السوشيال ميديا تحيل التلفزيون على التقاعد

لندن – بات الكثير من أفراد جيل الألفية يلجأون إلى منصات مثل يوتيوب وفيسبوك وسناب شات وتويتر لمشاهدة البرامج والمسلسلات، إلى درجة بات هذا الإقبال يهدّد التلفزيون التقليدي حتى لو لم تتضح بعد معالم هذا القطاع الناشئ.
وعملت مواقع التواصل الاجتماعي، أمام الإقبال المتزايد من الشباب على متابعة برامجهم المفضلة عبر شبكة الإنترنت، على إنشاء منصات افتراضية لبعض القنوات التلفزيونية.
ولم تكتف بذلك، حيث كشف تقرير حديث أن شركة فيسبوك تسعى لإنفاق أموال طائلة من أجل إنتاج برامج تعرض على الشبكة الاجتماعية بشكل حصري، وهذا من أجل أن تكون لديها عروض جديدة تدفع المستخدمين للبقاء لمدة أطول على خدمات الفيديو الخاصة بها مثل Watch، إذ تخطط الشركة الأميركية لإنفاق ما يقرب من مليار دولار لإنتاج برامج ومسلسلات حصرية خلال العام المقبل، وسيتم عرضها على خدمات الشركة، وتعتمد فيسبوك على الإعلانات من أجل جمع تلك الأموال مرة أخرى.
وبحسب موقع تك تايمز الأميركي فالبرامج والعروض التي تخطط فيسبوك لإنتاجها ستكون مختلفة عما يعرض على شاشات التلفزيون، فمدتها ستبدأ من 5 حتى 30 دقيقة. ومن المقرر أن يكون هناك نوعان الأول قصير لا يتخطى العشر دقائق عبارة عن مسلسلات قصيرة، والثاني عبارة عن مسلسلات مسلية مقسمة لحلقات كل منها مدته تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، وكشف التقرير أن المنتجين سيحصلون على 55 بالمئة من إيرادات الإعلانات.
خطوات فعلية
تنوي شركة أبل استثمار ما يقارب المليار دولار لإنتاج برامج تلفزيونية أصلية خلال العام المقبل. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، قال مصدر لم يتم الإفصاح عن هويته إن الاستثمار الذي خصصته الشركة قد يمكّن من إنتاج ما يصل إلى 10 عروض وأفلام تلفزيونية ذات جودة عالية.
وسبق أن ركزت أبل على استئجار البرامج التلفزيونية والأفلام من خلال خدمة اي تيونز، ويقدر أن حصة الشركة من سوق تأجير وبيع الأفلام قد انخفضت من 50 بالمئة عام 2012 إلى 35 بالمئة مؤخرا.
وتهدف أبل إلى لعب دور أكبر في هذا المجال الذي يشهد منافسة متزايدة، حيث استثمرت شركة أمازون خلال 2014 نحو مليار دولار، وأنفقت “اتش بي أو” ملياري دولار تقريبا العام الماضي، بينما أنفقت نيتفلكس 6 مليار دولار هذا العام في إنتاج عروض تلفزيونية كوميدية ودرامية تضم الصف الأول من نجوم هوليوود.
مواقع التواصل الاجتماعي تعمل على إنشاء منصات افتراضية لبعض القنوات التلفزيونية
وتختلف تكاليف إنتاج المسلسلات بحسب موضوعها، ففيما تكلف الحلقة الواحدة من مسلسل صراع العروش 10 ملايين دولار، ينفق على الحلقة من المسلسلات الكوميدية 2 مليون دولار، بينما تكلف الأعمال الدرامية 5 ملايين دولار للحلقة الواحدة.
وتنتج أبل حاليا بعض المحتوى الأصلي بما في ذلك البرنامج الواقعي “كوكب التطبيقات”، وهو عرض عن المطورين الذين يتنافسون للحصول على تمويل من رأس المال الاستثماري، وهذه السلسلة متاحة فقط للمشتركين في خدمة أبل الموسيقية أبل ميوزك.
كما أطلقت الشركة الأميركية العملاقة للتكنولوجيا ثاني مسلسلاتها في الثامن من أغسطس الماضي، بعد تجربتها الأولى في عالم المسلسلات.
