الشباب الليبيون يقبلون على رياضة ركوب الأمواج بالطائرات الورقية

بنغازي (ليبيا)- أبحر ليبيون من راكبي الأمواج بالطائرات الورقية في مهب الريح خلال بطولة محلية بمدينة بنغازي، يحدوهم أمل التأهل للمشاركة في الدورة الأفريقية للألعاب الشاطئية لسنة 2019، التي تستضيفها دولة الرأس الأخضر قريبا.
وركوب الأمواج بالطائرات الورقية رياضة مائية سطحية تجمع بين التزلج على الجليد وركوب الأمواج والطيران المظلي والتزلج وحتى الجمباز في رياضة واحدة.
ولم تحظ رياضة التزلج بالألوح الشراعية أو ركوب الأمواج بتطور يذكر في فترة حكم القذافي الذي استمر 42 عاما شأنها شأن الكثير من الرياضات المائية الأخرى في ليبيا التي يبلغ طول سواحلها على البحر المتوسط 1850 كلم.
ويستغل راكب الأمواج قوة الرياح ويسيطر عليها بواسطة طائرة ورقية كبيرة يتم دفعها أعلى سطح الماء أثناء الوقوف على لوح التزلج مع إمكانية تثبيت القدم بأربطة خاصة.
وتوجه المتنافسون إلى ساحل البحر المتوسط الأربعاء 27 فبراير في أجواء تغلب عليها رياح قوية وماء بارد، ورغم المصاعب كانت الظروف مواتية لركوب الأمواج بالطائرات الورقية. وتزلج المشاركون، وهم مسلحون بطائرات ورقية ضخمة وملابس رياضية واقية، فوق الأمواج وأخذوا يناورون بذكاء في مواجهة ريح قوية.
ويقول كثيرون إنه يتعين تسهيل حصول هواة ركوب البحر على لوح وشراع في ظل ارتفاع ثمنهما الأمر الذي يجعلهما بعيدا عن متناول يد الكثير من الليبيين العاديين. ومن بين المشاركين في السباق كان حافظ البعباع، الذي عبر عن أمله في أن تكتسب هذه الرياضة شعبية أكثر بين الناس لاسيما صغار السن في بلده.
وقال البعباع “أتمنى لهذه اللعبة أن تنتشر ويقبل على تعلمها الليبيون من الشباب والأطفال، صحيح أنها لعبة وصلت مؤخرا إلى ليبيا، ولكي نتعلمها نحتاج إلى الشباب اليافعين والأطفال المرنين لأنها لعبة فيها من الخطورة ما يحتاج فيها إلى إجراءات السلامة، وأتمنى من الجميع أن يشاركوا في اللعبة وأرجو للذين يتأهلون للبطولة المحلية في ليبيا، أن يفوزوا ليمثلوا ليبيا أحسن تمثيل”.
وأوضح أحمد عامر، عضو اللجنة الفنية للاتحاد العام للشراع والرياضات البحرية في ليبيا، أن نحو 30 طالبا يتدربون في مدارس الاتحاد بالبلاد وأن العدد في تزايد. وقال، “سباق اليوم عبارة عن تصفيات بنغازي مثلما حدث في طرابلس وزوارة، الفكرة الأساسية من هذه التصفيات اختيار منتخب ليبيا الذي سيشارك في البطولة الأفريقية (أفريكان بيتش جيمز) لعام 2019، التي ستقام بالرأس الأخضر، والحمد لله إن الأجواء اليوم جيدة جدا، رياح عالية والمياه باردة والشباب كان لديهم حماس للعب”.
ولا يزال مركز بنغازي القديم غارقا في الحطام الناجم عن معركة وضعت أوزارها في 2017. ومن مخلفات الحرب ولدت إنجازات جديدة بينها مدارس لركوب الأمواج بالطائرات الورقية ومراكز تدريب.
وتأهل لبطولة بنغازي ياسر بووذن الذي فاز في التصفيات، وبدأ بووذن ممارسة ركوب الأمواج بالطائرات الورقية منذ أواخر 2012. وأوضح بووذن، أنه لم تكن هناك مدارس أو مدربون لركوب الأمواج بالطائرات الورقية في ليبيا في 2012 ولذلك فإنه تعلم هو وأصحابه هذه اللعبة من الإنترنت معبرا عن أمله في أن يكون مؤهلا للمشاركة في بطولات عالمية ذات يوم.
وقال، “بطولة اليوم، هي البطولة الأولى في بنغازي وفي ليبيا عامة. والغرض من هذه المسابقة اختيار نخبة من بنغازي، حوالي خمسة متسابقين يمثلون مدينة بنغازي في بطولة ليبيا، لاختيار ثلاثة رياضيين يمثلون منتخب ليبيا، ليشاركوا في البطولة الأفريقية للألعاب الشاطئية في كيب فيردي. وأتمنى من الله التوفيق في الوصول إلى هذا المستوى وإيصال اسم ليبيا إلى العالم وإلى الناس كلهم ونقول لهم إن الليبيين موجودون”. وبفوزه في بطولة بنغازي وتأهله للمنافسة على الصعيد الوطني، أصبح بووذن على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلمه.
ومن المقرر أن يتنافس الفائزون في بطولة بنغازي مع الفائزين في بطولات مماثلة بمدن ليبية أخرى، وسيمثل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى على مستوى ليبيا بلدهم في البطولة الأفريقية التي سيقع إجراؤها مقرر بالرأس الأخضر بين 14 و23 يونيو 2019. والجدير بالذكر أن الاتحاد العام للشراع والرياضات البحرية في ليبيا هو الذي نظم بطولة بنغازي في منتجع بالم بيتش.