الشركات تقطع مع النمط القديم في تصاميم المركبات

بي.أم.دبليو تكشف عن انقلاب في ابتكار الهياكل.
الأربعاء 2021/10/27
ليس كل موهوب قادرا على تصميم نموذج جذاب

تظهر تحركات شركات السيارات أنها بدأت تسير في مسار القطع مع الطرق القديمة في ابتكار هياكل المركبات المستقبلية، وهو ما يكشف عن انقلاب تقني في قواعد التصاميم التي يعتبرها خبراء بوصلة نجاح منتجاتها وانتشارها في أسواق العالم، في خضم السباق المستمر على الصدارة.

لندن - شكلت التحالفات بين عمالقة السيارات وشركات التكنولوجيا في الفترة الأخيرة أرضية صلبة لوضع أسس قوية لعصر المركبات المستقبلية الذي قد يفسح المجال في نهاية المطاف بحسب خبراء التكنولوجيا لابتكارات تتماشى مع التطور المتسارع.

ويحاول المصممون داخل ورش المصانع تجسيد أفكار جديدة في الموديلات القادمة التي سيكون عنوانها الأبرز إنجاز هندسة للهياكل بفلسفة ذات طابع فيه الكثير من الاختلافات.

وتعتبر السيارات الاختبارية فرصة أمام المصممين ليخرجوا عن المألوف بخيالهم وإبداعاتهم رغم أن الكثير من الموديلات قد لا تتحول إلى سيارة حقيقية أو تجارية تسير على أرض الواقع، ولكن سيصبح ذلك ممكنا مع ازدياد حلم عشاق السيارات بالموديلات الغريبة.

يان ليتولييه: تصميم بي.أم.دبليو الجديدة سيستمر في إثارة مناقشات ساخنة
يان ليتولييه: تصميم بي.أم.دبليو الجديدة سيستمر في إثارة مناقشات ساخنة

ومع تنامي الترجيحات بأن يشهد العالم انتقالا متسارعا إلى استخدام الطاقة النظيفة في العقود المقبلة، وهو ما تفعله الشركات بالتخطيط للتخلص من محركات الوقود، ظلت مشكلة المظهر الخارجي تدور في أذهان المسؤولين بشأن كيف يمكن إنتاج أسطول من السيارات يكون مظهرها غير تقليدي.

ويبدو أن هذه هي استراتيجية شركة بي.أم.دبليو البافارية حيث تقدم سيارات ذات تصميم جريء بدلا من الموديلات ذات النمط القديم.

ويقول يان ليتولييه الصحافي المتخصص في عالم السيارات، والذي يكتب لمنصة “موتور1 دوت كوم”، إن “تصميم سيارات بي.أم.دبليو الجديدة سيستمر في إثارة مناقشات ساخنة بين المتحمسين”.

وأشار إلى أنه “عندما يتم الكشف عن النموذج الجديد سيكون الموضوع الأول متمحورا حول سؤال هل ستكون إكس.أل.أل مثل الفئة الرابعة أو أن آي.إكس ستكون أكثر تقليدية مثل الفئتين الثالثة والخامسة؟”.

ويعد التاريخ المستقل لتصاميم سيارات بي.أم.دبليو جزءا لا يتجزأ من براعة هذه التصاميم، والذي يترجم فرصة التفكير بحرية وبشكل خلاق، فضلا عن الرغبة المستمرة في إيجاد ابتكارات حقيقية وأصلية.

ولكن بالنسبة إلى دوماجوج دوكيك، مدير تصميم العلامة التجارية الألمانية، يرى أنه من الصعب وضع النموذج الجديد في هذه المقارنة خاصة لأن سيارات بي.أم.دبليو المستقبلية ستكون “جريئة ومميزة”.

وخلال الأشهر الأخيرة دافع دوكيك مرارا عن التصميم الجديد للعلامة التجارية. وفي مقابلة مع مجلة “أوتو كار” أعاد التأكيد على الاتجاه الذي اتخذته بي.أم.دبليو من حيث التصميم.

ودار حينها النقاش حول بي.أم.دبليو آي فيجن سيكولير، وهي سيارة مبتكرة تم تقديمها في معرض ميونخ للسيارات وتعطي فكرة أولى عن تصميم السيارات المستقبلية للشركة المتخصصة في المركبات الفارهة.

وحسب قول دوكيك لا يكفي صنع سيارات “جريئة”. وأضاف “إذا كان التصميم يفتقر إلى التعبير أو المعنى الحقيقي يصبح شيئا فارغا”.

وعند الحديث عن المعنى كان إطلاق السيارة النموذجية آي فيجن سيكولير بمثابة بداية “نيو كلاس”، وهو شعار جديد لتحديد تطور بي.أم.دبليو من خلال الكهربة والرقمنة والاستدامة.

محاولة تجسيد أفكار جديدة في الموديلات القادمة
محاولة تجسيد أفكار جديدة في الموديلات القادمة

ولذلك ستركز سيارات بي.أم.دبليو القادمة على التصميم، ولكن أيضا على وظائفها المتنوعة التي ستكون مثيرة للاهتمام بالنسبة إلى من يرغبون في شراء نموذج منها.

