السِمنة ترفع خطر الإصابة بالسرطان

برلين - لا تمهد السِمنة الطريق للإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية كالأزمات القلبية والسكتات الدماغية فحسب، بل ترفع أيضا خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان مثل سرطان المريء وسرطان الكبد وسرطان الكلى وسرطان المعدة وسرطان البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان الرحم، وذلك وفق ما قالته الجمعية الألمانية لمكافحة السرطان.
وأوضحت الجمعية أنه يتم تشخيص الإصابة بالسِمنة بدءا من مؤشر كتلة جسم يبلغ 30، مشيرة إلى محيط الخصر الأكبر من 88 لدى النساء و102 لدى الرجال يشير إلى وجود الكثير من دهون البطن.
ولتجنب هذه المخاطر الجسيمة، ينبغي العمل على إنقاص الوزن من خلال إتباع أسلوب حياة صحي يقوم على التغذية الصحية، أي الإكثار من الخضروات والفواكه ومنتجات الحبوب الكاملة والابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة، إلى جانب المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.
السمنة تعد من أقوى مسببات السرطان إلى درجة أنها صنفت بعد التدخين مباشرة كواحدة من محفزات المرض
وتوصلت مجموعة من الباحثين في دراسة لهم إلى أن السمنة تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى أمراض سرطانية خطيرة، إذ يؤدي تراكم الدهون في كتلة الجسم إلى حدوث الاضطرابات المسؤولة عن تشكل الخلايا السرطانية.
وقد أثبتت دراسات متعددة ارتباط السمنة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وصنفت زيادة الوزن كأحد أقوى عوامل الإصابة بـ18 مرضا من الأمراض السرطانية الخطيرة. لذا يوصي الأطباء والباحثون بتجنب زيادة الوزن وممارسة الرياضة لتفادي الإصابة بأمراض قد تكون قاتلة.
وأكد الباحثون على ضرورة أن تشمل قائمة العوامل التي تقود إلى الأمراض السرطانية مسألة زيادة الوزن أيضا، إذ أن السمنة في الواقع من أقوى مسببات السرطان، لدرجة أنها صنفت بعد التدخين مباشرة بالنسبة إلى محفزات السرطان التي يجب على الإنسان تجنبها، وبالتالي تجنب العديد من الأمراض الأخرى.
ويزداد خطر الإصابة بالسرطان بازدياد مؤشر كتلة الجسم، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر مؤشر كتلة الجسم ما بين 19 و25 طبيعياً، بينما أكثر من 25 يشير إلى زيادة الوزن. ويحسب مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، فإذا كان الطول 170 سم، والوزن 75 كيلوغراماً، يكون مؤشر كتلة الجسم 26.
واستخدم الباحثون بيانات من الدراسة التي شملت مرضى من 175 دولة، وفق ما جاء في التقرير الذي نشروه، عن نتائج دراستهم في مجلة لانسيت. وكان التركيز على أكثر أنواع السرطان شيوعاً، مع مراعاة العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم، وما إذا كان مرض السكري موجوداً. وأظهرت النتائج أن 5.6 في المئة تقريباً من جميع حالات السرطان ارتبطت بارتفاع مؤشر كتلة الجسم، ومرض السكري. وهذا يتوافق مع 800 ألف حالة سرطان في جميع أنحاء العالم والتي يمكن منعها عبر تخفيف الوزن. كما أظهرت الدراسة أن النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن عرضة للخطر.