وتسعى الشركة إلى أن يسهم العمل الذي يشارك فيه نجوم كبار، في إكسابها موطئ قدم في سوق التلفزيون المتشبع، يوازي مكانتها في عالم التكنولوجيا.
ويشارك بالمسلسل الذي يحمل اسم “كاربول كاريوكي: ذا سيريز” نخبة من النجوم، منهم جيمس كوردن وويل سميث وجون ليجيند وأليشيا كيز وجون سينا وجيف جوردون وأريانا غراندي وغيرهم.
وقال نائب رئيس برمجيات وخدمات الإنترنت في أبل إيدي كيو إنه “يتحدث عن الفنان والأغاني التي يتم تقديمها.. فقط لمعرفة القليل عن شخصياتهم خلف الستار وبعض أفكارهم. إنه مناسب جدا جدا لأبل ميوزيك”.
ويعتمد المسلسل الجديد على فكرة البرنامج الحواري الشهير على شبكة سي.بي.إس، ذي ليت ليت شو ويز جيمس كوردن الذي يغني فيه الضيوف أثناء قيادة السيارة مع مقدم البرنامج جيمس كوردن.
وجذبت السيولة المالية الكبيرة لدى أبل اهتمام هوليوود، مع دخول الشركة سباق البرمجة وتعاقدها مع مسؤولين تنفيذيين من شركة سوني بيكتشرز.
وطرحت وحدة أبل ميوزيك حلقتين من كاربول أسبوعيا، باستثناء الحلقتين الأولى والأخيرة اللتين تذاعان بشكل منفرد. وكانت أبل طرحت في يونيو الماضي مسلسلها التلفزيوني الأول بلانت أوف ذي أبس، أو كوكب التطبيقات.
نقل دور السينما للهواتف
نشر موقع ديلي ميل البريطاني مؤخرا تقريرا يشير إلى أن شركتي أبل وكومكاست تقومان بمحادثات للضغط على استوديوهات الأفلام لجعل الأفلام الموجودة في دور السينما متاحة للعرض على تلك الهواتف، وبعد أشهر من المفاوضات، يقترب الجانبان من اتفاق بشأن نظام يسمح للمشاهدين باستئجار أفلام تظهر حاليا في دور السينما بعد أسبوعين فقط من إطلاقها، بتكلفة تتراوح بين 30 و50 دولارا.
|
وتسير الخطط قدما على الرغم من وجود اعتراض من دور السينما، ويمكن الانتهاء منها في وقت مبكر من العام المقبل.
ويبحث البعض في فكرة جعل التنزيلات الرقمية المبكرة، والتي تعد أكبر سوق ترفيه منزلي، إذ تراجعت تأجير قرص سي دي بنسبة 20 بالمئة، في المقابل ارتفعت المبيعات الرقمية 8 بالمئة.
وقد تم الكشف عن آمال أبل في إجراء صفقات مع دراسات هوليوود لجلب الأفلام إلى اي تيونز بعد وقت قصير من عرضها في المسرح لأول مرة في ديسمبر المقبل.
وكشف تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل النقاب عن التطبيق الجديد للتلفزيون في حدث خاص في كوبرتينو العام الماضي، وأكد أنه سيكون متاحا على أجهزة أبل وأيباد وآيفون في ديسمبر من العام الحالي للمستخدمين الأميركيين، وسيسمح لهم بالبحث بسهولة عن العروض المباشرة على غرار دليل التلفزيون.
وسبق أن أعلنت شركة تويتر أنها تعمل بالتعاون مع شبكة بلومبرغ الإعلامية على تطوير قناة إخبارية تعمل لأربع وعشرين ساعة يوميا لخدمة الرسائل في موقع التواصل الاجتماعي. ويتضمن البث الصوري الحي على هذه القناة برامج تقدمها بلومبرغ، علاوة على متابعات وتغطيات من مكاتبها حول العالم.
وبحسب بعض المصادر الإعلامية، قال جاستن سميث المدير التنفيذي لبلومبرغ “لقد استقبل المشاهدون بترحاب تجربة البث المتعدد للأحداث الحية مباشرة ومزاوجة هذه التجارب تبدو شيئا قويا جدا يقدم للمستهلكين”.
وأطلق موقع يوتيوب مجموعة من التحديثات الجديدة لميزة البث المباشر، والتي تجعلها مماثلة لما تقدمه المواقع المنافسة الأخرى في هذا المجال، مثل فيسبوك الذي يسيطر على عالم البث المباشر خلال الفترة الحالية، وتضم التحديثات الجديدة ثلاث إمكانيات جديدة، وهي القدرة على بث ما تريد مباشرة من هاتف الآيفون الخاص بك أو الأيباد، من خلال التطبيق يوتيوب نفسه، بالإضافة إلى اختصار الوقت بين البث والمشاهد.
وذكر موقع بيزنس انسايدر البريطاني أن هذه التحديثات تحمل أهمية خاصة لأن يوتيوب يعتمد عليها لمنافسة خدمة Twitch التابعة لشركة أمازون، وهي خدمة البث المباشر التي تركز في المقام الأول على ألعاب الفيديو المباشرة، وتمتلك أكثر من 100 مليون زائر شهريا.
وتحاول شركة سناب شات تنويع مصادر الدخل بعد طرحها للإكتتاب، حيث أعلن نائب رئيس قسم المحتوى في الشركة عن الخطط لإضافة البرامج والمسلسلات لتطبيق سناب شات قبل نهاية العام الجاري.
ويتوقع أن تكون البرامج والمسلسلات في سناب شات محتوى خاصا، حيث أن هذه المرة الأولى التي تقوم فيها الشركة بعمل مماثل وهو مُكلف كما أشار نائب رئيس القسم، ويبدو أن الشركة تهدف بهذه الخطوة إلى منافسة الخدمات الأخرى كنتفلكس وإنتاج محتويات مُكملة للمحتويات التي تعرض على وسائل الإعلام التقليدية.
ولا تنوي الشركة منافسة وسائل الإعلام التقليدية والمسلسلات التي تُعرض عليها، حيث غالبية مستخدمي تطبيق سناب شات ربما لا يستخدمون أجهزة التلفاز التقليدية بنفس المعدل السابق، حيث ترى الشركة أن المسلسلات والبرامج تناسب الهواتف الذكية بشكل أفضل بالمقارنة مع أجهزة التلفاز.
وقد وقعت الشركة عددا من الصفقات مع الممثلين الترفيهيين، بما في ذلك شراكات مع شبكات التلفزيون، حيث من المتوقع أن يتم عرض محتويات كوميدية بمدة لا تزيد عن 5 دقائق.
وقال نيك بيل رئيس المحتوى الخاص بتطبيق سناب شات، إن الشركة ستهتم بهذا الأمر بقوة خلال الفترة القادمة، وستسعى إلى أن تكون لديها برامج مكتوبة خصيصا للعرض على التطبيق.
وذكر موقع ذا فيرج الأميركي أن خطط سناب شات غامضة إلى حد كبير، ولكن فكرة التركيز على العروض الخاصة أمر كان متوقعا بشكل كبير، فحتى الآن، اعتمدت الشركة في الغالب على عروض شهيرة بالفعل، ولكن المحتوى المخصص يمكن أن يساعد سناب شات في أن يكون له المزيد من السيطرة على المحتوى الذي يشاهده المستخدمون.
ويدرس سناب شات أيضا فكرة العمل مع استوديوهات السينما من أجل مشروع قادم لم يتم الإعلان عن تفاصيله بعد.
نقل حي وتفاعل آني
تحولت العديد من المواقع الاجتماعية إلى منصة رئيسية للأشخاص الذين يحاولون معرفة ما يحدث في العالم، حيث اعتماد المئات من المستخدمين في الآونة الأخيرة على ميزة Snap Maps لرصد ومتابعة علامات الفيضانات وغيرها من الأضرار عبر أحياء هيوستن في أعقاب إعصار هارفي بالولايات المتحدة.
البرامج والعروض التي تخطط فيسبوك لإنتاجها ستكون مختلفة عما يعرض على شاشات التلفزيون
ووفقا لموقع ماشابل الأميركي، كشف سناب شات في وقت سابق من هذا العام عن ميزة خرائط Snap Maps والتي تقوم بترتيب منشورات المستخدمين عبر التطبيق على الخارطة، بحيث يمكن للآخرين رؤية ما يحدث في مدن أخرى، وهذا نوع من النقل الحي والآني للأخبار.
