السيطرة على البروتينات المسؤولة عن معظم حالات الإصابة بالسرطان ممكنة

اكتشف الخبراء البروتينات المسؤولة عن 70 في المئة من حالات الإصابة بالسرطان وأطلقوا عليها اسم (إم.واي.سي) و في حالة الخلايا السرطانية تتسم هذه البروتينات بالنشاط المفرط، ولا تعمل بشكل منضبط على الإطلاق، وأشار الخبراء إلى إمكانية استخدام مادة تدخل في هيكل البروتينات داخل الجسم وتستطيع الالتحام مع بروتين (إم.واي.سي) ما يحد من نشاطه داخل خلايا الجسم.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة إلى تقنية علمية جديدة تسمح بالسيطرة على نوعية من البروتينات التي ليس لها شكل ثابت ويطلق عليها اسم “إم.واي.سي”، وهي مسؤولة عن تفاقم غالبية الأورام السرطانية في جسم الإنسان.
وفي الخلايا السليمة، يساعد بروتين «إم.واي.سي» في عملية استنساخ الخلايا حيث يتم تحويل المعلومات الوراثية في الخلية من الحمض النووي «دي.إن.إيه» إلى الأحماض النووية الريبوزية «أر.إن.إيه» حتى تتحول في نهاية المطاف إلى بروتينات، وعادة ما يكون نشاط هذا البروتين منضبطا تماما.
ويوضح الباحث مين تشو المتخصص في مجال الكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا ريفرسايد الأميركية أنه “في حالة الخلايا السرطانية يتسم بروتين ‘إم.واي.سي’ بالنشاط المفرط، ولا يعمل بشكل منضبط على الإطلاق”.
وأوضح في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” المتخصص في الأبحاث العلمية أن “هذا البروتين يشبه الغذاء بالنسبة إلى الخلايا السرطانية، كما أنه أشبه بالمنشطات التي تسرع وتيرة نمو الخلايا السرطانية”، واستطرد قائلا “لهذا السبب، يعتبر بروتين ‘إم.واي.سي’ هو السبب وراء 75 في المئة من حالات الإصابة بالسرطان لدى البشر”.
وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “جورنال أوف ذي أميركن شيميكل سوسايتي”، اكتشف الباحثون إمكانية استخدام مادة تدخل في هيكل البروتينات داخل الجسم يطلق عليها اسم “البيبتيد”، وتستطيع هذه المادة الالتحام مع بروتين «إم.واي.سي» وكبح جماح نشاطه داخل خلايا الجسم.
بروتينات ليس لها شكل ثابت يطلق عليها اسم “إم.واي.سي”، هي مسؤولة عن تفاقم غالبية الأورام السرطانية في جسم الإنسان
ويقول تشو إن “عناصر ‘البيبتيد’ تأخذ أشكالا وأحجاما ومواضع مختلفة داخل الجسم، ولكنه بمجرد أن تلتحم مع بروتين ‘إم.واي.سي’ فإنها تشكل حلقة ثابتة حول البروتين، مما يساعد في ربطه وتعطيل نشاطه”.
وأكد قائلا “لقد نجحنا في تحسن آلية التحام ‘البيبتيد’ مع بروتين ‘إم.واي.سي’ من خلال سلسلة من التجارب، وهو ما يفسح المجال أمام تحقيق أهدافنا في ابتكار أدوية أكثر فعالية لعلاج السرطان”.
وكان باحثون أميركيون قد طوروا حبةً يمكن أن تساعدَ في شلّ الخلايا السرطانية ومنعِها من التكاثر والانتشار، وتعتمد هذه الحبة على تركيبات بروتينيةٍ معينة تمنع الخلايا السرطانية في الأورام الصُّلبة من التكاثر على حساب الأنسجة السليمة.
والحبة المطورة تستهدف الخلايا السرطانية في الأورام الصلبة وتوصف بأنها علاج كيميائي.
ونتائج الدراسة التي نشرها موقع المجلة الأكاديمية “سيل كيميكل بيولولجي” تحققت من دواء يسمى “إيه أو إيتش 1996” يعمل على استهداف بروتين سرطاني حيوي له قدرة على جعل الخلايا الخبيثة تتكاثر وتنتشر في الأورام الصلبة كالتي توجد في سرطانات الثدي والرئة والدماغ والمبيض.
ووفق الباحثين الأميركيين فإن هذه الحبة الثورية استطاعت بالتجارب المخبرية على نماذج أنسجة الفئران كبح نمو الورم والنسخ السرطانية من الخلايا مما أدى إلى وقف تكاثر السرطان وانتشاره من دون التسبب في آثار جانبية.
وتتوفر العديد من علاجات السرطان، وفق خبراء “مايو كلينيك”. وتعتمد خيارات العلاج على عدة عوامل، مثل نوع السرطان ومرحلته، والصحة العامة للمريض.
ويشير الخبراء إلى أن العلاج يهدف إلى الشفاء من السرطان، وهذا يتيح للمريض إمكانية عيش حياة طبيعية. لكن ذلك قد يكون ممكنًا أو غير ممكن بناءً على حالته الصحية.
ويهدف العلاج الأولي إلى استئصال السرطان بالكامل من الجسم أو قتل الخلايا السرطانية.
ويمكن استخدام أيّ علاج للسرطان كعلاج أولي، ولكن تظل الجراحة هي الإجراء الأكثر شيوعًا كعلاج أولي لعلاج حالات السرطان الأكثر شيوعًا. وإذا كان السرطان حساسًا للعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي بالتحديد، فقد يتلقى المريض أيًا منهما كعلاج أولي.
ويهدف العلاج المساعد إلى قتل أيّ خلايا سرطانية قد تكون متبقية بعد العلاج الأولي لتقليل احتمالية تكرار الإصابة بالسرطان.
ويمكن استخدام أي علاج للسرطان كعلاج مساعد. وتتضمن العلاجات المساعدة الشائعة العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج الهرموني.
وقد تساعد العلاجات التلطيفية على تخفيف الآثار الجانبية للعلاج أو مؤشرات المرض والأعراض التي يسبّبها السرطان نفسه. ويمكن استخدام الجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي والعلاج الهرموني لتخفيف الأعراض والسيطرة على انتشار السرطان عند تعذر علاجه. وقد تخفف الأدوية من الأعراض، مثل الألم وضيق النفس.
ويمكن استخدام العلاج التلطيفي في الوقت نفسه مع العلاجات الأخرى التي تهدف إلى علاج السرطان.
ويوفر اكتشاف السرطان في مراحله الأولى غالبًا فرصة أفضل للشفاء. وبالنسبة إلى بعض أنواع السرطان توضح الدراسات أن اختبارات الفحص يمكن أن تنقذ الأرواح عن طريق تشخيص السرطان مبكرًا. وبالنسبة إلى أنواع السرطان الأخرى يوصى بإجراء اختبارات الفحص فقط للأشخاص المعرضين لخطر متزايد.
وتصدر العديد من المنظمات الطبية ومجموعات الدفاع عن المرضى توصيات وإرشادات لفحص السرطان. ويمكن مراجعة الإرشادات المتنوعة مع الطبيب، ويمكنهما معًا تحديد الأفضل للمريض بناءً على عوامل خطر الإصابة بالسرطان لديه.