السياحة العالمية تقترب من تخطي ارتدادات الوباء بالكامل في 2024

مدريد - رجحت منظمة السياحة العالمية الجمعة أن تتعافى السياحة العالمية في 2024 بالكامل من تداعيات الجائحة، وتوقعت أن يزيد عدد السياح الدوليين باثنين في المئة مقارنة بعام 2019.
وسيؤدي إطلاق العنان للطلب المكبوت وزيادة النقل الجوي والانتعاش الأقوى للأسواق الآسيوية إلى تعزيز تعافي القطاع مما يعطي المزيد من التفاؤل لشركة الطيران حتى تعزز أعمالها وتساعد الحكومات على جني المزيد من الإيرادات.
لكن في ظل زيادة التكاليف وعدم اليقين الاقتصادي العالمي، فإن عودة المسافرين إلى المطارات لا تعني بالضرورة أن القطاع خرج من مرحلة الخطر.
وقالت المنظمة في تقرير إن “زيادة عدد الرحلات الجوية وتعافي الأسواق الآسيوية سيتيحان عودة كاملة لأنشطة السياحة في أنحاء العالم هذا العام، رغم أن الاضطراب في الشرق الأوسط ومناطق أخرى يشكل خطرا لأنه يؤثر على رغبة الأفراد في السفر”.
وتتوقع المنظمة أن تنتعش السوق الصينية في 2024 بعد أن أتاحت الحكومة لمواطني فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وماليزيا السفر دون تأشيرة حتى أواخر نوفمبر المقبل.
وأطلقت بكين سلسلة من سياسات التأشيرات، التي تهدف إلى مواصلة تعزيز التبادلات الثنائية وتوسيع انفتاحها على العالم الخارجي بشكل مستمر، بما يعزز نشاط اقتصادها الخامل.
وفي 2023، استعاد الطلب على السفر في أوروبا وأفريقيا تقريبا مستويات ما قبل الجائحة، فيما تجاوزها في منطقة الشرق الأوسط.
وقاد الشرق الأوسط التعافي من الناحية النسبية في العام الماضي، باعتبارها المنطقة الوحيدة، التي تغلبت على مستويات ما قبل الوباء مع ارتفاع عدد الوافدين بنسبة 22 في المئة فوق عام 2019.
وحققت بعض الوجهات السياحية مثل دول جنوب أوروبا المطلة على البحر المتوسط ومنطقة البحر الكاريبي ودول أميركا الوسطى وشمال أفريقيا إنجازا في استقطاب عدد أكبر من السياح الدوليين في العام الماضي بالمقارنة مع 2019.
ووصلت أوروبا، المنطقة الأكثر زيارة في العالم، إلى 94 في المئة من مستويات عام 2019 مدعومة بالطلب داخل المنطقة والسفر من الولايات المتحدة.
واستعادت أسواق أفريقيا 96 في المئة من زوارها قبل الجائحة، ووصلت النسبة في أسواق الأميركيتين إلى 90 في المئة.
ووصلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى 65 في المئة من مستويات ما قبل الوباء بعد إعادة فتح العديد من الأسواق والوجهات.
ومع ذلك، فإن الأداء مختلط، حيث تعافت جنوب آسيا بالفعل بنسبة 87 في المئة من مستويات عام 2019 وشمال شرق آسيا بحوالي 55 في المئة.
وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي “تؤكد أحدث بيانات منظمة السياحة العالمية مرونة السياحة وانتعاشها السريع، مع توقع أرقام ما قبل الوباء بحلول نهاية عام 2024”.
وأضاف “لقد أصبح للانتعاش بالفعل تأثير كبير على الاقتصادات والوظائف والنمو والفرص المتاحة للمجتمعات. في كل مكان. وتذكر هذه الأرقام أيضا بالمهمة الحاسمة المتمثلة في تعزيز الاستدامة والشمول في تنمية السياحة”.
ووصلت السياحة الدولية بنهاية 2023 لنسبة 88 في المئة من مستويات ما قبل الجائحة، وتشير التقديرات إلى أن عدد المسافرين الدوليين بلغ حوالي 1.3 مليار مسافر.
ووفقا لتقرير المنظمة، بلغت مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد العالمي في العام الماضي نحو 3.3 تريليون دولار.
بعض الوجهات السياحية مثل دول جنوب أوروبا المطلة على البحر المتوسط ومنطقة البحر الكاريبي ودول أميركا الوسطى وشمال أفريقيا حققت إنجازا في استقطاب عدد أكبر من السياح الدوليين
وتتوقع شركات الطيران أن تسجل رقما قياسيا في أعداد المسافرين خلال 2024 رغم أن الحرب في الشرق الأوسط شكلت صدمة كبيرة لأوساط قطاع السفر في العديدة من البلدان في ظل بروز آفاق غامضة لحركة النقل الجوي عالميا.
وذكر اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) في تقرير أصدره الشهر الماضي، أن الشركات متفائلة بأن يتجاوز عدد المسافرين هذا العام المستويات التي تم تسجيلها قبل الوباء مع تجاوز القطاع لتبعات الأزمة الصحية.
وقال في مراجعته التقليدية لاتجاهات القطاع إن “من المتوقع أن يسافر 4.7 مليار شخص في عام 2024، وهو رقم قياسي يتجاوز مستوى ما قبل الوباء البالغ 4.5 مليار شخص المسجل في 2019”.
ورفع إياتا حينها توقعاته للأرباح، مرجحا أن تحقق شركات الطيران صافي أرباح بقيمة 23.2 مليار دولار في العام 2023 بأكمله، أي أكثر من ضعف توقعاته في يونيو الماضي والبالغة 9.8 مليار دولار.
وأشار إلى بيانات المسح التي تظهر أن ما يقرب من نصف عادات السفر لدى الناس عادت إلى مستويات ما قبل الوباء. وأفاد ثلثهم أنهم يسافرون أكثر، بينما قال 18 في المئة فقط أنهم ما زالوا يسافرون أقل.
وكذلك، رفع إياتا توقعاته لأرباح القطاع بشكل كبير. وقال “كان التحسن مدفوعا بالكامل بقطاع الركاب الذي شهد زيادة قدرها 96 مليار دولار في الإيرادات مقارنة بالتوقعات السابقة وصولا إلى 642 مليار دولار”.