السيسي يبحث بين الدوحة والكويت تهدئة غزة وتعزيز التعاون الاقتصادي

الرئيس المصري يسعى من خلال الجولة الخليجية إلى حشد الدعم لإعمار غزة وتنشيط التعاون الاقتصادي عبر جذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات الإقليمية.
الأحد 2025/04/13
ملف غزة على رأس أجندة المباحثات

القاهرة/الدوحة – وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الأحد إلى الدوحة في مستهل جولة خليجية ذات أهمية إقليمية بالغة تشمل الكويت، وكان في استقباله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتهدف زيارة السيسي إلى الدوحة إلى بحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي، إلا أن التركيز الأكبر سينصب على مناقشة الأوضاع الإقليمية المتدهورة، وعلى رأسها الحرب المستمرة في قطاع غزة وجهود وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والسجناء بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وهو الملف الذي تتولى فيه مصر وقطر دور الوسيط الرئيسي إلى جانب الولايات المتحدة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي في بيان إن "من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري خلال الزيارة بأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، للتباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، ومناقشة التطورات الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وأضاف أنه سيلتقي أيضا خلال الزيارة بممثلي مجتمع الأعمال القطري لبحث فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وستكون الكويت المحطة الثانية الهامة في جولة الرئيس، حيث سيجري مباحثات معمقة مع أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، والنائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد يوسف سعود الصباح.

وتأتي هذه اللقاءات تأكيدا على عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة والكويت، والحرص المشترك على توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصاد والاستثمار، وفقا لما صرح به المتحدث الرسمي.

تكتسب جولة الرئيس السيسي أهمية استثنائية في ظل التوقيت الإقليمي الحساس، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا ملحوظًا في التوترات، وفي القلب منها تستمر الحرب المدمرة في قطاع غزة، التي خلفت أزمة إنسانية غير مسبوقة.

كما تأتي هذه الجولة في أعقاب فشل الهدنة السابقة التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، مما يضاعف من الضغوط على الوسطاء لإيجاد صيغة جديدة تنهي هذا الصراع الدامي.

ويبدو أن الرئيس المصري يحمل على عاتقه أهدافا متعددة خلال هذه الجولة. ففي قطر، بالإضافة إلى الملف الفلسطيني الذي يحتل الأولوية القصوى نظرا للدور الحيوي الذي يلعبه البلدان في جهود الوساطة، يسعى السيسي إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتنشيط التعاون الاقتصادي من خلال الحوار مع مجتمع الأعمال القطري، في محاولة لجذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات الاقتصادية.

أما بالنسبة للكويت، فتمثل المحطة الثانية أهمية خاصة في سياق تعزيز العلاقات الاستراتيجية وتوسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري. وتسعى مصر من خلال هذه الشراكات الإقليمية إلى تنويع مصادر الاستثمار ودفع عجلة النمو الاقتصادي.

وعلى صعيد الأزمة الفلسطينية، تبرز جولة الرئيس السيسي الدور المحوري الذي تضطلع به مصر وقطر في محاولة إيجاد حل للصراع. ورغم التحديات والعقبات التي واجهت جهود الوساطة سابقًا، إلا أن استمرار البلدين في هذا المسعى يعكس إدراكهما العميق للتداعيات الإقليمية الخطيرة لهذا الصراع وضرورة التوصل إلى حل عادل ومستدام يضمن الأمن والاستقرار للجميع.

وعلاوة على ذلك، تسعى مصر من خلال هذه الجولة إلى حشد الدعم العربي والدولي لجهود إعادة إعمار قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب، والتأكيد بشكل قاطع على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وهو ما تعتبره القاهرة خطًا أحمر لما يحمله من تهديدات للأمن القومي المصري والاستقرار الإقليمي.

تأتي هذه الجولة في سياق جهود مصرية مكثفة لمنع اتساع دائرة الصراع في المنطقة. وتدرك القاهرة تمام الإدراك أن استمرار التصعيد في غزة ينذر بعواقب وخيمة على الأمن الإقليمي برمته، ولذلك تسعى بالتنسيق الوثيق مع قطر والجهات الدولية الفاعلة إلى إيجاد حل سلمي يوقف نزيف الدماء ويجنب المنطقة المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، مع التأكيد على أهمية الحل السياسي الشامل والعادل للقضية الفلسطينية.