"الشوغاتسو" احتفالات اليابانيين بأول أيام العام الجديد

جذور تقاليد الاحتفال بالسنة الجديدة في اليابان ترجع إلى الصين التي كان لها تأثير كبير على المجتمعات المجاورة.
الأحد 2023/12/03
مأكولات الفأل الحسن

طوكيو – بات الاحتفال ببداية العام الجديد فعالية مهمة في جميع أنحاء العالم. وفي حين أن الكثير من البلدان تحدد الفاتح من يناير كيوم عطلة رسمية، هناك في اليابان “غانتان” (يوم رأس السنة الجديدة) الذي يشير إلى اليوم الأول من الاحتفالات في الأيام الثلاثة الأولى من بداية العام والتي تعرف باسم “شوغاتسو”.

وترجع جذور تقاليد الاحتفال بالسنة الجديدة في اليابان إلى الصين التي كان لها تأثير كبير على المجتمعات المجاورة وذلك عبر نظام الكتابة بالكانجي والفلسفة الكونفوشيوسية والديانة البوذية ومجموعة أساسية من القواعد القانونية والأخلاقية.

وكان القادة اليابانيون في عهد سلالة تانغ يعتبرون تلك الطقوس مهمة جدا إلى درجة أنهم كانوا يوفدون مبعوثين عبر بحر شرق الصين في ذروة موسم الأعاصير من أجل تقديم الاحترام للإمبراطور الصيني والمشاركة في احتفالات العام الجديد.

ولكن اعتبارا من النصف الثاني من القرن السابع، بدأ مسؤولو البلاط الياباني إجراء “تشوغا” في اليابان. ثم انتشرت هذه التقاليد في نهاية المطاف في كل البلاد، وبدلا من تقديم طقوس الاحترام للسادة في الصين البعيدة، كان الممثلون الإقليميون للحكومة المركزية يتجهون نحو القصر الإمبراطوري في نارا أو كيوتو لتقديم تحيات العام الجديد إلى الإمبراطور الياباني، ثم تقام بعد ذلك الوليمة المعتادة.

pp

وكان اليابانيون في العام الجديد يجتمعون في منزل عمدة القرية، كما كان الأقارب يسافرون إلى منزل عميد عائلتهم لتقديم التحية والاستمتاع بالولائم. ودأبت العادة على تنظيف المساكن جيدا استعدادا للاحتفالات ووضع زينة رأس السنة الجديدة. وكان من المعتاد أيضا أن يقدم المضيفون لضيوفهم مجموعة من الأطباق الخاصة بالاحتفالات، وأن يحضر كلا الطرفين المناسبة المهمة مرتديين ملابس رسمية.

وهناك الكثير من العادات والأحداث التقليدية المختلفة في عيد “شوغاتسو” من بينها تقليد الزيارة في اليوم الأول من الاحتفالات إلى المعبد (المزارات الشنتوية أو المعابد البوذية) في السنة الجديدة والتي تعرف بـ”هاتسوموديه”، حيث يقومون بتقديم الشكر والدعاء من أجل سنة جديدة آمنة وسالمة. وتوضع النقود هبة “أوسايسين” في صندوق المال وتضم الأيدي على بعضها للصلاة.

وتُسحب ورقة الموحى “أوميكوجي” والتي يكون مكتوبا بها الحظ للسنة الجديدة، وتُشترى اللوحات الخشبية الصغيرة ذات رسمة الحصان التي تقدم كقربان للآلهة في المزارات، وأحجبة الحظ والحماية.

وتستمر الاحتفالات خلال الفترة من 1 حتى 3 يناير. وفي اليوم الثاني، تقام مراسم زيارة الشعب إلى القصر الإمبراطوري للتهنئة بالسنة الجديدة وهو ما يطلق عليه في الياباني “إيبَّان سانغا” والتي يستطيع فيها عامة الشعب الدخول إلى القصر الإمبراطوري.

وفي الفنون القتالية مثل الكيودو والكيندو تقام تدريبات السنة الجديدة وتسمى “هاتسوغيّكو”، كذلك يطلق على تقليد الكتابة بالفرشاة لأول مرة في السنة في يوم 2 يناير “كاكيزومي”.

ويطلق على الحلم في أول يوم في السنة الجديدة أو ليلة ثاني يوم اسم “هاتسويومي” أي “الحلم الأول” ويقرأ الطالع للسنة الجديدة من خلاله. ويقال إن رؤية جبل فوجي أو الصقر أو الباذنجان في الحلم الأول للسنة يعتبر فألا حسنا.

tt

وقديما، كان عيد “شوغاتسو” أكثر هدوءا حيث تغلق المتاجر أبوابها ولكن الآن أصبحت غالبية مراكز التسوق وغيرها من المتاجر الكبيرة تعمل في أول أيام السنة أو بدايةً من اليوم الثاني. وفي المتاجر والمحلات الكبيرة وغيرها يكون أول ما يباع في السنة الجديدة هو “فوكوبوكورو” أي “حقيبة السعادة” وهي عبارة عن حقيبة للتشويق، حيث لا يكون معلوما ما بداخلها. وتتجمع الصفوف الطويلة من الزبائن أمام المتاجر المفضلة لهم باكرا في صباح أول أيام السنة حيث توضع داخل حقائب السعادة مجموعة من البضائع التي تفوق قيمتها قيمة شراء الحقيبة مما قد يجعلها صفقة مربحة.

وتعد مأكولات “أوسيتشي” المائدة الخاصة للاحتفال بعيد “شوغاتسو”. وهناك معنى آخر لوجبات “أوسيتشي” حيث أنها طريقة يُسمح من خلالها للسيدات اللاتي كن مشغولات بالعمل حتى نهاية العام بأن يرتحن من تحضير وإعداد الطعام على الأقل لمدة الأيام الثلاثة الأولى من السنة الجديدة. وهذه الوجبات عبارة عن مأكولات معروفة بأنها تأتي بالفأل الحسن تجهز وتعد بطريقة تسمح ببقائها طازجة عدة أيام مثل الأطعمة المغلية أو المشوية والمخللات.

ويقال إن كل نوع من أنواع مأكولات “أوسيتشي” يتسم بمعنى أو رمز خاص للدعاء والتمني مثل جلب الصحة أو المحصول الوفير أو دوام الرخاء.

18