السياح يسافرون عبر التاريخ في مهرجان الإبل بالسعودية

شهد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في السعودية توافد العديد من السياح من مختلف أنحاء العالم، الذين أبدوا إعجابهم الكبير بالعروض والفعاليات التي يتم تنظيمها. يعتبر المهرجان واحدا من أبرز الفعاليات الثقافية في المملكة، حيث يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بالتفاعل مع التراث السعودي الأصيل المتعلق بالإبل.
الصياهد (السعودية) ـ تفاعل زوار مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بشكل لافت مع “تجربة ركوب الإبل”، التي تعود إلى عصور الأجداد، حيث كانت الإبل تمثل شريان الحياة ووسيلة النقل الرئيسية في البيئة الصحراوية القاسية. وتعد هذه الفعالية من أبرز الأنشطة التي جذبت الزوار بمختلف أعمارهم، حيث أتيحت لهم فرصة استكشاف جزء مهم من الإرث الثقافي السعودي.
تم تجهيز الإبل المخصصة للركوب بعناية فائقة، باستخدام أدوات تقليدية مثل “الشداد والخرج”، التي تعكس عمق التراث الثقافي. كما تضمنت التجربة شرحا تفصيليا لأساليب ركوب الإبل وأدوات التحكم بها مثل “الخطام”، بالإضافة إلى تعليم الزوار كيفية إصدار الأوامر للإبل أثناء الحركة أو التوقف، مما أضاف بعدا تعليميا وتجريبيا فريدا.
عبّر الزوار عن سعادتهم الغامرة بهذه التجربة، حيث ظهرت على وجوه الأطفال ابتسامات عريضة وهم يستمتعون بتجربة فريدة من نوعها. أحد أولياء الأمور عبّر عن إعجابه بالفعالية قائلا إنها تجربة تعليمية تتيح للأطفال فهم أهمية الإبل في حياة أجدادهم، ودورها الحيوي في التنقل عبر الصحراء.
أشار السياح إلى أن أبرز ما جذب انتباههم في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل كان الإبل والركب وصوت الهجيني والهودج، بالإضافة إلى عروض الخيل العربية والفرسان في ساحة قرية الفعاليات. وأوضحوا أن هناك ثقافات مشتركة في الخليج، من خلال الزمل وتربية الإبل وصناعة المنتجات المشتقة من الحليب وغيرها، معربين عن اهتمامهم بالتعرف أكثر على هذه العادات الثقافية والتآلف الذي يعزز التقارب بين الشعوب.
كما أعرب الزوار عن استمتاعهم بمشاهدة العروض الأدائية والألعاب الترفيهية والتفاعلية التي تناسب الكبار والصغار، والتي تحاكي أصالة الماضي وعراقة الحاضر. تتضمن العروض الأدائية في ساحة قرية المهرجان سباقات الخيل، حيث يقوم الفرسان بالتقاط الشارة من على الأرض كنوع من التفاعل مع الجمهور. كما تشمل العروض فعاليات الهجن، حيث يقوم الركب على الإبل بالدرهمة في الساحة المخصصة لها، مع ترديد شيلات شعرية. إضافة إلى ذلك، يتم عرض أنواع وأسماء الإبل وألوانها في ساحة القرية، مما يتيح للزوار التعرف عليها والتقاط الصور معها كنوع من الترفيه.
وفي تعليق من الزائر كارلوس من إسبانيا، قال إن المهرجان قدم نافذة رائعة على ثقافة غنية، وكانت تجربة مشاهدة الإبل عن قرب وركوبها مذهلة. أما السائحة تشاو من اليابان، فقد عبّرت عن إعجابها بالدقة في تحضير القهوة السعودية، معتبرة أن هذه القهوة تمثل تراثا غنيا للغاية.
كما أبدى السياح اهتمامهم بسوق الملبوسات الشعبية الذي ضم جلابيات، و”البرقع النجدي”، و”الخلخال”، بالإضافة إلى أدوات تزيين الكفين والرأس والملابس الشتوية مثل الفروة وغطاء الرأس. كما استمتعوا برؤية الشماغ والثوب السعودي للرجال، والفروة، وبيوت الشعر التي تضمنت مشاركات وطنية مثل خيمة الصقور، إضافة إلى السوق الشعبي الذي ضم أدوات تستخدم في البيوت القديمة.
وأشار الزائر سلمان العنزي إلى أن المهرجان يتضمن أركانا متنوعة تهدف إلى تنمية الوعي بالموروث السعودي، وتثقيف الأطفال بأهمية هذا التراث. وأكد الزائر سالم الروقي أن الفعاليات أعادت الذكريات عن الزمن الماضي، كما ساعدت في تعريف الأجيال الصاعدة من الأطفال بهذا الموروث العريق في ظل التطور التكنولوجي والألعاب الإلكترونية.
أما الطفل فارس عجب الدوسري، الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، فقد جلس فوق “الشداد” مستمتعا بتجربة ركوب الناقة، معبّرا عن فرحته الكبيرة. بينما وصف والد الطفل التجربة بأنها رائعة وتُعرّف الأبناء بالعلاقة العميقة بين الإنسان والإبل في الماضي.
من جانبها، وصفت الفتاة مريم الحسن (30 عاما) التجربة بأنها جميلة وغريبة في الوقت ذاته، بينما كانت بعض الفتيات يلتقطن لها صورا تذكارية. وحرصت إدارة المهرجان على توفير فعاليات متنوعة لجميع أفراد الأسرة، بهدف تعزيز الوعي بالموروث الثقافي السعودي الأصيل.
مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل يعكس الاهتمام الكبير بإحياء الموروث الثقافي للإبل بين أبناء الجيل المعاصر من خلال برامج وفعاليات متعددة تُبرز مكانة الإبل في نفوس أبناء المملكة والمنطقة العربية. وتعد المملكة من أكثر الدول اهتماما بموروثاتها الحضارية والثقافية، وتسعى للحفاظ عليها وتعريف الشعوب بأهميتها كجزء من هوية وثقافة وعادات الشعب السعودي.
يهدف المهرجان، الذي يقام تحت شعار “عز لأهلها” في نسخته الثامنة، إلى تعزيز التراث الوطني والوعي بأهميته، بالإضافة إلى دعم الملاك وتشجيعهم على الاستمرار في تربية الإبل. كما يسعى المهرجان إلى تقوية الروابط الثقافية بين الأجيال، ليصبح علامة فارقة تعكس أصالة التراث السعودي.