وأحدث مثال قدمته العلامة التجارية هو وجود شبكة إكس.أل.أل على آي 4 الجديدة وآي.إكس متعددة الأغراض (أس.يو.في) والتي، فضلا عن الأناقة، تجعل من الممكن أيضا استيعاب بعض العناصر الأساسية للتقنيات الموجودة داخل السيارة ، وعلى وجه الخصوص أنظمة مساعدة القيادة.

ومن المتوقع أن يكون لكل سيارة من سيارات بي.أم.دبليو “طابعها” الخاص. وكما يشير المصمم أدريان فان هويدونك، فإن الطرازات المستقبلية ستكون لها شبكة تتنوع في الشكل والحجم حسب شخصية المركبة.

وأشار هويدونك إلى أن النطاق الحالي أيضا متنوع جدا بالفعل ويتضمن أنماطا مختلفة جدا من جزء إلى آخر، كما هو الحال بالنسبة إلى عائلة بي.أم.دبليو الفئة الثانية مع شبكة تبدو صغيرة جدا بالنسبة إلى سيارة أم 240 آي على سبيل المثال، بينما ترث أكتيف تورير الجديدة اثنين من الخياشيم الأكبر بكثير.

وجسد تصميم فيزيون كونكتد درايف المكشوفة والمثيرة، التي تمت إزاحة الستار عنها خلال معرض لوس أنجلس للسيارات في نوفمبر 2015، الأفكار الأساسية لللجيل القادم من سيارات بي.أم.دبليو.

وتتمثل هذه الأفكار في الربط الذكي بين السيارة والسائق والعالم الخارجي، لذلك فإن كل شيء باستخدام هذه السيارة يظل مترابطا ومتداخلا.

وقبل الجائحة كانت ثمة محاولات من قبل العديد من المصنعين لابتكار هياكل للمركبات بحيث تكون جذابة ومتوائمة مع المعايير الفنية والأمان والسلامة.

وكانت شركة فولفو السويدية سباقة في هذا المجال، فقد كشفت في مايو 2019 عن تقنية متطورة في الأساليب المتبعة في تصميم السيارات.

دوماجوج دوكيك: لا يكفي ابتكار تصميم جريء ما لم يكن ذا معنى أو إذا كان يفتقر للتعبير
دوماجوج دوكيك: لا يكفي ابتكار تصميم جريء ما لم يكن ذا معنى أو إذا كان يفتقر للتعبير

وحينها قال المسؤولون في فولفو إن التقنية ستتيح لمصممي ومهندسي السيارات لديها فرصة قيادة أي جيل جديد من السيارات لمدة سنوات قبل إنتاجها بالفعل، وهو ما يوفر للشركة الكثير من الوقت والمال ويحسّن عوامل الأمان والسلامة في سياراتها.

وتعاونت فولفو مع شركة فاريو الفنلندية الناشئة على إنتاج أجهزة “الواقع المختلط”، التي يمكن استخدامها أثناء القيادة الافتراضية للسيارات التي لم يتم إنتاجها.

ويتيح جهاز فاريو اكس.آر- 1 لخبراء فولفو إضافة عناصر افتراضية وخصائص كاملة تبدو حقيقية بالنسبة إلى السائق، مع إضافة وحدات استشعار إلى السيارة لأغراض التطوير.

وقالت الشركة، التي نهضت من حافة الإفلاس قبل سنوات بعد أن استحوذ عليها مستثمرون صينيون، إن التقنية الجديدة لا تملكها أي شركة سيارات أخرى وإنها ستغير قواعد تصميم السيارات المستقبلية.

ونقل موقع “أوتو نيوز” عن كاسبر فيمكان، كبير الباحثين في فولفو، قوله في مقطع فيديو لوصف التكنولوجيا الجديدة إن “جهاز فاريو اكس.آر- 1 هو تغيير حقيقي لقواعد اللعبة عندما يتعلق الأمر بسرعة عملية تطوير الجيل الجديد من أي سيارة”.

ولم تكشف فولفو عن حجم الأموال أو الوقت الذي ستتمكن التقنية الجديدة من توفيره في عمليات تصميم الأجيال الجديدة من السيارات، لكن زكي فصيح الدين الرئيس التنفيذي لصندوق فولفو كارز للتكنولوجيا أكد أن الفوائد سوف تكون كثيرة.

وقال فصيح الدين “نحن نغير بشكل كبير طريقة تفكيرنا بشأن النموذج الأولي وتطوير النموذج الاختباري للتصميم، مع سيناريوهات محاكاة مختلفة وخاصة تلك المرتبطة بعوامل السلامة”.

وأشار إلى أنه من المؤكد أن يكون من الأنسب إنتاج نموذج اختباري رقمي، مقارنة بإنتاج نموذج اختباري حقيقي. وأكد أن تحسين عوامل السلامة والأمان كان السبب الرئيسي وراء تعاون شركة فولفو مع شركة فاريو.

15