السيدة 1%: جو جورغينسن قد تكون الفارق بين ترامب وبايدن

لندن - بينما يحتدم التنافس السام على نتائج السباق الرئاسي في الولايات المتحدة بين المرشح الديمقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب، تغيب عن المشهد الإعلامي المرشحة الثالثة عن الحزب الليبرالي جو غورغنسن مع أنها حصلت إلى حد الآن وقبل الانتهاء الكامل من فرز الأصوات على 1.6 مليون صوت بالإجمال.
وبدا هذا العدد كبيرا وكان لو ذهب إلى ترامب أو بايدن لحسم النتيجة في الانتخابات بوقت مبكر.
ولا تنافس صور غورغنسن على الأغلب صورتي المرشحين الآخرين على شاشات المحطات التلفزيونية، لكنها تشكل حضورا مثيرا للقراءة السياسية لواقع الأحزاب في الولايات المتحدة، ففي أغلب الولايات حصلت على ما يعادل 1.6 من الأصوات، وفي بعض الولايات وصلت نسبة التصويت لها ما يقترب من 3 في المئة.
ولا يبالغ غالبية المحللين السياسيين بالقول إن الحزب الليبرالي سيكون منافسا ثالثا للجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة، فمن المبكر القول بأن هناك ثلاثية تتنافس غير الثنائية التاريخية للحزبين.
لكن حضور جو غورغنسن يدق جرس تنبيه وإن كان خافتا ويسلط الضوء على الحزب الليبرالي الأميركي، عندما يقتصر الكلام عادة على الديمقراطيين والجمهوريين.
ومع حوالي 1.6 مليون صوت إجمالي، حصلت المرشحة غورغنسن في جميع الولايات الأميركية الخمسين، على ثاني أعلى عدد من الأصوات في تاريخ حزبها الممتد على 49 عاما.
وتعد غورغنسن، أستاذة علم النفس بجامعة كليمسون في ساوث كارولينا، هي أول مرشحة رئاسية يتم ترشيحها من قبل الحزب الليبرالي في تاريخه لأكثر من أربعة عقود.
وظهرت اللاعبة البالغة من العمر 63 عاما تروّج لترشحها في جميع الولايات الأميركية بما فيها العاصمة واشنطن. لكنها لم تلفت عدسات وسائل الإعلام بشكل مكثف، إلا أن حصولها على 1.6 مليون صوت يمكن أن يجعل وسائل الإعلام الأميركية تعيد النظر في خياراتها لاحقا خصوصا مع شعارها المرفوع “أنا معها” الذي استقطب اهتمام الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعارض غورغنسن نظام الحزبين في الولايات المتحدة، والعمليات العسكرية الخارجية والبرامج الفيدرالية الكبيرة.
وذكرت في فيديو نشرته خلال حملتها الانتخابية أن هدفها هو تحويل الولايات المتحدة “إلى سويسرا عملاقة واحدة، مسلحة ومحايدة”.
ووعدت بإعادة جميع القوات الأميركية من الخارج، وإيقاف المساعدات للدول الأجنبية وإلغاء ضريبة الدخل الفيدرالية.
أما عن حزبها الليبرالي الذي لا يحظى باهتمام كبير، فقد تأسس عام 1971، ونما ليصبح ثالث أكبر حزب سياسي بعد الجمهوريين والديمقراطيين. كان للحزب مرشح رئاسي في الاقتراع كل عام منذ عام 1972 لكنه لم يحصل على أكثر من 4 في المئة من الأصوات.
ويدعو الحزب التحرري إلى سوق حرة تماما، وحكومة صغيرة وحريات مدنية. وبحسب موقعه على الإنترنت، يعتقد الحزب أنه يجب أن يكون لجميع الأميركيين “الحرية في أن يعيشوا حياتهم ويواصلوا مصالحهم على النحو الذي يرونه مناسباً طالما أنهم لا يضرون بالآخرين”.