السيناريوهات المحتملة في فنزويلا

كراكاس - اعترضت المعارضة في فنزويلا على إعادة انتخاب نيكولاس مادورو العام الماضي الذي يواجه معارضة دولية كبيرة، لكنه احتفظ حتى الآن بولاء الجيش القوي.
وحاول خوان غوايدو، الذي وحّد المعارضة المنقسمة، الحصول على تأييد الجيش عبر منحه عفوا لأي عسكري ينشق عن نظام مادورو، لكن دون جدوى حتى الآن، ما يجعل البلاد مفتوحة على عدة سيناريوهات:
- مرحلة انتقالية: الحل الذي يدعو إليه غوايدو هو تشكيل “حكومة انتقالية” تشرف على إجراء انتخابات مبكرة. ودعا أيضا قادة الجيش الداعمين لمادورو، إلى الكف عن دعم “الدكتاتورية مقابل العفو عنهم”. إلا أن الجيش يبقى حتى الآن داعما لرئيس الدولة مادورو الذي تسلم السلطة عام 2013، ورفض الاعتراف بما اعتبره “انقلابا”.
واعتبر المحلل بيتر حكيم من مركز الحوار بين الأميركيين، أنه في حال واصل الجيش دعمه لمادورو فإن “فرصة التغيير” تصبح عندها مرتبطة بقدرة المعارضة على التوحّد، وموافقتها على “مرحلة انتقالية على المدى الأبعد”.
ويمكن أن تتقدم الأمور بسرعة أكبر في حال قرر العسكريون تغيير موقفهم، إلا أن ذلك سيعني العفو عن كبار العسكريين وكبار المسؤولين الفنزويليين الذين تتهم الولايات المتحدة عددا كبيرا منهم بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان والاتجار بالمخدرات.
وما يمكن أيضا أن يسرع الأمور باتجاه مرحلة انتقالية، قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات على صادرات النفط الفينزويلي (ثلث الصادرات النفطية الفنزويلية تذهب إلى الولايات المتحدة أي أكثر من نصف مليون برميل نفط يوميا خلال العام 2018) ما سيوجه ضربة شديدة إلى الاقتصاد وسيزعزع شبكة الحماية القائمة حاليا حول مادورو، بحسب ما يعتبر مركز “كابيتال ايكونوميكس”.
- بقاء الحكومة التشافية: قال مايكل شيفتر، من مركز الحوار بين الأميركيين، إنه رغم رهان المعارضة على تغيير في موقف الجيش، فإن هذا الأمر “قليل الاحتمال”، وخصوصا أن قادة الجيش كرروا تأكيد وقوفهم وراء مادورو. وفي ذات السياق ذهب بيتر حكيم قائلا إنه “في حال لم تتّحد المعارضة، وواصل العسكريون دعم مادورو، فهذا يعني بقاء الحكومة التشافية وبقاء مادورو رئيسا”.
وكان أعيد انتخاب الاشتراكي مادورو حتى العام 2025 في انتخابات قاطعتها المعارضة، وشكك الاتحاد الأوروبي بنتائجها مع العديد من دول أميركا اللاتينية.
وقال المحلل بول هير، من جامعة بوسطن، إن مادورو قد يسعى للحصول على دعم مادي من دول حليفة مثل الصين وروسيا وإيران “الموحدة بمواجهة الولايات المتحدة أكثر مما هي موحدة في تعاطفها مع مادورو”.
وتسلم كراكاس الصين نحو 300 ألف برميل من النفط يوميا لسداد دين بقيمة 20 مليار دولار. كما تفيد مصادر عدة أن فنزويلا مدينة لروسيا بـ10.5 مليار دولار. وأضاف بول هير “قد تحاول الصين وروسيا إنقاذ النظام عبر دفعه إلى إجراء إصلاحات اقتصادية جدية”. لكن الاحتمال الآخر القائم هو مطالبة الدول الدائنة بـ”رحيل مادورو واستبداله بزعيم مقبول سياسيا”.
- الجيش في القيادة: قال بيتر حكيم إنه في حال سحب الجيش دعمه لمادورو وبقيت المعارضة منقسمة، فإن العسكريين يمكن أن يتسلموا زمام الأمور “على الأقل لفترة مؤقتة”، فيما اعتبر مايكل شيفتر أنه من غير المستبعد دخول البلاد في “مرحلة قمع أو حرب أهلية”، وهذا يعني “أسوأ السيناريوهات” من دون استبعاد “مخاطر قيام حكومتين متعاديتين”.
- التفاوض: أعرب مادورو عن استعداده للالتقاء بخوان غوايدو، إلا أن الأخير رفض الدخول في “حوار شكلي”. ويدعو قسم من المجتمع الدولي إلى حل من هذا النوع. فالاتحاد الأوروبي الذي يعتبر ولاية مادورو الرئاسية هذه غير شرعية، لا يعترف بالمقابل بغوايدو رئيسا، ويدعو إلى تشكيل “مجموعة اتصال” بين الفريقين. كما تدعو المكسيك والأوروغواي أيضا إلى الحوار.
أما المحلل مايكل شيفتر فاعتبر أن “السيناريو الأفضل والأكثر واقعية هو قيام تفاوض طويل الأمد بين معارضة موحدة وحكومة في موقع دفاعي”، ما يمكن أن يوصل إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة.