السورية رويدة عبدالحميد تعيد تصوير حكاية الخلق

دمشق - جاءت قصة الخلق في أديان كثيرة حيث تطابق ذكرها جوهريا في التوراة والإنجيل والقرآن، ولا تزال الحكاية ملهمة للفنانين منذ عصور ليعيدوا تشكيل أحداثها وتفاصيلها المتخيّلة في لوحات ومنحوتات وحتى أعمال سينمائية. ومن هؤلاء الفنانة التشكيلية السورية رويدة عبدالحميد التي تعيد في معرضها الفردي الجديد تصور هذه القصة كما ينسجها خيالها الفني.
وعبر لوحاتها التشكيلية وبأحجام مختلفة جسدت الفنانة عبدالحميد قصة آدم وحواء وروت من خلال ريشتها حكاية الخلق في معرض حمل عنوان "لو ما" واستضافته صالة لؤي كيالي في الرواق العربي بدمشق.
ويضم المعرض اثنتين وثلاثين لوحة تشكيلية، بأحجام مختلفة وتقنيات متنوعة ركزت في معظمها على الأكريليك وأدوات أخرى عبرت عما يجول في مكنونات الفنانة الداخلية من صور تعبيرية، فتارة نجد أنها رسمت حالات العشق، وتارة أخرى نكتشف أنها رسمت تفاحة آدم، وفي صورة أخرى جسدت المرأة والحب في حالات متنوعة.
وأوضحت الفنانة عبدالحميد أنها ركزت في معرضها الثامن على قصة آدم وحواء فقط والعلاقة المتخيلة بين هذا الثنائي، وهو نتاج عمل استمر مدة عامين ونصف العام.
وعن عنوان المعرض "لو ما" أرجعت عبدالحميد سبب انتقائه إلى حالة الندم التي يشعر بها بعض البشر لدى ارتكابهم أي خطيئة، وهي الخطيئة الأولى للبشر.
يذكر أن الموروث الشعبي هو ما بدأت به عبدالحميد حياتها التشكيلية، حيث استهلت تجربتها الفنية بأعمال عن التراث والبيئة والقرية، وتناولت فيما بعد المرأة بجميع حالاتها، وذلك بأسلوب تعبيري يمكن المتلقي من استنباط الفكرة لدى رؤيته للوحة، لافتةً إلى أنها تميل إلى الألوان القوية التي تضفي إشباعاً للعمل وتعتبر أن اللون يمثل الحالة الداخلية التي يعيشها الفنان.
والفنانة رويدة عبدالحميد ابنة مدينة الدريكيش في محافظة طرطوس، ولدت عام 1976، وتخرجت في مركز مجيب داوود للفنون التشكيلية، ولها العديد من المشاركات في المعارض الجماعية.