربما تكون هناك بعض المصداقية بهذا الشأن”.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فاللواء خميس مطر المزيني قائد شرطة دبي صرح لوسائل الإعلام المحلية بأن رجاله يجرون اتصالات عشوائية بغير السعداء لسؤالهم عن السبب، مشددا على أن الشرطة لا تستطيع التدخل في المسائل الشخصية.

وأشار المزيني إلى أنه “إذا كان الأمر تحت سلطاتنا القضائية فسوف نساعدهم في ذلك، لكن إن كان الأمر متعلقا بمؤسسة حكومية أخرى فسوف نحيل المشكلة إلى الإدارة المعنية”.

محاولة قياس السعادة تبدو واضحة في بعض المصالح الحكومية في دبي حيث تسمح الحواسيب المحمولة الصغيرة، الموضوعة إلى جانب موظفي الدولة، وللمواطنين، بالولوج إلى موقع فيسبوك عبر هواتفهم الخاصة.

المسح شمل 200 ألف شخص

◄ 84 في المئة قالوا إنهم سعداء

◄ 8 في المئة محايدون

◄ 10 في المئة قالوا إنهم غير سعداء

جهود السعادة هذه شملت أيضا شرطة دبي المعروفة عالميا ببعض سياراتها الفاخرة ضمن أسطولها، كما أن رسائل تويتر التي تبثها غالبا ما تتضمن وسم “أمنك سعادتنا” باللغتين العربية والإنكليزية.

ولم يرد مسؤولو شرطة دبي على طلبات التعليق التي أرسلتها وكالة أسوشيتد برس لمناقشة المخاوف بشأن اتصالات الشرطة بأولئك الذين قالوا إنهم غير سعداء. وكانت السلطات قد بدأت العام الماضي تصنيف البلديات على مقياس من نجمتين إلى سبع بناء على خدمات المواطنين، ضمن خطة “الحكومة الذكية” التي تنتهجها الإمارة.

لكن دافيس يحذر من أن التركيز على السعادة فقط، سواء في دبي أو في مناطق أخرى من العالم يحجب قضايا أخرى أكثر أهمية، فيقول “أعتقد إنها محاولة لصرف الأنظار عن قضايا اقتصادية وسياسية أوسع نطاقا ربما تكون بالفعل عصية عن الحل أو غير عادلة”. وأضاف “من المستحيل تصور مجتمع تنتابه مخاوف كبيرة بشأن السعادة، ولا يلقى بالا لمخاوف تتعلق بشأن حقوق الإنسان أو حقوق الأقليات”.

هذه المبادرة ليست الأولى، فقد أطلقت بلدية دبي مبادرة “دبي – السعادة”، لمنح المواطنين فرصة للتعبير عن رضاهم وسعادتهم عن الخدمات التي تقدمها مختلف المرافق في المدينة، سواء كان ذلك على المستوى السياحي أو الخدماتي أو حتى التجميلي، ولتمكنهم أيضا من الاعتراض أو تقديم الاقتراحات لتطوير فكرة أو خدمة.

دولة الإمارات حلت في المركز العشرين بين 158 دولة على مؤشر السعادة العالمي الذي أصدرته الأمم المتحدة لهذا العام

والمبادرة عبارة عن وسم يحمل اسم “#دبي – السعادة”، ويمكنهم من التقاط الصور ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع التعبير عن فرحهم بالخدمات التي تقدمها البلدية لكافة أفراد المجتمع.

واحتلت دبي خلال السنوات الماضية المركز السادس عالميا بين أفضل المدن لإقامة المهرجانات والفعاليات، حسب تصنيف الاتحاد الدولي للمهرجانات والفعاليات، وهي بيئة مثالية لإطلاق المبادرات المبتكرة التي تثري الناتج المحلي، وتسهم بشكل مباشر في تنشيط القطاعات الاقتصادية المهمة.

الجدير بالإشارة أن دولة الإمارات حلت في المركز العشرين بين 158 دولة على مؤشر السعادة العالمي الذي أصدرته الأمم المتحدة لهذا العام. ورغم تصدر الإمارات ترتيب الدول العربية، إلا أنها تطمح في الوصول إلى مصاف الدول العشر الأولى عالميا بحلول العام الذي يوافق الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة، وهو عام 2021.

12