الشارقة متحف مفتوح للوحات الأضواء العملاقة

المهرجان يستقطب سنويا مئات الآلاف من الزوار الذين يستمتعون باللوحات المضيئة والموسيقى والمهارات الفنية التي يبدعها المتخصصون على واجهات الصروح المعمارية.
الاثنين 2024/02/19
إبداعات ضوئية

مهرجان أضواء الشارقة الذي تحتفل به الإمارة في شهر فبراير من كل عام يتميز بتصميمات مستوحاة من الثقافة المحلية أو تبرز مكونات من الطبيعة، وبعضها يعتمد على التصاميم الفنية والزخارف التراثية.

الشارقة (الإمارات) - في شهر فبراير من كل عام تتحول إمارة الشارقة بالإمارات إلى معرض مفتوح للوحات تشكيلية عملاقة، لوحات بأحجام الأبراج العالية والمباني المرتفعة والجبال الشاهقة، عبر مهرجان أضواء الشارقة، الذي سيشهد استمرار اللوحات الضوئية على المعالم والمباني حتى نهاية الشهر الجاري، رغم اختتام الفعاليات الرسمية والندوات والورش الفنية.

ويتم خلال هذا المهرجان، إغلاق إضاءات الشوارع والميادين الرئيسية، لتحل محلها أضواء ملونة تشكل لوحات فنية على المساجد والمباني والجبال، تجذب أنظار السكان والسائحين.

هذا المهرجان الفريد يدعو الفنانين العالميين والمواهب المحلية إلى ابتكار مجموعة من العروض الضوئية التي تصحبها مقطوعات موسيقية، تتحول معها الإمارة إلى متحف فني كبير.

ويستقطب المهرجان سنويا مئات الآلاف من الزوار الذين يستمتعون باللوحات المضيئة والموسيقى والمهارات الفنية التي يبدعها المتخصصون على واجهات الصروح المعمارية في الشارقة.

ويأخذ المهرجان سكان المدينة وزوارها في جولة ثقافية، بين لوحات ضوئية تجمع عناصر الجمال والفن والثقافة في حدث مبهج. وتتنوع الموضوعات التي يبدعها الفنانون على واجهات المباني ما بين فنون الزخرفة الإسلامية، وفنون التراث الشعبي والجمال المعماري.

وفي كل عام يأتي المهرجان بأحدث ما توصلت إليه التقنيات الضوئية ويحولها إلى عروض فنية تبرز روعة فنون العمارة الإسلامية في الشارقة وجمال مبانيها.

وبالاستفادة من تقنيات الإضاءة المبتكرة والألوان والموسيقى، يمكن للزوار مشاهدة المعالم المعمارية للإمارة، مثل مسجد النور وقاعة المدينة الجامعية وجبال مدينة خورفكان، وقد اكتست بحلة ضوئية متعددة الألوان تبرز جمالها وتدهش الناظرين.

حح

ولا تقتصر فعاليات المهرجان على شوارع وميادين مدينة الشارقة، بل تمتد إلى مدن بعيدة وتحديدا إلى مدن دبا الحصن وخورفكان وكلباء على الساحل الشرقي للإمارات، لتسعد الجمهور بعروضها في هذه المدن المطلة على المحيط الهندي.

ويدهش المهرجان جمهوره بعروضه، وينقلهم من عالم إلى آخر، فتارة تسيطر المشاهد الدرامية على العرض، وأحيانا تصبح المشاهد وردية ويبتهج الجميع، وتنتقل العروض إلى مشهد فني آسر يمزج بين القديم والحديث والتراثي والمعاصر في آن.

وخلال دورة هذا العام، تستمر اللوحات الضوئية على المعالم والمباني حتى نهاية شهر فبراير الجاري، بينما من المفترض أن الفعاليات الرسمية والندوات والورش الفنية قد اختتمت يوم الثامن عشر من فبراير، وفق ما أفاد المنظمون.

ومن أبرز عروض هذا العام، عرض “حماة لامعون”، وهو عرض يقام على واجهة مبنى القيادة العامة لشرطة الشارقة، ليأخذ الجمهور في رحلة تأملية في أعماق ثقافة الأمن من خلال التصاميم الضوئية التي تزين المبنى. وعلى جبال مدينة خورفكان، يعرض المهرجان فيديو ثلاثي الأبعاد يتضمن روايات بصرية للطبيعة والتحولات التي مرت بها الجبال على مر العصور.

