السيسي يكشف حجم خسائر قناة السويس بسبب التوترات في المنطقة

القاهرة - أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأحد، أن بلاده فقدت نحو 6 مليارات دولار أميركي من إيرادات قناة السويس، بسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط توترات جيوسياسية متصاعدة منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي زادت مؤخرا مع تفاقم الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، والتي كان إحدى حلقاتها اغتيال الكثير من قيادات الحزب بمن فيهم أمينه العام حسن نصرالله في ضربة جوية السبت على ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال السيسي، في كلمة له خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة، "قناة السويس فقدت 50 – 60 بالمئة من إيراداتها.. أي أكثر من 6 مليارات دولار، بسبب التوترات في المنطقة خلال الشهور الثمانية الماضية".
وأضاف "التطورات الجارية خطيرة على الحدود الشرقية (غزة) والجنوبية (السودان) والغربية (ليبيا)، ومعها قد تتسع رقعة الصراع، فعلينا أن نكون حذرين".
ولفت السيسي إلى أن المنطقة والعالم يمران بظروف صعبة جدًا في الفترة الحالية، مؤكدًا أن مصر تمارس سياسة تتسم بالتوازن والاعتدال والموضوعية.
وبشأن أداء الاقتصاد في مصر، أكد السيسي إن الأوضاع في مصر مستقرة وتسير نحو الأحسن.
وتابع "أطمئنكم أننا بخير والأمور من جيد لأفضل.. وندير أمورنا بشكل يحفظ بلدنا ويحافظ على المنطقة ما أمكن دون التورط في أي أحداث قد تؤثر على الأمن والاستقرار".
وعلاوة على الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو عام على قطاع غزة، تشهد المنطقة توترات تصاعدت مع العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان منذ 23 سبتمبر الجاري، فيما يستهدف الحوثيون في اليمن سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر "تضامنا مع غزة"، وتتواصل الحرب في السودان وعدم الاستقرار في ليبيا.
وألقت تداعيات أزمة البحر الأحمر بظلالها على عائدات قناة السويس التي تراجعت تراجعت إلى 7.2 مليار دولار في العام المالي 2023-2024 من 9.4 مليار دولار في العام المالي 2022-2023، وفق ما أكد أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس المصرية في يوليو الماضي.
وأضاف أن القناة تنتهج سياسة مرنة في التسعير وفي التعامل مع الشركات العالمية، وإنها ستظل البديل الأفضل والأكثر أمنا بالنسبة للتجارة العالمية.
وذكر أن إيرادات القناة تضررت بشكل كبير جراء اضطرابات الملاحة في البحر الأحمر على إثر هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن.
وفي يوليو الماضي، كشف بيان للبنك المركزي المصري انخفاض إيرادات قناة السويس إلى 5.8 مليار دولار في الفترة من يوليو 2023 إلى مارس 2024 - أول تسعة أشهر من العام المالي الماضي - مقارنة مع 6.2 مليار دولار في الفترة المناظرة من العام المالي الأسبق.
وعزى المركزي هذا الانخفاض بشكل أساسي للتوترات التي تشهدها حركة الملاحة في البحر الأحمر، ما اضطر العديد من شركات الشحن التجارية لتحويل مسارها.
ويبدأ العام المالي في مصر بداية يوليو من كل عام وينتهي في 30 يونيو من العام التالي. ولفت ربيع إلى أن "التراجع تعكسه إحصائيات الملاحة خلال العام المالي 2023/ 2024، حيث سجلت عبور 20148 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها مليار طن وإيرادات 7.2 مليارات دولار".
وكان الرئيس المصري قد أكّد في فبراير تراجع عائدات قناة السويس بنسبة تتراوح بين 40 و50 المئة، بسبب اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر، وأتى ذلك وسط أزمة اقتصادية حادة شهدتها مصر بسبب نقص النقد الأجنبي.
وتشكّل عائدات المجرى الملاحي، الذي يربط البحرين الأحمر والمتوسط وتم افتتاحه في العام 1869، أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي في مصر، ويؤمن عبور 10 بالمئة من حركة التجارة البحرية الدولية.