السودان يمنع دخول سفن الوقود إلى المياه الإقليمية لتجنب الغرامات

وزير الطاقة السوداني يؤكد أن بلاده تعاني شحا في المخزون الاستراتيجي للمواد البترولية.
الأحد 2021/10/24
لا حلول قريبة في الأفق

الخرطوم - قال وزير الطاقة السوداني جادين علي عبيد الأحد إن بلاده قررت وقف دخول السفن التي تحمل الوقود إلى المياه الإقليمية السودانية، لتجنب فرض غرامات بسبب التأخير في تفريغ الشحنات.

ويغلق محتجون من قبائل البجا في شرق السودان موانئ وطرقا احتجاجا على ما يصفونه بالأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة في المنطقة.

وأضاف الوزير السوداني في تصريحات لتلفزيون الشرق أن بلاده تعاني شحا في المخزون الاستراتيجي للمواد البترولية، مشيرا إلى تراكم المديونيات على الحكومة بسبب عدم تفريغ حمولة البواخر الراسية بميناء بورتسودان، نتيجة احتجاجات شرق السودان.

والثلاثاء، قال مجلس الوزراء السوداني في بيان إن إمدادات الوقود تأثرت بسبب إغلاق خط الأنابيب الناقل لمشتقات الوقود من بورتسودان للجيلي والشجرة، فيما تشهد إمدادات البنزين استقرارا بينما يتأثر إمداد الغازولين وغاز الطهي.

وتصاعدت وتيرة الأحداث في ولايات شرق السودان على خلفية إعلان المجلس الأعلى لنظارات البجا، إغلاق بعض المرافق الاستراتيجية والحيوية في المنطقة خلال الأسابيع الماضية.

وعمدت قبائل البجا منذ السابع عشر من سبتمبر الماضي إلى إغلاق الخط الناقل للوقود من ميناء بورتسودان شرقي السودان وإغلاق الطريق المؤدي إلى العاصمة الخرطوم، ما تسبب في تعطل حركة عبور الشاحنات الناقلة للبضائع المستوردة والمصدرة من وإلى الخرطوم، مما ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد السوداني.

ويحتج المجلس الأعلى لنظارات البجا على اتفاق جوبا للسلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع الجبهة الثورية وبعض الحركات المسلحة الأخرى في أكتوبر العام الماضي، في وقت يستمر الانقسام بين المكوّنات القبلية بشأن الاتفاق.

وجاء الاتفاق بـ5 مسارات تفاوضية، من ضمنها "مسار شرق السودان" الذي يحدد كيفية تقاسم السلطة والثروة في ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف.

وتتمثل مطالب المجلس في إلغاء مسار شرق السودان، إضافة إلى حل لجنة تفكيك الإخوان التي تحظى بسند شعبي ورسمي كبير، وكانت أحد أبرز منجزات الثورة السودانية. كما يطالب المجلس بحل الحكومة الحالية وتشكيل مجلس عسكري يدير البلاد لفترة انتقالية محدودة تعقبها انتخابات.

وهذه المطالب لم توافق عليها حتى الآن حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، بل ردت بأنها مستعدة للدعوة إلى مؤتمر يضم كل شعوب شرق السودان.

وهدد المجلس الأعلى لنظارات البجا في شرق السودان الجمعة بـ"الانفصال" في حال عجزت الحكومة المركزية عن تنفيذ مطالبهم، وذلك في أحدث تصعيد بين الحكومة والمحتجين في شرق البلاد.

وسبق أن لوّحت قيادات في احتجاجات شرق السودان بـ"العصيان المدني"، بعدما تم تجاهل قضيتهم والتي وصفوها بـ"العادلة".

وتعاني مناطق شرق السودان منذ استقلال البلاد عن بريطانيا قبل أكثر من ستة عقود، من قلة الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها.

واعترفت اتفاقية "جوبا" بأن مناطق شرق السودان عانت لعقود من التهميش وشح الخدمات الأساسية، مما أدخل مواطني شرق السودان في دائرة الفقر والجهل والمرض.