السوداني إلى إيران لتنسيق المواقف قبل تنصيب ترامب

رئيس الوزراء العراقي سيبحث في طهران ملفات سوريا بعد سقوط الأسد والفصائل المسلحة الولائية وامدادات الغاز الإيراني والأسباب وراء إيقافه.
الأحد 2025/01/05
بحث ما يجنب العراق أو إيران مخاطر المنطقة

بغداد - يعتزم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إجراء زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، الأربعاء المقبل، في ظل المتغيّرات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة والتوقعات بانفجار الأوضاع مرة أخرى، مع استمرار التوتر الإيراني الإسرائيلي.

وكانت آخر زيارة قام بها السوداني إلى طهران في 22 من مايو 2024، وذلك للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه جراء تحطم طائرته الرئاسية شمال غرب إيران في 19 من الشهر ذاته.

وذكر بيان للحكومة العراقية أن "الزيارة ستتضمن بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، وذلك في ضوء ما تحقق خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بغداد في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، فضلاً عن التطورات التي تشهدها المنطقة".

وتأتي الزيارة في ظل أوضاع غير مستقرة في المنطقة، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة في سوريا وسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري.

وكانت تقارير إعلامية قد أفادت نهاية العام الماضي بأن رئيس الوزراء العراقي سيزور طهران في النصف الأول من شهر يناير المقبل، مشيرة إلى أن زيارة السوداني والوفد الوزاري المرافق له ستركز على الأوضاع في المنطقة لا سيما في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، كما ستركز أيضا على ملف الفصائل الموالية لإيران في العراق وحصر السلاح بيد الدولة، كذلك امدادات الغاز الإيراني والأسباب وراء إيقافها رغم الوعود الإيرانية بعودة الإمداد بعد 15 يوما.

وقال المحلل السياسي علاء الخطيب إن زيارة السوداني إلى إيران تأتي استكمالا لجولاته في الأردن والسعودية، مضيفا في تصريحات إعلامية "لا بد من زيارة طهران للاطلاع على الموقف الإيراني بشأن ما حدث في المنطقة سواء فيما يخص سوريا أو عموم الشرق الأوسط، لذا فالزيارة تكتسب أهمية كبيرة جدا لتنسيق المواقف بين بغداد وطهران لبحث ما يجنب العراق أو إيران مخاطر المنطقة مع قرب تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه".

وكان غبريال صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قد أكد مؤخرا، أن الأخير سيعمل عند توليه منصبه في 20 يناير الحالي، على عدة أهداف في العراق، أبرزها "منع النفوذ الإيراني بمختلف أشكاله، كما سيعمل على منع أي من الفصائل العراقية من مهاجمة إسرائيل بأي شكل من الأشكال، وتحت أي حجة وذريعة كانت، وهذا سيكون أولى أهداف الرئيس ترامب".

ومنذ زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى بغداد، في الثالث عشر من ديسمبر الماضي، تتصاعد الأحاديث في الكواليس السياسية عن رسائل أميركية للعراق بضرورة حل وتفكيك الفصائل المسلحة الموالية إيران.

ونقلت وكالة "شفق نيوز" عن مصدر سياسي مطلع –لم تسمه- قوله السبت إن السوداني، تلقى رسالة من ترامب عبر مبعوث خاص في زيارة غير معلنة، كانت تتضمن عدة محاور.

وأشار المصدر إلى أن أبرز المحاور، ضرورة احتواء والسيطرة على السلاح خارج إطار الدولة، وإيقاف نشاط الفصائل المرتبطة بإيران، الى جانب عدم تدخل العراق بالملف السوري وأن تدعم تشكيل الحكومة السورية الجديدة.

وفي غضون ذلك، أبلغ مصدر حكومي وكالة "شفق نيوز" أن العراق يسعى بشكل حثيث لاستتباب الأمن في المنطقة، وأن رئيس الوزراء سيطرح في زيارة إلى إيران رؤية العراق بهذا الخصوص.

وكان بلينكن، قد قام بزيارة إلى العراق في 13 ديسمبر 2024، التقى خلالها رئيس الوزراء العراقي، ما زاد من حدة التساؤلات عن موقف الحكومة العراقية والفصائل المسلحة من التطورات الإقليمية.

وكشف مسؤول أميركي، لشبكة "سي إن إن"، أن بلينكن طلب من السوداني "اتخاذ إجراءات صارمة" ضد الميليشيات المدعومة من طهران في بلاده، ووصف المسؤول الطلبات بأنها "واسعة النطاق".

مع سقوط النظام السوري والتوجه نحو تشكيل حكومة بديلة، يواجه العراق تحديا استراتيجيا يتمثل في الحفاظ على مصالحه الوطنية وبناء علاقات إيجابية مع القيادة السورية الجديدة، بشكل يخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها.

وتحدثت تقرير إعلامية، نهاية الشهر الماضي، عن استيراد الغاز من تركمانستان عبر الأنابيب الإيرانية، والذي أكدت فيه وزارة الكهرباء عدم دخوله حيز التنفيذ حتى الآن، بالرغم من مرور أكثر من شهرين على توقيعه، لأسباب تتعلق بإجراءات المصرف العراقي للتجارة ، لافتة إلى أن إيران سوف تستفيد بنسبة 30 بالمئة من الكميات المصدرة بدل أجور "ترانزيت" مرور على أراضيها.

ومؤخرا، تداول العديد من الناشطين ووسائل الإعلام، أنباء حول استحواذ الجانب الإيراني على غاز تركمانستان المصدر نحو العراق عبر أنابيبها، وأن الأخير ملزم بدفع أموال الغاز.

وتعاني العديد من المدن العراقية من انخفاض كبير بتجهيز الطاقة الكهربائية مع الهبوط الحاد بدرجات الحرارة وبدء موسم الشتاء وبالتزامن مع توقف تصدير الغاز الإيراني إلى العراق في 24 نوفمبر 2024.

وشهدت العلاقات العراقية الإيرانية نشاطا دبلوماسيا مكثفا العام الماضي 2024، كان من ‏أبرزها زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى العراق في 11 أيلول ‏‏سبتمبر، حيث زار بغداد، أربيل، السليمانية، النجف، كربلاء، واختتم ‏زيارته في البصرة.‏