السينما العربية تفقد ورقتها اليانعة شويكار

غيّب الموت الممثلة المصرية شويكار بعد صراع مع المرض، ترجلت إثره عن الحياة بعد مشوار طويل أثرت خلاله المسرح والسينما والتلفزيون بمئات الأعمال، حيث شكلت مع طليقها الفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس ثنائيا مسرحيا مميزا في ستينات القرن الماضي.
القاهرة - توفيت الممثلة المصرية شويكار، الجمعة، عن سن تناهز 82 عاما، بعد أن خلدت اسمها في مجال الفن بأعمال مسرحية وسينمائية بارزة.
وأعلنت نقابة المهن التمثيلية، في بيان عبر حسابها على فيسبوك، عن وفاة الفنانة بعد صراع مع المرض جاء فيه “البقاء لله وفاة الفنانة الكبيرة شويكار. رحم الله الفقيدة وألهم أهلها وجمهورها الصبر والسلوان”.
ونعت الممثلة الراحلة المؤسسات الفنية والثقافية في مصر وفي مقدمتها نقابة المهن التمثيلية والبيت الفني للمسرح وكذلك العديد من الفنانين العرب.
وأبدت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم حزنها “لتساقط أوراق شجرة المبدعين من جيل الرواد”، قائلة إن الموت غيب “سيدتي الجميلة التي مثلت إحدى النجمات الذهبيات” في ساحة الإبداع المصري وشكلت جزءا من ملامح تاريخ السينما والمسرح، وأضافت أن أعمالها ستبقى كنوزا خالدة في تاريخ الفن.
وشويكار إبراهيم شفيق طوب صقال، من مواليد 1938 بمحافظة الإسكندرية (شمال) وكانت زوجة الفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس، وشاركته في العديد من الأعمال المسرحية، ولقبت بـ”دلوعة” السينما المصرية.
وتم اكتشاف شويكار في نادي سبورتنغ في الإسكندرية، حيث قدمت أدوارا تراجيدية، ثم اكتشفها المخرج فطين عبدالوهاب، إذ وجد فيها موهبة فنية خاصة في مجال الكوميديا.
تزوجت شويكار من المحاسب حسن نافع، وبعد موته تزوجت الفنان فؤاد المهندس حيث قدما واحدا من أبرز الثنائيات في تاريخ السينما المصرية ثم انفصلا بعد ذلك، كما كانت قد تزوجت من مدحت يوسف.
وبدأت مشوارها الفني مطلع الستينات في السينما بأدوار قصيرة لكن مميزة أمام نجوم كبار مثل أفلام “حبي الوحيد” في 1960 أمام كمال الشناوي و”غرام الأسياد” في 1961 أمام عمر الشريف و“الزوجة 13” في 1962 أمام رشدي أباظة.
والتقت لأول مرة بالفنان فؤاد المهندس في مسرحية “السكرتير الفني” التي أخرجها وشارك في تمثيلها عبدالمنعم مدبولي.
وشكلت بعد ذلك مع المهندس ثنائيا مسرحيا مميزا في ستينات القرن الماضي فقدما معا مجموعة من الأعمال التي رسخت في وجدان المشاهد المصري والعربي من بينها “أنا وهو وهي” و“أنا فين وإنتي فين” و“أنا وهي وسموه” و“حواء الساعة 12” و“سيدتي الجميلة”.
وانتقل هذا النجاح من المسرح إلى التلفزيون فقدما معا أفلام “أخطر رجل في العالم” و”شنبو في المصيدة” و”مطاردة غرامية” و”العتبة جزاز” و”أنت اللي قتلت بابايا” و”ربع دستة أشرار” و”عريس بنت الوزير”.
ومع حلول منتصف السبعينات انتقلت شويكار إلى مرحلة جديدة برزت فيها موهبتها بشكل أكبر من خلال أدوار مركبة ومختلفة عن الصورة المأخوذة عنها فشاركت في أفلام “الكرنك” عام 1975 و”دائرة الانتقام” عام 1976 و”طائر الليل الحزين” في 1977 و”درب الهوى” في 1983 و”سعد اليتيم” في 1985 و”أميركا شيكا بيكا” في 1993.
وجذبتها في حقبة التسعينات الدراما التلفزيونية فقدمت نحو 20 مسلسلا من بينها “كلام رجالة” في 1995 و”ترويض الشرسة” في 1996 و”هوانم غاردن سيتي” و”امرأة من زمن الحب” في 1998 و”أحزان مريم” في 2006 و”سر علني” في 2012 الذي يعد آخر مسلسلاتها.
ونالت شويكار التي برعت في أداء الأدوار الكوميدية العديد من التكريمات والجوائز من مهرجانات ومؤسسات فنية كان آخرها تكريم المهرجان القومي للمسرح المصري لها في دورته العشرين في أكتوبر 2016.