"الشام بتجمعنا".. موعد مع الأطباق والأذواق في سوريا

قدم عشاق فن الطبخ مجموعة مختلفة من الأصناف والأطباق المحلية والعالمية للسوريين في “شارع الأكل” المقام لأول مرة في العاصمة دمشق، بهدف التعريف بالمطاعم والمأكولات الجديدة المنتشرة في سوريا وخصوصا للأهالي غير القادرين على الانتقال إلى أماكن تواجدها وتجربة أصنافها بسبب الحرب.
دمشق- شارك أكثر من 30 مطعما وشركة أغذية إضافة إلى العشرات من الطهاة وعشاق فنون الطبخ في “شارع الأكل” الذي أقيم لأول مرة في دمشق.
وتهدف فعاليات شارع الأكل إلى جمع المطاعم في مكان واحد حتى يتسنى للذين لا يستطيعون الانتقال بين جوانب المدينة بسبب الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، التعرف على المطاعم الجديدة. وتقوم فكرة الشارع على تقديم أكشاك للمطاعم للطهي وتقديم طعامها للزوار.
وقال زيد عجلاني، منظم فعاليات الشارع، “على امتداد سبع سنوات الحرب عرفت المساحات الشاسعة بشوارع سوريا أو الشام قطيعة وتباعدا بين الأهالي، فسكان القصاع (شرق العاصمة) انقطعوا عن الذهاب إلى المِزَّة (غرب العاصمة)، وأهالي ‘مشروع دمر’ (اسم متعارف عليه بين سكان دمشق لمنطقة سكنية حديثة البناء تقع إلى الغرب من دمشق) ما عادوا يزورون باب توما (جنوب شرق العاصمة)”.
وأوضح “هذه القطيعة جعلت الأهالي يجهلون بعض الأصناف من المأكولات التي صارت موجودة عندنا، لذلك جهزنا مختلف الأصناف المحلية في مكان واحد حتى نُمكن الجميع من تذوقها والتعرف عليها، طبعا بالإضافة إلى مجموعة من الأصناف العالمية، لا سيما تلك التي صمدت في وجه كل الأزمات وحافظت على جودتها رغم ظروف الحرب الدائرة منذ سنوات”.
ولا تقتصر الاستفادة من شارع الأكل على المطاعم والشركات التي تحمل علامات تجارية فحسب، بل تعود بالفائدة أيضا على الأفراد من عشاق فنون الطهي الذين يحاولون استخدام العمل كنشاط تجاري.
وقال إياد قشلان، أحد الطهاة المشاركين، “شارع الأكل مناسبة جيّدة جدا لأمرين. الأول لتعريف الناس ببعض الأصناف وترك مساحة حرة لتجربتها، والأمر الثاني أن تجربة الأهالي للمأكولات ستفتح أمامنا فرصة اختبار أذواق الناس حتى يتسنى لنا عند تدشين مطاعمنا مستقبلا معرفة الأطباق التي تلقى إقبالا كبيرا من قبل الناس”.
وراقت الفكرة لزوار الشارع ويزداد الإقبال يوما بعد يوم.
وذكرت لينا نبهان إحدى زائرات المعرض “بصراحة هذه الفعالية جميلة للغاية، وهي تجربة حديثة العهد بمجتمعاتنا مقارنة بالغرب الذي تنتشر فيه أكشاك الطعام لا سيما بمهرجانات مخصصة لذلك.. حقيقة تفاعلنا كثيرا مع هذا الحدث الجديد والأول بمنطقتنا”.
وأضافت “أحببت شارع الأكل كثيرا وكانت مناسبة جيدة جدا سمحت لي بالتعرف على أكثر من مطعم، غالبا لم نحظ بزيارتها من قبل إما لأن هذه المطاعم بعيدة عن منطقتنا السكانية وإما لأننا لم نصادفها من قبل، لذلك فإن جمعها في مكان واحد مع مختلف الأذواق والأطباق فكرة رائعة للغاية”. وسيظل الشارع مفتوحا حتى 26 يوليو الحالي، في إطار مهرجان “الشام بتجمعنا” المقام في حديقة تشرين بدمشق.