الشكوك تتصاعد حيال نظام إقامة بطولة كأس أوروبا

هل ستكون إنجلترا قادرة على استضافة البطولة القارية.
الأربعاء 2021/03/03
تركيز كبير

يلوح في الأفق تغيير جذري محتمل في شكل وخطة كأس أوروبا لكرة القدم (يورو 2020)، قبل أشهر قليلة من انطلاق البطولة المؤجلة من العام الماضي إلى الصيف المقبل. وأفادت تقارير صحافية بأن بريطانيا تدرس التقدم بطلب استضافة جميع مباريات البطولة، بدلا من إقامتها في أكثر من بلد، علما أن الحكومة البريطانية تأمل في عودة الجماهير إلى الملاعب.

لندن – يصادف الأربعاء العد التنازلي لبقاء 100 يوم على انطلاق كأس أوروبا لكرة القدم، وسط الكثير من عدم اليقين بشأن كيفية ومكان إقامة البطولة، التي تم تأجيلها من الصيف الماضي بسبب جائحة فايروس كورونا.

ومن المقرر إقامة المباراة الافتتاحية بين تركيا وإيطاليا في 11 يوليو على الملعب الأولمبي في العاصمة روما، فيما يستضيف ملعب ويمبلي في العاصمة الإنجليزية لندن سبع مباريات في البطولة، بما فيها مواجهتا الدور نصف النهائي والمباراة النهائية.

كان قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” بتنظيم المنافسة لأول مرّة في 12 مدينة مختلفة على امتداد القارة العجوز احتفاء بالذكرى الستين لتأسيسها، تحديا لوجستيا حتى قبل قيود السفر المشددة التي فرضتها العديد من البلدان بسبب كورونا.

وتمكنت منتخبات كرة القدم في الدرجات الأولى في غالبية الدوريات الأوروبية من الاستمرار، بفضل بروتوكولات صحية صارمة وضعتها منذ الموسم الماضي، ولكن خلف أبواب موصدة في وجه الجماهير وفي ملاعب خالية من الحماس والإثارة.

في ضوء التحديات اللوجستية، تم نقل عدد من مباريات دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” في الأسابيع الأخيرة إلى ملاعب محايدة، نتيجة قيود السفر التي فرضتها بعض البلدان للحدّ من انتشار السلالات الجديدة من الفايروس.

ويصر الاتحاد القاري حتى الآن على إقامة البطولة في 12 مدينة هي لندن، غلاسكو، دابلن، أمستردام، كوبنهاغن، سان بطرسبرغ، بلباو، ميونخ، بودابست، باكو، روما وبوخارست. إلا أن يويفا منح مهلة لتلك المدن حتى أوائل أبريل المقبل، للإبلاغ عما إذا كانت في وضع يسمح لها باستقبال المشجعين في الملاعب، وما هي النسبة الاستيعابية.

وقال السلوفيني ألكسندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة في يناير الماضي “المشجعون يشكلون جزءا كبيرا من ميزة كرة القدم”. وتابع “يجب أن نفسح المجال أمامنا للسماح بعودتهم إلى الملاعب”.

قدرة على الاستضافة

الشكوك تحاصر يورو 2020
الشكوك تحاصر يورو 2020

أجبرت لوجستيات وقيود السفر، فضلا عن العواقب الاقتصادية لخوض بطولة قارية خلف أبواب موصدة، الاتحاد الأوروبي على التفكير في خطة طوارئ. أدى ذلك إلى ظهور شائعات أفادت بنقل البطولة بكاملها إلى بلد واحد، إذا كان ذلك من شأنه أن يساهم في بيع عدد أكبر من تذاكر المباريات.

مع تقدّم بريطانيا في حملة التلقيح ضد فايروس كورونا مقارنة بباقي البلدان المضيفة، وفي الوقت الذي تملك العديد من أندية الدوري الممتاز ملاعب كبيرة قادرة على استيعاب الآلاف من الجماهير، ذكرت تقارير صحافية عن إمكانية استضافة إنجلترا للبطولة بأكملها.