وبما أن الأضرار الناجمة عن هارفي، والتي تصنف الآن على أنها عاصفة استوائية لا تزال قيد الاكتشاف، إلا أن الميزة أصبحت وسيلة مهمة للناس للاطلاع على ما يحدث في أجزاء مختلفة من المدينة.
وكتب أحد المستخدمين منشورا يشجع سكان هيوستن على استخدام خرائط سناب للتحقق من مدى الأضرار فى أحياء مختلفة، وقال آخرون إنهم يستخدمون الميزة للتحقق من منازلهم ومنازل عدد من الأصدقاء والعائلة.
وكشف موقع بيزنس إنسايدر البريطاني في تقرير جديد أن مستخدمي موقع تويتر يتسابقون للتبرع لإغاثة ضحايا إعصار هارفي، وقد بدأ الكثير من المشاهير الاشتراك في هذا التحدي وتشجيع مئات الآلاف من متابعيهم على تقديم التبرعات.
ويعد التبرع بمبلغ 10 دولارات إلى الصليب الأحمر عن طريق الرسائل النصية أسهل الطرق وأكثرها استخداما لتقديم يد العون، إذ يتم خصم 10 دولارات من فاتورة الهاتف المحمول الخاص بالمستخدم.
ومع ارتفاع عدد الخسائر في أعقاب هارفي، بدأت شركة أبل جمع التبرعات من خلال برنامج آي تيونز لدعم جهود الإغاثة للصليب الأحمر الأميركي.
ووفقا لموقع cnet الأميركي نشرت أبل مجموعة من الروابط على أي تيونز للصليب الأحمر الأميركي، لجمع التبرعات من أجل جهود الإغاثة، إذ يمكن للمستخدمين التبرع بمبالغ مالية قدرها 5 دولارات، و10 دولارات، و25 دولارا، و50 دولارا، و100 دولار، و200 دولار أميركي.
وستذهب جميع التبرعات لصالح جهود الإغاثة التي يقدمها الصليب الأحمر، ويتلقى المستخدم رسالة تأكيد إلكترونية بعد إتمام المعاملة، ولا تتم إعادة توجيه البيانات الشخصية إلى المؤسسة الخيرية.
وغذى النقل الحي والآني للأخبار من قبل مختلف المنصات الاجتماعية على سرعة التدخل الآني، وتقديم الدعم اللازم للضحايا سواء المتضررين من هذا الإعصار أو غيره من الحوادث، وكان مارك زوكربيرغ المؤسس والمدير التنفيذي لشركة فيسبوك، كتب أغسطس الماضي في منشور عبر حسابه الرسمي على الموقع، أنه قضى الكثير من الوقت خلال اجتماعات عقدت العام الماضي مع المنظمات الإخبارية للتحدث عن كيفية العمل معا بشكل أفضل من أجل أن يحصل المزيد من الناس على المزيد من الأخبار من أماكن مثل فيسبوك.
وأضاف أنه لا يمكن أن يفعل ذلك دون صحافيين، وفي الوقت نفسه يعلم أن التكنولوجيات الجديدة يمكن أن تجعل من الصعب على الناشرين تمويل الصحافة بالشكل الذي نعتمد عليه جميعا، ولكي يكون فيسبوك شريكا أفضل لصناعة الأخبار، تم إطلاق مشروع جديد يحمل اسم فيسبوك جورناليزم بروجيكت، والهدف منه هو العمل بشكل وثيق مع غرف الأخبار لتطوير منتجات مثل المقالات الفورية والأدوات التي تساعد الصحافيين على نشر قصصهم.
وأوضح زوكربيرغ أنهم داخل فيسبوك يعملون مع الناشرين والباحثين والجامعات لمساعدة الناس على أن يصبحوا أكثر اطلاعا على الأخبار التي يقرأونها عبر الإنترنت.
وأحرزت خطوات السوشيال ميديا لاجتذاب أكبر شريحة ممكنة من البشر إلى شاشاتها بدل التلفزيون تقدما ملحوظا، يتوقع معه أن تتحول الشاشة الصغيرة إلى رف النسيان والبحث عن سبل تكنولوجيا لنفض الغبار عنها كحال الصحف الورقية مع الإقبال المتزايد على الصحف الإلكترونية.