ويعرض الفيديو الذي يحمل اسم “البجعات”، ظهور ملكة البجع من الجبل، ما يحفز ظهور سرب من البجعات ترقص بأناقة على صفحة مياه سد الرفيصة المجاور للجبال، ويختتم بمفاجأة “جوهرة سد الرفيصة”. وعلى ضفاف بحيرة خالد، وتحديدا على واجهة مسجد النور، يقدم المهرجان عرض “أبعاد متناغمة”، ويعتبر هذا العرض رحلة بصرية تجمع بين الفن والتكنولوجيا، تجمع الآلاف من الزوار كل ليلة.

حح

أما مدينة كلباء على ساحل المحيط الهندي، فتزهو بعرض يحمل عنوان “تأملات فنية”، وهو عرض يجمع الصوت والصورة، وهو مستوحى من العناصر الطبيعية الأربعة، الأرض والماء والهواء والنار، بالإضافة إلى أربع قيم إنسانية هي إيقاع القلب، وأهمية العمل الجماعي، والقدرة على إلهام الآخرين، والتفاؤل الدائم. ويتضمن العرض مجموعة من الإسقاطات الضوئية ثلاثية الأبعاد، لتبرز جمال واجهات المسجد ومئذنتيه.

ويقدم المهرجان عرض “تأملات في دورة الحياة”، الذي يسلط الضوء على قضايا البيئة والاستدامة على واجهة مقر “مجموعة بيئة” في الشارقة.

ويتناول العرض جوانب من الحياة البحرية، وطاقة الرياح والموارد المتجددة، وترمز الأضواء الموجهة إلى مبنى مجموعة بيئة إلى الالتزام بمستقبل مستدام، بحسب وصف اللجنة المنظمة للمهرجان. أما عرض مدينة الذيد، فيحول حصن المدينة إلى لوحة حية تعكس روح الثبات لدى سكان الصحراء، ويسرد الأحداث التاريخية التي شهدتها المدينة.

وعلى صفحة بحيرة خالد، يقدم المهرجان عرض “اتجاهات السير”، حيث ترسم الأضواء المبهجة لوحات على مسافة 3.2 كيلومتر، وتحول سماء الكورنيش إلى لوحة فنية من الألوان المبهرة. وتشهد مدينة دبا الحصن عرضا ضوئيا يدمج بين التاريخ والثقافة، ويتميز العرض بالتصاميم الهندسية والزخارف الإسلامية.

ولا يكتفي المهرجان بهذه العروض، بل أقام نفق الوسائط المتعددة، المجهز بمجموعة من التقنيات الضوئية والوسائط التفاعلية، وتقدم الأضواء الممتدة على طول النفق أجواء ديناميكية غنية بالإبداعات الحركية، التي تنقل الزائر إلى عالم من الأضواء المبهرة.

وعلى مقربة من هذا النفق، تنطلق عروض طائرات الدرون، في مشهد بديع تنير فيه سماء الشارقة بلوحات فنية مبهجة. ويقول خالد المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة إن المهرجان يتم هذا العام دورته الـ13، وفي كل عام يزداد تميزا وتوسعا وإبهارا لسكان الإمارات وزوارها.

حح

وأضاف أن “على مدار أيام المهرجان تتحول الشارقة إلى متحف مفتوح للوحات الفنية المبهرة، حيث توجه الإضاءات الملونة على معالم المدينة، مشكلة لوحات فنية تجذب أنظار المشاهدين بمختلف جنسياتهم وفئاتهم وأعمارهم”.

وتابع “في هذا العام تحولت 12 وجهة سياحية وثقافية وترفيهية في الإمارة إلى لوحات متحركة لعروض ضوئية، وشارك في تحقيق هذا الإبداع أكثر من 15 فنانا من 8 دول أجنبية، منها ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا وإيطاليا، واستخدم الفنانون أحدث التقنيات لتقديم عروض فنية، تروي حكاية الإمارة ورؤيتها بالصور المجسمة ثلاثية الأبعاد، وأجهزة الإسقاط الضوئي، والمجسمات والتركيبات الضوئية المتحركة”.

وذكر أنه يتم اختيار المواقع المشاركة بدقة، إذ لا بد أن تمتاز بجمال تفاصيلها المعمارية، لتوجه إليها الأضواء وتحيطها الموسيقى، ليتغير المشهد الاعتيادي إلى مشهد مبهر. وتابع المدفع “نجح مهرجان أضواء الشارقة في دمج الإرث التاريخي للإمارة بالتكنولوجيا الحديثة، وتعكس عروضه إنجازات الإمارة وتميزها في التعليم والمعرفة والابتكار”.

18