وقد تلقى 20 مليون شخص في بريطانيا الجرعة الأولى من اللقاح، في حين تخطط البلاد لتلقيح كامل مع حلول نهاية يوليو.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقابلة نشرتها صحيفة “ذي صن”، “إن إنجلترا مستعدة لاستضافة مباريات إضافية عن تلك المقررة على أراضيها”.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية تجري محادثات مع يويفا لتنظيم المزيد من المباريات في إنجلترا، على الأرجح في لندن، بسبب ارتفاع الإصابات في القارة وسط بطء في حملة التلقيح.

وبعد أن قال متحدث باسم جونسون الأسبوع الماضي إن التقارير التي أشارت إلى إمكانية استضافة إنجلترا للبطولة بأكملها هي “مجرّد تكهنات”، أكد رئيس الحكومة على “أننا مستعدون لاستضافة كل المباريات الأخرى التي يرغبون في إقامتها”.

وتابع “إذا كانت هناك مباريات أخرى يريدون تنظيمها، فنحن مستعدون لاستضافتها، ولكن في الوقت الحالي، يويفا هو من يهتم بالمسألة”.

ملف مشترك

Thumbnail

في سياق متصل، أشارت “ذي صن” إلى أن وزير المالية البريطاني ريشي سوناك سيعلن الأربعاء عن ميزانية قدرها 2.8 مليون جنيه إسترليني (3.2 مليون يورو) لملف مشترك بين المملكة المتحدة وإيرلندا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030.

وفق خطة إعادة فتح البلاد التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي، سيسمح بحضور 10 آلاف مشجع أو ربع القدرة الاستيعابية (يعتمد العدد الأقل) بالنسبة للملاعب التي تتسع لأكثر من 16 ألف شخص، بدءا من 17 مايو.

فيما قد تشهد الملاعب مدرجات ممتلئة بالكامل بدءا من 21 يونيو على أقرب تقدير، من المقرر إقامة الدور نصف النهائي والمباراة النهائية في 6 و7 و11 يوليو، إلا أن أولى المباريات التي ستستضيفها لندن ستكون في 13 يونيو.

وإذا سارت خطة إعادة فتح البلاد بشكل جيد تزامنا مع تحسن الوضع الصحي، سيكون ملعب ويمبلي قادرا على استقبال الجماهير بسعة استيعابية كاملة في آخر مباراة من دور المجموعات والدور ثمن النهائي. إلا أن الحكومة الأسكتلندية كانت أكثر حذرا حيال المسألة، ما يعني أن الوضع في غلاسكو أقل وضوحا.

قرار الاتحاد الأوروبي بتنظيم المنافسة لأول مرّة في 12 مدينة مختلفة على امتداد القارة العجوز، كان تحديا لوجستيا

مع ذلك، بعد قرابة العام من المباريات والمنافسات خلف أبواب مغلقة، قد يكون الاتحاد الأوروبي للعبة قلقا من إمكانية تضاؤل اهتمام بعض المشجعين باللعبة الشعبية. كما من غير المتوقع أن تكون ظروف المشجعين الراغبين في السفر لمؤازرة منتخبات بلادهم مريحة جدا.

وقال المدير التنفيذي للرابطة المستقلة لمشجعي كرة القدم في القارة العجوز “فوتبول سابورترز يوروب” رونان إيفان، إن “أفضل سيناريو محتمل هو أن تكون الملاعب ممتلئة بنسبة 25 إلى 30 في المئة”، مضيفا أن العديد من المشجعين الذين اشتروا تذاكرهم يخططون لإلغاء حجوزاتهم.

وتابع “من المحتمل ألا تسمح بعض البلدان لحاملي التذاكر بدخول أراضيها إذا لم يكونوا من المقيمين، أو الدخول فقط عبر رحلات خاصة، على أن يتم نقلهم بالحافلات من المطار إلى الملعب. هذا ليس احتمالا ممتعا للجميع”.

مع ذلك، فإن احتمال السماح بالحضور الجماهيري، على الأقل في بعض البلدان، وتخفيف إجراءات الإغلاق في جميع أنحاء أوروبا مع حلول الصيف، يشكل الأمل في عودة الحماس والإثارة والشغف بالبطولة. هذا ما يعوّل عليه يويفا تحديدا لكن تنتظره قرارات صعبة بشأن كيفية إقامة البطولة، لاسيما إمكانية نقلها إلى بلد واحد.

23